الكويت الاخباري

انحناء العمود الفقري.. أسبابه وطرق اكتشافه وعلاجه - الكويت الاخباري

يُعد "الجنف" أو انحناء العمود الفقري من المشكلات الصحية الشائعة، لا سيّما بين الفتيات. ويشبّه الأطباء العمود الفقري بالطريق المستقيم، الذي يفقد انتظامه حين يُصاب الشخص بالجنف، فينحني ويتعرج بدرجات متفاوتة.

وفي حديثه لبرنامج "الصباح" على سكاي نيوز عربية، أكد استشاري جراحة العمود الفقري وعلاج الألم، الدكتور زياد الجيعان، أن هذه الحالة قد تكون بسيطة وغير مؤثرة في بعض الأحيان، ولكنها قد تتطور لتؤدي إلى التواء خطير يسبب ضيقا في التنفس، وألما شديدا، وصعوبة في الحركة.

وشدّد الجيعان على أهمية الكشف المبكر، قائلا: "أهم شيء في البيت من قبل الوالدين، وخاصة الأم، أن تنتبه على أولادها وهم واقفين، إذا الكتفين متساويين أو لا".

ولفت إلى أن ارتداء الفتيات لفستان ضيق أحيانا يكشف عن عدم توازن في منطقة الخصر، وهو مؤشر مبكر يستدعي زيارة الطبيب.

وتابع الجيعان: "الجنف شائع جدا، ونسبته تصل إلى 3 إلى 5 بالمئة  لدى الناس عموما، وتزيد إلى 50 بالمئة عند من لديهم مشكلات عصبية أو عضلية، وهذه نسبة كبيرة".

وأضاف أن بعض الأهل لا يلاحظون الأمر إلا عندما تتفاقم الحالة ويبدأ الطفل في المعاناة من آلام أو صعوبة في الحركة.

وعن أسباب الإصابة، أوضح الجيعان أن "65 بالمئة من حالات الجنف تكون مجهولة السبب، لكنها ترتبط غالبا بعوامل وراثية".

واستشهد الجيعان باكتشاف علمي عام 2006، أظهر وجود ثلاث مورثات تلعب دورا في الإصابة، محذرا من أن "زواج الأقارب له دور كبير في حدوث الجنف".

كما أشار إلى أن بعض الأسباب تكون خلقية، إذ قد تتشكل إحدى الفقرات أثناء الحمل بشكل غير طبيعي، ما يؤدي إلى نمو غير متوازن في العمود الفقري.

العلاج.. رحلة أمل وشجاعة مدعومة بالتقنيات الحديثة

رغم صعوبة رحلة علاج الجنف، يؤكد الجيعان أنها مليئة بالأمل، حيث قال: "صحيح أن رحلة العلاج قد تكون طويلة، لكنها تبقى رحلة تعلم صاحبها الكثير عن الشجاعة والأمل والقوة".

وأوضح أن الكشف عن زاوية الانحناء باستخدام صورة أشعة بسيطة هو الخطوة الأولى، ثم يتم تحديد العلاج بناء على الزاوية وعمر الطفل، مضيفا: "نحن نجمع بين درجة الانحناء وعمر الطفل لاختيار خطة العلاج".

وبالنسبة للعلاج غير الجراحي، أشار الجيعان إلى استخدام الحزام الطبي والعلاج الطبيعي، خصوصا طريقة "شروت ثيرابي" التي طورتها مريضة ألمانية تدعى كاتارين شروت، في القرن التاسع عشر، وتهدف إلى تقوية العضلات الضعيفة ومنع تزايد درجة الانحناء.

وفي الحالات التي تتجاوز زاوية الانحناء فيها 40 درجة، تُصبح الجراحة ضرورية بحسب الجيعان الذي قال: "عندما تصل الزاوية إلى أكثر من أربعين درجة، نبدأ بالتفكير في الجراحة، ليس فقط لأسباب تجميلية، بل لأن استمرار الانحناء يؤثر على الرئتين والتنفس، وقد يسبب إعاقة جسدية ونفسية".

ووفقا للجيعان فإن الجراحات القديمة كانت تركز على تثبيت العمود الفقري، مما يقلل من حركته. أما اليوم، فقد شهدت الجراحة تطورا ملحوظا مع اعتماد تقنية "تصحيح العمود الفقري مع الحفاظ على الحركة"، والتي تعتمد على تركيب براغٍ مع حبل قوي يشد العمود الفقري ويصححه دون تقييد مرونته.

ووصف الجيعان هذه التقنية بأنها تُحدث "ثورة حقيقية" في علاج الجنف، لأنها تسمح للمرضى بممارسة حياتهم بشكل طبيعي، موضحا أن: "البنات يمكنهن ممارسة الرياضة بعد الجراحة، حتى الجمباز". 

ولفت إلى أن "الطفل يغادر المستشفى خلال خمسة أيام فقط، وبعد ثلاث أسابيع يمكنه السباحة، وبعد ستة أسابيع يعود لحياته الطبيعية كليا".

وعن دور الرياضة في الوقاية من الجنف، أوضح الجيعان أن ممارسة الرياضة تساعد على تقوية العضلات وتحسين اللياقة، لكنها لا تمنع الإصابة بشكل كامل، لأن الجنف مرض قد يظهر رغم أسلوب الحياة الصحي.

وشدد على أن "الكشف المبكر هو ما يجنّبنا الوصول إلى المراحل المتقدمة والجراحة".

كما نبّه إلى أن أوضاع الجلوس الخاطئة والاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، مثل الهاتف والآيباد، قد تُفاقم الوضع، خاصة عند من لديهم استعداد وراثي للإصابة.

وفي ختام حديثه، وجّه الجيعان رسالة توعية قائلا: "أنا أوجه رسالة من برنامج الصباح لكل الأمهات: خذوا أولادكم ولو مرة واحدة في السنة إلى الطبيب لفحص العمود الفقري. استشارة واحدة قد تنقذ مستقبلا كاملا".

أخبار متعلقة :