قالت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى "فتح" إنّ شعبنا الفلسطينى لن يُغادر أرضه وسيظلّ متجذرا فيها، وسيجابه مخططات الضم والتهجير بالبقاء والتجذير حتّى انتزاعه لحريّته واستقلاله، وتجسيد دولته المستقلّة كاملة السّيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وأضافت فتح، في بيان صحفي صدر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، اليوم الخميس، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بمناسبة الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينيّة أنّ ما تعرّض له الشعب الفلسطينيّ -ولا يزال- من جرائم تطهير عرقيّ نفّذتها منظومة الاحتلال الاستعماريّة من خلال ميلشياتها الإرهابيّة دليلٌ على تطبيق مقولات المشروع الصهيونيّ الإحلاليّ (أرضٌ بلا شعب لشعب بلا أرض) في تعارضٍ سافر مع الحقائق التاريخيّة التي تدحض هذه المقولات، وتكشف زيفها وتضليل الآلة الدعائيّة لمنظومة الاحتلال.
وتابعت، أنّ هذه الذكرى تتزامنُ وما يتعرّض له شعبنا في قطاع غزّة والضّفة الغربيّة، بما في ذلك؛ العاصمة القدس من حرب إبادة إسرائيليّة ممنهجة منذ السّابع من أكتوبر 2023 تمثّلت باقتراف منظومة الاحتلال للمجازر الجماعيّة، وتدمير الأحياء السكنيّة ودور العبادة ومراكز الإيواء والبُنى التحتيّة، وإجبار الأهالي على النزوح من أماكن سكناهم، ومنع إدخال المساعدات الإنسانيّة ضمن سياسة التجويع والحرمان؛ ما نجم عنه استشهاد وإصابة الآلاف المؤلّفة من المدنيين في مسعى من منظومة الاحتلال لفرض مخطط التهجير والترحيل.
وأوضحت، أنّ التهجير بكافّة مسمّياته يعدُّ تهجيرًا يتنافى مع القانون الدولي والمواثيق الدولية والمعاهدات ذات الصّلة، داعيةً المجتمع الدولي إلى الوقف الفوريّ لحرب الإبادة، وإلزام منظومة الاحتلال بالانصياع لقرارات محكمة العدل الدولية، ومحاسبة قادة ومسؤولي الاحتلال على ما يرتكبونه من جرائم حرب بحقّ الشعب الفلسطينيّ.
وقالت، إنّ شعبنا لن يتنازل عن حقّه بالعودة والتعويض استنادا إلى القرار الدولي رقم (194) الصادر عام 1948، موضحةً أنّ مساعي منظومة الاحتلال لتصفية حقّ العودة؛ عبر سياسة الهدم الاقتلاعي للمخيّمات في شمال الضّفة الغربيّة (جنين- طولكرم- نور الشمس)، وتصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وعرقلة عملها؛ لمنعها من تقديم الخدمات الأساسيّة والرعاية للاجئين في المخيّمات لن يكون مآلها إلّا تشبّث اللاجئين الفلسطينيين بحقوقهم، وبالحفاظ على المخيّمات باعتبارها شاهدًا حيًّا على نكبة الشعب الفلسطينيّ.
وأضافت، أنّه بالتوازي مع ما يتعرّض له شعبنا من حرب إبادة شعواء؛ فإنّ منظومة الاحتلال تواصل انتهاكاتها السافرة والمريعة بحقّ أسرانا وأسيراتنا في معتقلات الاحتلال؛ من خلال الاعتقال الإداريّ والقمع والتنكيل والعزل ومنع الزيارات العائليّة الإنسانيّة والحرمان من أبسط الاحتياجات الإنسانيّة، يضاف إلى ذلك سياسة الإعدام الطبيّ للأسرى المرضى، بمحاذاة سياسة الإخفاء القسريّ لأسرى قطاع غزّة، مُطالبةً المجتمع الدولي والمنظّمات الحقوقيّة بإلزام منظومة الاحتلال بالإذعان لاتفاقيّة (جنيف) الرابعة والاتفاقات والمعاهدات ذات العلاقة.
وأفادت (فتح)، بأن سياسة التوسُّع الاستيطانيّ في الضّفة الغربيّة بخلاف أنّها غير شرعيّة وتنتهك القانون الدولي؛ فإنّها لن تبدّد أو تغيّر الحقائق والوقائع، موضحة أنّ التمدد الاستيطانيّ في الأراضي الفلسطينيّة، والذي يحظى بتمويل مركزيّ من حكومة الاحتلال، مستندًا إلى سلسلة من التشريعات العنصريّة التي يواصل برلمان الاحتلال إقرارها بشكل متسارع لن يكون مآله إلّا التفكّك أمام صمود الشعب الفلسطيني الذي يُعيد بناء ما هدمه الاحتلال من بيوت ومنازل ومنشآت، ويمارس حقّه بالمقاومة لمحاولات اجتثاثه من أرضه في كافّة الساحات والميادين.
وأكدت، أنّ حرب الإبادة الإسرائيليّة لا تستثني العاصمة القدس التي تتعرّض لحملات طمس هويّتها العربيّة والفلسطينيّة؛ عبر سياسات التهويد والأسرلة، والاعتداء على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، واقتحام المسجد الأقصى المبارك بقيادة وزراء من حكومة الاحتلال، وتقييد وصول المصلين والتنكيل بهم، بالتزامن مع الهدم المتواصل لمنازل المواطنين ومنشآتهم بذريعة عدم الحصول على التراخيص، وإثقال كاهل التجّار بالضرائب في محاولةٍ لاقتلاع الوجود العربيّ والفلسطينيّ، قائلة شعبنا بكافّة مكوّناته سيحافظ على هويّته ومقدّساته الإسلاميّة والمسيحيّة، ولن يخضع لمساعي الأسرلة، ولن يقبل إلّا بالقدس عاصمةً لدولته الفلسطينيّة، مؤكّدة اعتزازها بصمود الشعب الفلسطيني في القدس وتضحياته الجسام.
ودعت فتح إلى الاصطفاف الوطنيّ خلف منظّمة التحرير الفلسطينيّة وقيادتها الشرعيّة وبرنامجها السياسيّ باعتبارها الممثّل الشرعيّ والوحيد للشعب الفلسطينيّ، والتصدي لمحاولات خلق البدائل عنها، والعبث بالقرار الوطنيّ المستقل، واختراق المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ، محذّرةً من أنّ أيَّ مساس بوحدة الشعب السياسيّة والكيانيّة والجغرافيّة يعدّ تماهيا مع مشاريع الاحتلال التصفويّة.
ووجّهت فتح، التحيّة المملؤة بالفخر والاعتزاز إلى أرواح شهداء الشعب الفلسطيني وجرحاه وأسراه وأسيراته، معاهدةً إياهم على مواصلة النضال الوطنيّ والمقاومة حتّى انتزاع حقوق الشعب الوطنيّة وحريّته واستقلاله.
كما وجّهت، التحيّة إلى جماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشّتات والداخل المحتل الذين لم يتونوا عن تقديم التضحيات الجسام دفاعًا عن حقوقهم وأرضهم وتاريخهم وهويّتهم ووحدتهم.
أخبار متعلقة :