عاجل

ما لا يدرك كله.. لا يترك كله - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

هل سمعت من قبل عن هذه المقولة «ما لا يدرك كله لا يترك كله»؟.. مقولة مهمة جداً في حياتنا وعلى الإنسان أن يتبعها في كل أمور حياته، هذه المقولة تهدف إلى معنى سامي وهو أنه إذا تعذر حصول الشيء كاملا، و أمكن الفرد فعل بعضه، فإنه يفعل المقدور عليه، و لا يترك الكل، لأن إيجاد بعض الشيء أفضل من عدمه، بمعنى أن الإنسان ربما لا يستطيع أن يصل إلى كل شيء ولكن إذا لم يستطيع أن يصل إلى القمة فلا ينزل إلى القاع، ولتوضيح ذلك مثلا إذا كنت تريد أن تصبح الأول على دفعتك ولم تستطيع أن تدرك ذلك الهدف فلا تتخلى عن هدفك نهائياً فأنت لم تستطيع أن تدرك هدفك كله، ولكن عليك أن لا تتركه كله فلا بأس بالمركز الثاني مثلاً.

إذا كنت تذاكر من كتاب كبير وهناك بعض الصفحات التي لا تفهمها، هناك البعض الذي ييأس ويترك المذاكرة كلها، وهناك الآخر الأذكى الذي يسير بقاعدة «ما لا يُدرك كله لا يُترك كله»، يقوم بمذاكرة ما يعرفه والعديد من الأمثلة الأخرى، فعلى الإنسان أن يلتزم بتلك القاعدة طوال حياته، ليس من الضروري أن تمتلك كل شئ ولكن عليك أن تحرص علي ما يمكنك أن تمتلكه، إذا أردت أن تبدأ في تغيير حياتك فأبدأ الآن لا تقول لقد فاتني الكثير ولن أستطيع التغيير، فهذا خاطئ عليك أن تسير بالقاعدة الآتية وتجعلها عنوان لحياتك.

كل إنسان منا لديه طموح وهدف يتمنى تحقيقه ويسعى له بكل قوة، فعلينا أن نسعى ونجتهد حتى نصل إلى كامل الهدف أو الحلم، ولكن ماذا يحدث إذا تعثرنا أو حققنا نسبة من هذا الحلم أو الهدف لا بأس.

نسعى مرة أخرى ونحاول ونحاول ولكن لو شاءت الاقدار التوقف عند حد معين من تحقيق الهدف فنشكر الله ونحمده ونرضي، وكن متأكداً بأن الله شايل لك الأحسن والمناسب لك ولقدراتك

ولكن هناك فئات معينة من الناس يصيبها اليأس بسرعة فإذا ما تعثرت في طريق مستقبلها تشائمت وتعقدت وتقف عند هذا الحد ولا تستكمل ما بدأته وهنا أسمحوا لي أن أؤكد أن اليأس صفة لا تليق بكبار النفوس وأن اليأس طريق لا يسلكه إلا العاجزون، ولا تيأس من الشدة والأزمات وضيق الفرج فكم من كربة انفرجت بقدرة القادر الواحد الأحد.

نقع في فخ «البكاء على اللبن المسكوب» في كثير من الأحيان، ونعيش في وهمٍ كبيرٍ هو «عودةُ الفرصةِ الضائعة»، وننسى التعلم من دروسها.. منْ مِنا لم يتألم لظنه أنه الوحيد في هذا الكون الذي يكدح ويجتهد، وأنه أذكى خَلْق الله - سبحانه وتعالى، وللأسف لا يشعر بوجوده الآخرون.. مَنْ مِنا شخص وحلل بصدق الأسباب الواقعية لخسارة وظيفة أو صديق أو ترقية، وكَتب أسباب الفشل وعمل على تغييرها سواء بالدراسةِ أو بالقراءةِ أو بالتدريب أو بتأهيلِ الذات، بدلًا من صب جمِ غضبه على الحظ والواسطة والظروف.

علينا الاهتمام بما بقى لنا و لا نتمادى في البكاء والحزن على ما فقدنا.. لأن هذا التمادي قد يفقدنا أشياء أهم وأقيم من هذا الذي فقدناه.. فكن ذكياً ولا تضيع ما في يديك وما بقى معك في مقابل ما فقدت.. و اعلم جيداً أن ما سكب أو ضاع لن يعود مرة ثانية مهما فعلت ولن يفيدك البكاء أو الحزن عليه.

البشر صنفان.. الأول، وللأسف هو الغالب وهو من يلق التهم علي الأخرين ودائماً يبحث عن شماعة يعلق عليها فشله وينتظر أسهل الحلول أو يدخل في موجة من الاكتئاب والحزن الذي قد يؤدي إلى الانتحار في بعض الأحيان.

أما الصنف الثاني، هو من يتعلم من أخطائه ويعمل على معالجتها، فهو يوقن أن عثرة تؤهله لتعلم مهارات جديدة، ولولا أخطاء أجدادنا لما تعلمنا أن الكهرباء تصعق وأن النار تحرق

الفرص الضائعة مثل «البراية» للقلم الرصاص فهى تأكل من جسده وعمره ليتحسن أدائه ويكتب بجودة أفضل.

