النفط يتعافى مع مؤشرات بتراجع التوترات الجيوسياسية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
في مطلع الأسبوع، دفعت التكهنات المحيطة بالمحادثات القائمة بين الولايات المتحدة وإيران بأسعار النفط الخام إلى الارتفاع، بدعم من بعض المؤشرات الدالة على تشديد الإمدادات. إلا أن تصريحات الرئيس الأمريكي لاحقًا حول اقتراب البلدين من إبرام اتفاق، قلبت المعادلة، مما أدى إلى تراجع الأسعار بنهاية الأسبوع. وتداولت العقود الآجلة لمزيج خام برنت حول مستوى 63 دولارًا أمريكيًا للبرميل، بعد تراجعها بأكثر من نسبة 5% في منتصف الأسبوع، لكنها تعافت مع نهاية الأسبوع لتصل إلى 65.4 دولارًا أمريكيًا للبرميل. أتت هذه التقلبات بعد تسجيلها لمكاسب مطردة ببداية الأسبوع، مدفوعة بارتفاع نسبته 4.3% خلال الأسبوع السابق في ظل التحسن الملحوظ لأساسيات السوق. وعززت هذه المكاسب التوقعات الإيجابية بشأن الطلب على النفط في الصين، وتقدم المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، إضافة إلى الضغوط التي تعرض لها جانب العرض نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا وإيران وفنزويلا. كما أسهم ضعف بيانات التضخم الأمريكية، التي جاءت دون التوقعات، في تهدئة المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي. وفي المقابل، أدت تقديرات ارتفاع المخزونات النفطية في الولايات المتحدة إلى الحد من وتيرة المكاسب، وذلك على الرغم من الدعم الذي وفره تراجع الدولار الأمريكي.

إلى ذلك، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات النفط الخام بصورة غير متوقعة بمقدار 3.5 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 9 مايو 2025، متجاوزة تقديرات المحللين. وتمثل هذه الزيادة الأكبر منذ الأسبوع المنتهي في 28 مارس 2025، لترتفع بذلك المخزونات الإجمالية إلى 441.8 مليون برميل، مسجلة أعلى مستوياتها منذ 18 أبريل 2025. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة ملحوظة في واردات النفط، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة رويترز، إذ أشارت البيانات إلى تدفق كميات أكبر من الخام من الأوبك وحلفائها.

وعلى صعيد الطلب، أبقت الأوبك في تقريرها الشهري الأخير توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير، مع الحفاظ على نبرة التفاؤل الحذر تجاه الأوضاع التجارية العالمية. إلا أن المنظمة خفضت توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي إلى نسبة 2.9%، مقارنة بتقديرها السابق عند نسبة 3.0%. في المقابل، أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن وتيرة الطلب على النفط قد تشهد تباطؤًا خلال الفترة المتبقية من العام، مدفوعة برياح معاكسة على الصعيد الاقتصادي، لكنه في الوقت ذاته لفت إلى أن تراجع أسعار النفط قد يسهم بصورة إيجابية في تعزيز الطلب بصفة عامة. ومن جانبه، عكس أحدث رصد لحركة المرور في الصين مؤشرات إيجابية، إذ أظهرت البيانات تعافيًا قويًا بعد الانخفاض الحاد الذي سجل خلال الأسبوع الأول من الشهر.

أما على جانب العرض، تراجع إنتاج الأوبك من النفط الخام خلال الشهر الماضي، ليصل إلى 26.7 مليون برميل يوميًا، وفقًا لمصادر الأوبك الثانوية. وجاء هذا الانخفاض مدفوعًا بتراجع الإنتاج في عدد من الدول الأعضاء، أبرزها فنزويلا وإيران ونيجيريا وليبيا، وذلك مقابل زيادة إنتاج السعودية والإمارات، الأمر الذي عوض هذا التراجع جزئيًا. وفي الولايات المتحدة، ظلت وتيرة الإنتاج مختلطة خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل الضغوط الناتجة عن انخفاض الأسعار، وهو ما انعكس أيضًا في تراجع أنشطة الحفر كما يظهر في بيانات عدد منصات الحفر النفطي. وعلى الرغم من أن الإنتاج لا يزال مرتفعًا عند نحو 13.4 مليون برميل يوميًا، إلا أنه يظل دون المستوى القياسي المسجل بنهاية مارس 2025.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق