طفرة طاقة شمسية بأوروبا الشرقية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

غافين ماغواير*

غالباً ما يُنسى دور أوروبا الشرقية في نقاشات توليد الطاقة الشمسية في القارة العجوز، حيث تُهيمن دولٌ مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا على نمو أحجام توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المستدامة، إلا أن سعة الطاقة الشمسية في أكبر تسع دول منتجة لها في الجزء الشرقي، نمت بأكثر من ضعف وتيرة القارة ككل، على مدى السنوات الخمس الماضية، وساعدت أوروبا الشرقية على مضاعفة حصتها من إنتاج الطاقة الشمسية الإقليمي، منذ عام 2019.
ومن المتوقع أن تُولّد ست دول على الأقل في أوروبا الشرقية أكثر من 20% من إجمالي الكهرباء الشهرية، التي تُزودها شركات المرافق من مزارع الطاقة الشمسية هذا الصيف، عندما تصل مستويات الإشعاع الشمسي الإقليمي إلى ذروتها السنوية. مع استمرار نمو السعة في جميع أنحاء دول أوروبا الشرقية، على المدى المتوسط، والتي تُحاول الحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري المُستورد، ما سيعزز أهمية المنطقة في دفع عجلة التحول الأوسع في مجال الطاقة.
ووفقاً لبيانات مركز أبحاث الطاقة «إمبر»، تقود تسع دول في أوروبا الشرقية توسع الطاقة الشمسية في المنطقة. وهي مرتبة تنازلياً بحسب قدرة الطاقة الشمسية المدمجة على نطاق المرافق، بنهاية عام 2024، على الشكل التالي: بولندا (20.2 جيجاواط من القدرة)، المجر (7.7 جيجاواط)، رومانيا (4.7 جيجاواط)، التشيك (4.2 جيجاواط)، بلغاريا (4 جيجاواط)، ليتوانيا (2.6 جيجاواط)، إستونيا (1.3 جيجاواط)، سلوفاكيا (1 جيجاواط) ولاتفيا (0.5 جيجاواط).
وبلغت القدرة الشمسية المجمعة لهذه الدول نحو 46 جيجاواط، بنهاية عام 2024، أي ما يعادل نحو 13% من إجمالي القدرة الشمسية في أوروبا، والبالغة 361 جيجاواط، وتُقارن هذه البصمة الإجمالية ب 9 جيجاواط فقط في البلدان نفسها، عام 2019، ما يُمثل قفزة بنسبة تزيد على 450% في طاقة المرافق الشمسية لديها، مقارنة بآخر خمس سنوات.
في المقابل، زادت طاقة المرافق الشمسية في جميع أنحاء أوروبا، بنسبة متواضعة، بلغت 145% لنفس الفترة، منها زيادة بنسبة 89% في ألمانيا، وقفزة بنسبة 246% في طاقة المرافق الشمسية في إسبانيا.
كما شهد حجم إنتاج الكهرباء على نطاق المرافق من مزارع الطاقة الشمسية، ارتفاعاً كبيراً في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، استجابةً لارتفاع بصمة الطاقة الشمسية، ففي عام 2019، بلغ إجمالي إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية لدى أكبر تسعة منتجين في أوروبا الشرقية نحو 9 تيراواط/ساعة، ولكنه سيصل إلى ما يقرب من 42 تيراواط/ساعة في بيانات عام 2024 المزمع إصدارها قريباً.
وارتفعت كذلك حصة الطاقة الشمسية، ضمن مزيج توليد الكهرباء المشترك في أوروبا الشرقية بشكل حاد، من 2% في عام 2019، إلى 10% لأول مرة عام 2024. لتتخطّى نظيرتها داخل أوروبا بشكل عام. وبالنسبة لقارة أوروبا عموماً، شكلت الطاقة الشمسية 7% من مزيج توليد الكهرباء، في عام 2024، نمواً من 3% عام 2019.
لقد ولّدت الكثير من دول أوروبا الشرقية ما يزيد على 20% من إجمالي إمدادات الكهرباء الشهرية من مزارع الطاقة الشمسية، خلال ذروة أشهر الصيف عام 2024، وهي مهيأة لزيادة حصتها لنفس الفترة من هذا العام، بعد نمو قدرتها الإنتاجية.
فعلى سبيل المثال، ولّدت كل من ليتوانيا والمجر وإستونيا، أكثر من ثلث إجمالي الكهرباء الشهرية، التي توفرها شركات المرافق من مزارع الطاقة الشمسية، خلال الفترة من يونيو/ حزيران إلى أغسطس/ آب، عام 2024، وفقاً لبيانات «إمبر».
* كاتب متخصص في أسواق السلع والطاقة الآسيوية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق