غباء اصطناعي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
ثورة «الذكاء الاصطناعي» أحدثت نقلة هائلة في حياتنا، واختصرت الوقت والجهد، فباتت محركات البحث (مركونة) على الرف، بعدما أصبحنا نعشق كل سريع ومختصر، حتى في طريقة الحصول على المعلومة.

هذا التسارع أظهر مشكلة أخرى تعرف بـ«تعفن الدماغ»، وهي حالة من الإدمان على المقاطع القصيرة التي جعلت الكثير غير قادر على الانتظار لتلقّي المعلومة حتى المسلية، خصوصاً قبل النوم.. هذا الإدمان سلبنا متعة التفاصيل، ودفعنا نحو وتيرة حياة متسارعة لا ترحم.

ما زاد الطين بلة؛ انتشار مقاطع عبر مواقع التواصل يُقدَّم فيها المحتوى بصوت «الذكاء الاصطناعي»، تتغذى عليها حسابات كثيرة، هدفها الوحيد جذب المشاهدات والاشتراكات، ولو على حساب المعلومة الصحيحة.. كثير من هذه المقاطع تحتوي على معلومات مغلوطة، أو خليط بين الصحيح والدرامي، أو حتى محض تأليف مثير لا يمت للواقع بصلة.

الخطر الأكبر أن هذه المقاطع منتشرة بشكل واسع على «اليوتيوب»، المنصة التي يشاهدها الأطفال والمراهقون بشكل يومي. هنا تكمن الكارثة؛ فكم طفلاً سيتبنى أفكاراً غير صحيحة، فقط لأن «الذكاء الاصطناعي» قال ذلك، ظناً أن هذه التقنية لا تخطئ، أو أنها تمثل الحقيقة المطلقة.

في النهاية؛ «الذكاء الاصطناعي» ليس معصوماً من الخطأ، بل أداة تعتمد على البيانات التي تُغذى بها. فإن كانت البيانات مضللة فالنتائج ستكون كذلك، وهنا تأتي مسؤوليتنا أن نتحقق، وأن نفكر، وألا نترك عقولنا تنجرف خلف مقاطع جذابة ظاهرها ذكاء، وباطنها.. إنه الغباء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق