أدان وزراء الخارجية العرب، العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتهديدا للسلم والأمن الإقليمي، مؤكدين ضرورة وقف هذا العدوان، وتكثيف الجهود الاقليمية والدولية لخفض التوتر وصولاً إلى وقف لإطلاق النار والتهدئة الشاملة.
جاء ذلك في بيان صادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية بشأن تداعيات العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى أمن المنطقة، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، بناء على طلب جمهورية العراق والذي أيدته الدول الأعضاء وذلك على هامش اجتماعات الدورة (51) لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.
ودعا مجلس الجامعة العربية إلى العودة للمفاوضات للتوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني، ودعم كل الجهود المستهدفة تحقيق التهدئة.
كما دعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحديداً للقيام بمسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وما يشكله من خرق واضح للقانون الدولي وتهديد لأمن المنطقة.
وأكد وزراء الخارجية العرب أن السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة هو الدبلوماسية والحوار وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتأكيد على أنه لا يمكن تسوية الازمة الراهنة بالسبل العسكرية.
وشددوا على أن التهدئة الشاملة في المنطقة لن تتحقق إلا من خلال معالجة كل أسباب الصراع والتوتر، بدءاً بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكاف ومستدام عبر منظمات الأمم المتحدة المعنية، ووقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية المحتلة والتي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل.
وحذر وزراء الخارجية العرب من أن إسرائيل تدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع والتوتر، ما يستدعي تحركا دوليا فاعلا ومؤثرا لوقف الأعمال والسياسات العدوانية الاسرائيلية، والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن أمن الجميع، عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية للعام 2002، مرحبين في هذا السياق بانعقاد المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين"، في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، وحثوا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى المشاركة الفاعلة فيه عندما يتم الإعلان عن موعد انعقاده الجديد.
كما رحبوا باستضافة جمهورية مصر العربية لمؤتمر دولي رفيع المستوى لدعم التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة وتنفيذ الخطة العربية الإسلامية ذات الصلة في أقرب فرصة عقب وقف إطلاق النار.
وأكدوا ضرورة احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية، تأسيساً على قواعد القانون الدولي ذات الصلة، وتجنباً لتداعياته على الاقتصاد العالمي وخطوط نقل الطاقة عالمياً.
كما أكد وزراء الخارجية العرب ضرورة احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، داعين إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، والتأكيد على ضرورة احترام سلامة ووحدة أراضي الدول، ومبادئ حسن الجوار، ورفض أي محاولة لزعزعة أمنها واستقراراها.
وطالبوا باحترام سيادة الدول في المنطقة وإدانة أي خرق لأجوائها من أي جهة كانت.
وشددوا على ضرورة الامتناع عن استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق قرارات الوكالة ذات الصلة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لما يمثله ذلك من خرق سافر للقانون الدولي، والتحذير من مخاطر الانبعاثات النووية، وتسربها في الإقليم، وما يترتب عليها من آثار إنسانية وبيئية مدمرة.
كما أكدوا أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفقاً للقرارات الدولية، ومقررات القمم العربية السابقة، وآخرها القمة العربية الدورة (34) التي عقدت في شهر مايو 2025 في العاصمة بغداد، والتشديد على ضرورة انضمام كافة دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية.
أخبار متعلقة :