•• أخرج من بيتي في الصبح مزيناً وجهي بكل أنواع السعادة.. سعادة بوطن يبحث سنوياً عن نوافذ جديدة تطرز خدمات حديثة للحاج.. وطن متشح بقيادة هي لنا هبة الرب، تمد عنايتها بحجم الزمن للحرمين الشريفين وقاصديهما.. وطن ينهض مواطنه برَّاقاً في مناكب الحجيج لينعم الحاج في رحلته ببال هني.. فليس عجيباً أن تصبح بلادي نموذجاً لتحويل حالة العسر لضيفها إلى اليسر. •• شعور الحاج وإحساسه بجنة تلك الخدمات المنظَّمة؛ فرحة لا ينقصها إلا حمده وثناؤه لخالقه بما أطعمه من بستان الدنيا لينال فردوس الآخرة.. أصبح «الارتياح» يغفو فوق أكتاف قاصد البيت بنكهة النشوة، وصار «الانشراح» ينتشر في أطرافه بشذا التهلل.. يحمل عند عودته إلى بلاده ذكريات تجدد في أعماقه أشواقاً تُسيل الحنين إلى بلد المقدسات، حيث يسكن الدفء والأنس بين جنبات المشاعر. •• جموع من الحجيج نالت رحيق الدنيا ومعنى الآخرة.. أناس اختاروا المراهنة على الزمان بفرحة التواجد في المكان.. قلوب تقية نقية مترعة بنور الهدى والشعور الإيماني.. أرواح جاءت إلى عرفات والمشعر الحرام متباينة في أعراقها ومنبتها.. قصدت الكعبة والحرم وكل منها لها بكائية خاصة.. دموعٌ تركض بلهفة بحثاً عن مفتاح الجنة، واشتياقاً لعُمر جديد يعود به الحاج لبلاده كما ولدته أمه. •• بذلك الحِس وتلك المعاني؛ عرف كل حاج قيمة أيدٍ سعودية صنعت له السعادة، واكتشف مؤامرات أجندة خارجية حاولت تشويه «الشَّهْد» أمامه بأنه علقمٌ.. هذه الشرذمة المتعسفة الضالة، المشوِّهة للحقائق، المتاجرة بالعقول؛ سعت لترك باب الكذب موارباً لتذبح فرحة كل حاج.. وأولئك الزهيدة أفهامهم، السخيفة أفكارهم، المتدنية قيمتهم؛ أبواق مفضوحة يرقص أصحابها بتكرار أقوال مغايرة للمنطق.. وكلٌ منهم يغني على ليلاه.
0 تعليق