استهل البابا ليو الرابع عشر، أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، يومه الأول بجولة مهيبة في ساحة القديس بطرس على متن السيارة الباباوية المكشوفة، وذلك قبل بدء مراسم تنصيبه الرسمي، صباح اليوم الأحد، وسط حضور عشرات الآلاف من الحجاج والوفود الدولية ورؤساء الدول.

وجاب البابا الجديد أرجاء الساحة وهو يلوّح بيديه للحشود التي احتشدت منذ الساعات الأولى من الصباح، في مشهد مؤثر عكس حجم التأييد الشعبي والدولي لشخصه، ولرمزية اختياره كأول حبر أعظم من الولايات المتحدة.

السيارة الباباوية... رمزٌ للجذب العالمي والانفتاح

وخلال جولته الأولى، تجسدت رمزية السيارة الباباوية المكشوفة، التي أضحت أداة فعالة لتقريب البابا من الجماهير، سواء داخل الفاتيكان أو خارجه. 

ومع تزايد التغطية الإعلامية العالمية، باتت هذه الوسيلة تمثل أحد أوجه التواصل المباشر بين الحبر الأعظم ورعيته.

وقد رافقت الجولة قرع أجراس كاتدرائية القديس بطرس، بينما كانت السيارة تدور ببطء وسط تفاعل جماهيري لافت، حيث لوّح ليو الرابع عشر للمحتشدين الذين رفعوا أعلامًا تمثل دولًا من بينها بيرو والولايات المتحدة ودولًا أخرى، إلى جانب أعلام الفاتيكان، تعبيرًا عن دعمهم وفرحتهم بالحدث التاريخي.

مشاركة أميركية رسمية بارزة في الحدث البابوي

وفي لفتة تعكس أهمية هذا الحدث بالنسبة للولايات المتحدة، شارك نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس في مراسم التنصيب، برفقة زوجته أوشا، ضمن وفد رسمي رفيع، حيث تم توثيق حضورهما في ساحة القديس بطرس خلال الفعاليات التمهيدية.

ويُعد انتخاب البابا ليو الرابع عشر علامة فارقة في تاريخ الكنيسة، لا سيما وأنه أول أميركي يُنتخب لمنصب البابا، ما يفتح المجال أمام تحول ديموغرافي وروحي جديد في قيادة الفاتيكان.

تنصيب رسمي في وقت لاحق اليوم بحضور رؤساء وبطاركة وأمراء

ومن المنتظر أن تُقام لاحقًا اليوم مراسم تنصيب البابا الجديدة بشكل رسمي، في قداس يحضره كبار القادة السياسيين والدينيين حول العالم، من رؤساء جمهوريات وبطاركة وأمراء، إيذانًا ببدء الحبرية الجديدة للبابا ليو الرابع عشر.

ويأتي هذا الحدث التاريخي في أعقاب وفاة البابا فرنسيس، الذي قام بآخر جولة له على متن السيارة الباباوية خلال احتفالات عيد الفصح، قبل أن يُنقل نعشه في موكب مهيب الشهر الماضي إلى مثواه الأخير.