شهد العام المالي ٢٠٢٤ - ٢٠٢٥ تطورًا ملحوظًا في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين لتعزيز جاذبية التعليم العالي المصري على المستوى الدولي.
وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن سياسة جذب الطلاب الوافدين تنطلق من رؤية الدولة لتكون مصر وجهة تعليمية رائدة في المنطقة، مشيرًا إلى أننا نعمل وفق رؤية شاملة على تعزيز مكانة المؤسسات الأكاديمية المصرية كمقصد متميز للطلاب الدوليين، من خلال تطوير البرامج الأكاديمية، وتيسير إجراءات القبول، وتوفير بيئة تعليمية وثقافية جاذبة تدعم تجربة الطالب الوافد من لحظة التقديم حتى التخرج.
وأوضح الوزير أن عدد الطلاب الوافدين الدارسين في مصر يصل إلى نحو 125 ألف طالب موزعين على الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، وينتمون إلى 119 دولة من مختلف القارات.
وأضاف الدكتور أيمن عاشور أن هذا العام شهد تطورات ملحوظة على عدة مستويات، شملت زيادة معدلات القبول، وتنوع الجنسيات، وتسهيل الإجراءات التنظيمية، إلى جانب التنسيق الموسع مع الجامعات والمكاتب الثقافية بالخارج، بما يسهم في الارتقاء بخدمات الطلاب الوافدين، وتعزيز حضور مصر كمركز إقليمي للتعليم الجامعي والدراسات العليا.
ومن جانبه لفت الدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، والقائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات
إلى أنه على مستوى أعداد الطلاب والجنسيات، سجل هذا العام ظهور جنسيات جديدة لأول مرة على منصة "ادرس في مصر"، من بينها: استراليا، البرازيل، جزر المالديف، بوروندي ،جزر القمر، موريشيوس، أذربيجان، غينيا.
كما شهدت بعض الدول طفرة كبيرة في عدد المتقدمين، حيث ارتفعت أعداد الطلاب القادمين من كندا، وتركيا، وإيطاليا، والإمارات، والسعودية، وتشاد، وماليزيا، فلسطين، وسوريا.
وفيما يخص مرحلة الدراسات العليا، سجل هذا العام دخول جنسيات جديدة إلى المنصة، من بينها: ألمانيا، إنجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية، جورجيا، بلجيكا، رومانيا، النرويج، تونس، إريتريا، الكونغو الديمقراطية، تنزانيا، وشهدت دول مثل العراق، والإمارات، وسوريا، وفلسطين زيادات ملحوظة في أعداد الطلاب المتقدمين.
وأكد الدكتور أيمن فريد أن العام الجاري شهد توسعًا ملموسًا في التعاون مع المكاتب الثقافية بالخارج، عقب موافقة وزير التعليم العالي في ٢٦ يونيو ٢٠٢٤ على تمكين هذه المكاتب من إجراء التسجيل للطلاب الوافدين على المنصة، سواء على نفقتهم الخاصة أو من خلال منح المبادرة. وشمل هذا التعاون تنظيم ورش تدريبية للملحقين الإداريين في مكاتب عدة دول مثل: تركيا، الهند، نيجيريا، السعودية، اليابان، المغرب، اليونان، وموريتانيا.
كما تم تنظيم عدة لقاءات افتراضية مع المكاتب الثقافية في كندا، والصين، والولايات المتحدة، للترويج للجامعات المصرية وبرامجها، ودراسة آليات استقطاب طلاب جدد، بالإضافة إلى تنفيذ اختبارات تحديد مستوى للغة العربية لأبناء الجاليات المصرية بالخارج، وإعداد دورات تعليمية خاصة لهم.
واستمرت الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين في التنسيق الفعّال مع الملحقيات الثقافية للدول المختلفة، حيث شمل التعاون متابعة أوضاع الطلاب، وتنسيق نظام القبول بما يتلاءم مع نظم التعليم في بلدانهم الأم، وخاصة ما يتعلق بالتطورات في الشهادات التعليمية المختلفة.
كما استقبلت الإدارة عددًا من المستشارين والملحقين الثقافيين لمتابعة مشكلات الطلاب والعمل على حلها بشكل مباشر، وحرصت الإدارة المركزية على تعزيز هذا التعاون من خلال توجيه دعوات دورية للملحقيات للمشاركة في الفعاليات التي تنظمها أو تشارك فيها.
ومن جانبه أشار الدكتور أحمد عبد الغني رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين إلى اتخاذ عدد من الإجراءات لتسهيل القبول للطلاب الوافدين الحاصلين على الشهادات الدراسية المختلفة والمعادلة، وكذلك تسهيل إجراءات القيد، وإضافة برامج وجامعات جديدة على المنصة تواكب التأهيل لسوق العمل. كما أُتيح التقديم على منح الدراسات العليا المقدمة عبر منصة "ادرس في مصر" طوال العام الدراسي للطلاب الحاصلين على الشهادات الجامعية من الجامعات المصرية بمختلف أنواعها، دون شرط القيد على برنامج EGY-AID.