بل دعنا نقول أن «الفشل أول طريق النجاح» فالعبقري لا يطلق على الفرصة الضائعة فشل - بل تسمى تجربة.

ونذكر هنا، عندما سأل صَحَفِى «توماس أديسون» عن شعورهِ نحو 25 ألف محاولة فاشلة قبل النجاح فى اختراع بطاريةٍ تخزين بسيطة، والذي أجابه قائلًا: «لست أفهم لم تُسميها محاولات فاشلة؟.. أنا أعرفُ الآن 25 ألف طريقة لا يُمْكِنُكَ بها صنع بطَّارية.. فماذا تعرف أنت؟»

وجاء هذا الرد ليبرهن فلسفة اليقين بأن الإنسان عليه أن يسعى باجتهاد ويطْرق باب التوفيق مرات ومرات، ولا ييأس..

دعني أسألك سؤالًا عزيزي القارئ.. ماذا يحدث لك إذا تقدمت للعمل في وظيفة بشركة مرموقة وعلمت أن الراتب 50 ألف دولار شهريًا ولم يُكْتَبُ لك النجاح؟

لن أجيب بدلًا عنك، ولكن دعني أحكي لك قصة شاب ذهب للالتحاق بالعمل في شركة «تويتر» يوم 23 مايو 2009، حيث فشل في الاختبار الأول، ثم كرَّر المحاولة في 3 أغسطس 2009 للالتحاق بالعمل في شركة «فيسبوك» وحدثت نفس النتيجة، لكنه دائما كان متسلحًا بالأمل والعمل الدؤوب والصبر على التعلم وتطوير الذات وعدم إلقاء التهم على الآخرين.

نجح هذا الشاب ويُدْعَى برايان اكتون في عمل برنامج «واتس آب» للمحادثات على الهواتف الذكية، ونجح في بيع البرنامج إلى شركة «فيسبوك» نظير 16 مليار دولار، أو بمعنى أدق - راتبه فى أكثر من 1300 عام - ولن أكون مبالغًا في ذلك، فإنه لو كان نجح في الوظيفة الأولى أو الثانية لَما تمتع بهذه الروح من التحدي وثَقْلِ الموهبة بالدراسة حتى وصل إلى هذه المكانة، ولكن الفكرة هنا أن النجاح يأتي مستحقيه.

ومن يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه وسوف يرى الدنيا أياماً يداولها الله بين الناس، فالأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء ينقلبون أغنياء، وضعفاء الأمس أقوياء اليوم، وحكام الأمس مشردو اليوم، والفلك دوار والحياة لا تقف على أحد والناس يتبادلون الكراسي، ولا حزن يستمر ولا فرح يدوم.

والأهم من كل هذا لا تيأس من رحمة الله، فهناك بعض الناس لديهم ذنوب لا يستطيعوا تركها ومع ذلك يصلوا ودائما يتسائلون هل تقبل صلاتهم رغم الذنوب التي تغطيهم، فرد أحد المشايخ بأنه لو كل واحد أذنب ترك الصلاة لتركها كثير من الناس علينا ألا نلتفت لوساوس الشيطان، وأن الله رحيم بعباده ويقبل الصلاة طالما صحيحة طالما الذنب لم يصل لحد الكفر بالله، والله اعلم، ونسأل الله التوبة من كل ذنب.

إذا كان الأمس قد ضاع، فلديك الغد - فلا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل، وأحلم بغد جميل

كن إنسان متفائل كلك أمل، الانسان المتفائل يقول نصف الكوب ممتلئ، والانسان المتشائم يقول نصف الكوب فارغ، رغم أنهم نفس المعنى لكن لكل منهما نظرة مختلفة للحياة

أحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكى يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، فلا تضيع وقتك في النظر للباب المغلق، فهناك باب مفتوح على مصراعيه أمامك، علينا أن نتطلع إلى الأمام بدلاً من النظر للخلف.

كن متفائلا وابتسم دائماً، سيكون يومك مشابهاً للتعبير المرسوم على وجهك سواء كان ابتسام أو عبوس، فأضحك وابتسم حتى يكون يومك مشرقاً ومبهجاً وأذكر الله وأحمده دائماً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى

الابتسامة هي مفتاح القلوب، والطريقة المثلى لإحياء الأمل وبث التفاؤل بين الناس وإزالة الحواجز بينهم، والابتسامة صدقة يؤجر عليها.

من أساسيات النجاح أننا نعرف عيوبنا، محدش فينا كامل كلنا فينا عيوب بس في فرق من واحد عارف عيوبه وبيحاول يصلحها ومن واحد فاكر نفسه ملاك مبيغلطش.

أختم بمقولة أعجبتني - لكي تخبز أحلامك عليك أن تزرع الأمل، وتطحن الفشل، وتعجن اليأس.

اقرأ أيضاً
نحو شروق جديد.. الأمل يولد من رحم التحديات

«المرأة العاملة بين الألم والأمل».. محاضرة بقصر ثقافة المحلة الكبرى

المصرية للاتصالات WE تهدي الأمل لمرضى الحروق بأحدث جهاز ليزر في مستشفى أهل مصر

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق