الكويت الاخباري

د. خالد فهمي وزير البيئة السابق لـ ”النهار” : منشأة فوردو قصفت بقنابل للحفر والطمر - الكويت الاخباري

في ظل تصاعد الأحداث الأخيرة وإقدام قوات الإحتلال الإسرائيلي بالهجوم على طهران وإستعانتها بالولايات المتحدة الأمريكية في استهداف وقصف منشآت نووية في إيران، زاد الحديث عن تبعات ذلك وما ينجم عنه من أضرار تهدد المنطقة خاصةً مع الحديث عن تسرب إشعاعي يمثل خطورة بالغة على الحياة، وللوقوف على حقيقة الأمر كان حوارنا مع د. خالد فهمي، وزير البيئة المصري السابق، لفهم التداعيات البيئية الناجمة عن استهداف وقصف المنشآت النووية، كما حاولنا في حوارنا أن نكتشف إمكانية التكامل الاقتصادي العربي في نمط الاقتصاد الأخضر الذي بات شعار اقتصادي جاذب لتكتلات اقتصادية.

حوار- أمير أبورفاعي

د. خالد فهمي، وزير البيئة السابق، ماهي التداعيات البيئية لما نعيشه من أحداث أخيرة على منطقة الشرق الأوسط؟

قد يبان للبعض أن البيئة بالأحداث الجيوبولتكس أو الأحداث الجيوسياسية وهذه نظرة خاطئة إلى حد بعيد، البيئة وخاصة المشاكل الكونية والمشاكل التي تؤثر على العالم بأسره مثل التغييرات المناخية ومشاكل المياه والغذاء والفقر والجوع، تتأثر تماماً بالجيوبولتكس لأنها في النهاية عبارة عن المشاكل وحلولها وتسويتها الدبلوماسية وغير الدبلوماسية لتحقيق مصالح اقتصادية معينة وبالتالي تؤثر على البيئة، فلا يمكننا فصل الاقتصاد عن البيئة ولا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة ولا يمكن أن نفصل السياسة عما يحدث على الأرض، إذاً فالمنطقة وما يحدث في العالم كله وتحول أو بداية تحول العالم من نظام إقتصادي بدأ يتقادم إلى نظام إقتصادي جديد لازلنا لا نعلم الكثير عن ملامحه وما يترتب على ذلك من نزاعات وصراعات وخلافات لا شك أنها ذلك سيؤثر على الاقتصاد وعلى البيئة وعلى حياتنا الفردية، وكما ترى الناس في مصر كيف تتابع الأحداث خلال الفترة الأخيرة بتوتر وباهتمام شديد وبدأوا يروا أن مشاكل بعيدة عنا أو قد تبان بعيدة عنهم ولكنها مؤثرة جداً في حياتنا اليومية.

د. خالد فهمي، السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الآن تداعيات ضرب المنشآت النووية وتأثيره على البيئة والحياة في منطقتنا ؟

من الواضح أنه مما هو معلن من البيانات أنه لا يوجد تسرب إشعاعي، وإن المنطقة الوحيدة التي كان من الممكن أن ينتج عن قصفها تسرب إشعاعي هي مفاعل بوشهر المتواجد به الروس، وهذا المفاعل لن يتم التعرض له بالضرب أو القصف، وهذا المفاعل على الخليج وهذا المفاعل أكرر لن يتم التعرض له بالضرب، والعملية انتهت - خلصت خلاص - والقنابل الأخيرة التي قصفت بها منشأة فوردو كان بعضها للحفر وبعضها للطمر، بمعنى استخدامها من جهة في حفر الأرض بالتفجير ومن جهة أخرى إيفاع صخور على الموقع المفجر لطمر المكان، وواضح أنه لا توجد تسربات إشعاعية ونحمد الله على ذلك، ولكن ما يحدث يقول أن مدى التقدم الذي وصل إليه قطار التكنولوجيا والذي من الضروري أن نعمل للحاق بهذا القطار.

هل تقصد بالتطور التكنولوجي مجال التسليح؟

في كل المجالات، فما هي فائدة حماية البيئة إذا لم تكن قادر على حماية بلدك؟!، فعذراً - معلش بقى - دعنا نتكلم بمنطقية فها هي ضربة واحدة إذا كان نتج عنها تلوث إشعاعي كانت كل الجهود البيئية ضاعت، فلا يمكن فصل حماية البيئة عن الأمن القومي أو الأمن الاقتصادي، ومن هنا تأتي الأولويات وترتيبها وما هو المهم وما هو الأقل أهمية وما ينفذ اليوم وما يترك للغد وما هي الظروف الحاكمة وما هي الضغوط التي تتعرض لها كرجل سياسي في أي بلد وأنت تتخذ القرار التي من بينها يمكن أن تكون هناك تداعيات بيئية أو له آثار سلبية أو إيجابية.

الاقتصاد الأخضر.. هل الدول العربية مجمعة على أن يكون هناك تكامل اقتصادي في هذا النوع من الإقتصاد ؟

دعنا نتكلم بواقعية وبشكل واقعي، أي دول سواء أكانت عربية أو غير عربية ستجتمع على المصالح المشتركة، وبالتالي ما أن تكون هناك مصالح مشتركة يكون هناك مجال أكبر للتعاون والعمل المشترك، لا شك أن هناك في المنطقة العربية كثير ما يجمعها وما يؤهلها للتعاون المشترك، ولكن درجة وعمق التعاون يختلف من بعض الدول لأخرى لأن الآن لم يعد هناك إمكانية فصل العالم العربي عن العالم كله ولم يعد الحديث عن الشرق الأوسط مقتصر على المجموعة العربية وتنسى تواجد أطراف أخرى مؤثرة وأطراف خارج الشرق الأوسط مؤثرة أكثر، وبالتالي ضروري أن نعي جيداً أن التعاون مطلوب سواء دولي أو إقليمي، ويجب ألا ننسى أن هذا التعاون مبني على إمكانية التقارب على ما يجمعنا والعمل على ما يسمى حلقات التغذية الإيجابية ونبعد بقدر الإمكان عن الحلقات السلبية.

أخبار متعلقة :