وأضاف أنه في إطار التحديث المؤسسي، تم توحيد الخدمات المقدمة للطلاب الوافدين بجميع الجامعات الحكومية المصرية. كما تم اعتماد قواعد القبول الجديدة للعام الجامعي ٢٠٢٥ - ٢٠٢٦، والتي شملت تطويرات تتعلق بمنصة "ادرس في مصر" وبرنامج EGY-AID، إلى جانب تسوية أوضاع بعض الطلاب، وإجراءات قبول طلبات التحويل من الخارج، وتعديل الترشيح. فضلًا عن الموافقة على تعديل لائحة المنح الدراسية للوافدين (EGY-AID)، بما يسمح بتطبيق أحكام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتبادل الثقافي، على أن تقوم لجنة خاصة بتقييم واختيار الطلاب المؤهلين وفقًا للقواعد والمعايير المتبعة.
كما تم اعتماد تنفيذ اختبار دولي معياري للغة العربية بمركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وعلى مستوى المنصة الإلكترونية "ادرس في مصر"، استمرت جهود المتابعة والتطوير بالتنسيق مع الشركة المنفذة، مع العمل على تحديث البرامج الجامعية والدراسات العليا، وإدراج برامج الجامعات الخاصة، وتحديد أعداد المقاعد المتاحة لكل جنسية في مختلف الجامعات. كما تم تعزيز الدعم الفني لحل مشكلات الطلاب المسجلين على المنصة، وتحديث الجدول الزمني لبرامج اللغة العربية.
وفي إطار التعاون البنّاء بين وزارتي التعليم العالي والخارجية، شهد هذا العام اتخاذ مجموعة من الخطوات لدعم منظومة الطلاب الوافدين، بما يضمن لهم تجربة تعليمية متميزة في مصر، وذلك تنفيذًا لمبادرة "ادرس في مصر". حيث تم الاتفاق على الأعداد المقترحة للمنح المقدمة للطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات للعام الدراسي ٢٠٢٥ - ٢٠٢٦، والتي تنوعت بين المنح الجامعية، ومنح الدراسات العليا، وبرامج اللغة العربية.
وشمل هذا التعاون إصدار مواد تعريفية بالجامعات المصرية وتصنيفاتها العالمية، إلى جانب توضيح خطوات التقديم على منصة "ادرس في مصر" بثلاث لغات: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، وتوفير نسخ مطبوعة باللغة العربية للمنح المختلفة مثل EGY-AID والنفقة الخاصة. كما تم توفير رمز QR يحتوي على كافة خطوات التقديم والشروط الخاصة بالقبول، باللغات الثلاث.
وسعيًا لتعزيز كفاءة الموظفين وضمان تقديم خدمات عالية الجودة للطلاب الوافدين، جارٍ التنسيق لإقامة برامج تدريبية للعاملين بالإدارة المركزية للوافدين في مجالات اللغة الإنجليزية، والكتابة الرسمية، والجودة الإدارية، إلى جانب مهارات التواصل، والتعامل مع الثقافات المختلفة، والدبلوماسية العامة، والبروتوكولات الرسمية، وذلك بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية، إلى جانب عقد لقاءات دورية مع العاملين، وتنظيم فعاليات داخلية لخلق بيئة عمل تعاونية وداعمة.
وأشار الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة إلى اهتمام الوزارة الكبير بمنظومة الطلاب الوافدين، لافتًا إلى انعكاس ذلك في العديد من الجهود التي تقوم بها الوزارة ممثلة في الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين، وكان لها أثرها في تحقيق التنسيق مع الجامعات، ومنها تنظيم ورش عمل دورية لربط فرق الجامعات بفريق "ادرس في مصر"، وكذلك تنظيم زيارات ميدانية لمتابعة إجراءات تسلم ملفات الطلاب، والتواصل مع منسقي الجامعات لحل مشكلاتهم، وتحديث البرامج الدراسية. كما عُقدت لقاءات افتراضية للترويج للجامعات المصرية داخل وخارج مصر بمشاركة المكاتب الثقافية.
كما أشار المتحدث الرسمي إلى أهمية جهود الترويج المستمر للتعريف بمنظومة التعليم العالي المصرية في مختلف دول العالم، حيث أعدت الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين دليلًا شاملًا للطلاب الوافدين، يشمل تعريفًا بالجامعات المصرية وتصنيفاتها، إلى جانب القواعد والإجراءات الخاصة بالقبول الجامعي ومرحلة الدراسات العليا، بالإضافة إلى تقديم لمحة عامة عن الحياة في مصر.
أخبار متعلقة :