في تطور لافت في سياق الحرب الإقليمية على الإرهاب، أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن جماعة الحوثي في اليمن، دخلت على خط الدعم والتنسيق مع جماعات إرهابية تنشط داخل الأراضي الصومالية، في مقدمتها تنظيما "داعش" و"الشباب".
الرئيس الصومالي، وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، كشف عن رصد استخباراتي حديث أكد وجود تواصل مستمر بين الحوثيين وهذه الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن هذا التواصل تطور خلال الأشهر الماضية إلى تبادل شحنات من الأسلحة والخبرات.
طائرات مسيّرة ومتفجرات.. قادمة من اليمن
وأكد حسن شيخ محمود أن أجهزة الأمن الصومالية اعترضت ومصادرت شحنات متفجرات وطائرات مسيّرة كانت في طريقها من اليمن إلى داخل الصومال، لافتًا إلى تفكيك شبكة تهريب مسؤولة عن تسهيل هذه العمليات.
ووصف الرئيس هذه التطورات بأنها تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الصومالي، مؤكدًا أن المعركة ضد الإرهاب لم تعد شأناً داخليًا، بل باتت معركة إقليمية من أجل سلام المنطقة واستقرارها الجماعي.
وفي رسالته، شدد الرئيس الصومالي على أن "الإرهاب لا يعترف بالحدود"، محذرًا من أن الخطر المشترك الذي تمثله هذه الجماعات يمتد إلى دول الجوار، بما فيها المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
وأشار إلى أن مناطق مثل البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي تحولت إلى مساحات مفتوحة لنشاط الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها القاعدة، والشباب، وداعش، وجماعة الحوثي، التي "رغم تباينها الظاهر، تتبادل الأدوار سراً ضد أمن الدول المجاورة".
وأوضح حسن شيخ محمود أن هدف الجماعات الإرهابية، ومنها الحوثيون، هو السيطرة على المسارات البحرية الحيوية في خليج عدن وسواحل المحيط الهندي، مؤكداً أن هذا التهديد لا يستهدف بلاده فحسب، بل يراهن على زعزعة الاستقرار في كل الدول المطلة على هذه الممرات البحرية.
واختتم الرئيس الصومالي تصريحه بالتأكيد على أن القضاء على هذه الشبكات المتحالفة سرًا هو مفتاح رسم مستقبل مشترك آمن واقتصادي مزدهر لكل دول المنطقة، داعيًا إلى تعاون إقليمي أوسع لمنع اتساع دائرة ما وصفه بـ"الحريق الإرهابي".
هذا التحرك العلني من مقديشو يضع الحوثيين في دائرة اتهام جديدة، تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من الحرب في اليمن، لتطال مستقبل الاستقرار في القرن الإفريقي والخليج العربي على حد سواء.
أخبار متعلقة :