حذر الباحث والخبير البيئي عبدالقادر خراز من أن جماعة الحوثي قد تستغل الناقلة "نوتيكا"، التي تم تسليمها من قبل الأمم المتحدة كبديل للناقلة المتهالكة "صافر"، في "لعبة خطيرة" قد تعرض البيئة البحرية والساحلية اليمنية لمخاطر بيئية وإنسانية جسيمة.
وأوضح خراز، في منشور له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى كارثة جديدة تنذر بعواقب وخيمة على اليمن والمنطقة.
تسليم "نوتيكا" وتعثر الحل
أشار خراز إلى أن جماعة الحوثي تسلمت الناقلة "نوتيكا" في يوليو 2023، تحت ضغط دولي وأممي، بهدف تفريغ حمولة الناقلة "صافر" التي تعد واحدة من أكبر التهديدات البيئية في العالم حال حدوث تسرب نفطي.
ومع ذلك، أوضح الباحث أن "صافر" لم يتم تسليمها أو التعامل معها بشكل نهائي، ما يعني استمرار وجود "قنبلتين موقوتتين" تهددان البيئة البحرية في البحر الأحمر.
وأكد خراز أن الناقلة "نوتيكا"، التي كان يُفترض أن تكون حلاً مؤقتاً لتفادي الكارثة، قد تصبح خلال أقل من عامين عرضة لمخاطر التسرب والتفكك والتدهور نتيجة الإهمال وعدم الصيانة الدورية.
وأشار إلى أن الحوثيين يتعاملون مع القضية بأسلوب غير مسؤول، حيث يستخدمون الوضع لتحقيق مكاسب سياسية ومالية على حساب البيئة والشعب اليمني.
اتهامات للأمم المتحدة والحوثيين
حمّل الباحث إحدى وكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن المسؤولية عن التعاون مع الحوثيين في هذه "اللعبة"، مشدداً على أن هذا التعاون قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلاً من حلها.
وقال إن هناك شكوكاً حول مدى التزام الحوثيين بتنفيذ الاتفاقات الدولية المتعلقة بالناقلة "صافر"، خاصة في ظل غياب رقابة فعالة من الأمم المتحدة.
واتهم خراز الحوثيين باستغلال الوضع الراهن للمتاجرة بمعاناة الشعب اليمني، مؤكداً أن همهم الأساسي هو الحصول على الأموال وليس حماية البيئة أو تحقيق المصلحة العامة.
وأوضح أن الجماعة تستخدم قضية "صافر" كورقة ضغط سياسي واقتصادي، بينما تتزايد المخاطر البيئية والإنسانية يوماً بعد يوم.
مخاطر بيئية وإنسانية محتملة
حذر خراز من أن أي تسرب نفطي من الناقلة "صافر" أو "نوتيكا" قد يتسبب في كارثة بيئية تهدد الحياة البحرية في البحر الأحمر، الذي يعد أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
كما أن التسرب النفطي قد يؤثر سلباً على السواحل اليمنية والمصانع والمرافق الحيوية، مما يؤدي إلى تدمير الاقتصاد المحلي وزيادة معاناة السكان الذين يعتمدون على الصيد كمصدر رئيسي للعيش.
وفي حال حدوث كارثة بيئية، ستكون التكلفة الاقتصادية لإصلاح الأضرار باهظة للغاية، وقد تستغرق سنوات طويلة لاستعادة النظام البيئي المتضرر.
بالإضافة إلى ذلك، ستتأثر دول المنطقة المجاورة مثل السعودية ومصر والسودان، مما يجعل هذه القضية ليست محلية بل إقليمية ودولية.
دعوة للتحرك الفوري
في نهاية تصريحاته، دعا خراز المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك بشكل عاجل لمعالجة هذه الأزمة ومنع الحوثيين من استغلال الناقلة "نوتيكا" في تحقيق مآربهم السياسية والمالية.
وأكد أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو الضغط على الحوثيين لتسليم الناقلة "صافر" بشكل كامل ونهائي، مع ضمان صيانة "نوتيكا" بشكل مستمر لتجنب أي مخاطر مستقبلية.
وطالب الباحث بضرورة تعزيز الرقابة الدولية على الحوثيين لضمان التزامهم بتطبيق الاتفاقات المتعلقة بالناقلة "صافر"، مشيراً إلى أن الوقت ينفد وأن تأخير الحلول قد يؤدي إلى كارثة لا يمكن إصلاحها.
تمثل قضية الناقلة "صافر" و"نوتيكا" تحدياً كبيراً ليس فقط لليمن ولكن للعالم بأسره. ومع استمرار الحوثيين في استغلال هذه الأزمة لتحقيق مكاسب شخصية، فإن المخاطر البيئية والإنسانية تتزايد يوماً بعد يوم.
لذلك، فإن التحرك الدولي السريع والجاد أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لمنع وقوع كارثة قد تكون لها تداعيات مدمرة على الجميع.
أخبار متعلقة :