أكدت وكالات الأمم المتحدة فى غزة، أن مساعدات إنسانية ضرورية وصلت أخيرا إلى مستودعات داخل قطاع غزة، بعد حصار استمر 11 أسبوعا فرضته السلطات الإسرائيلية، مما ضاعف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة بالفعل.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر "اليوم سيكون حاسما.. شاحنات محملة بمساعدات منقذة للحياة بدأت أخيرا في التحرك مجددا".
وأشار فليتشر، في تصريح نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة اليوم الخميس، إلى أن التحديات لا تزال كبيرة، لافتا إلى وجود "صعوبات في تحميل وتوزيع البضائع بسبب المخاوف الأمنية وعمليات النهب والتأخير في الموافقات التنسيقية وبسبب مسارات غير مناسبة تحددها القوات الإسرائيلية تعيق حركة الشحنات".
وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الطريق الذي اقترحته إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بأنه "غير آمن"، مؤكداً أن الإمدادات التي سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدخولها إلى غزة لم تغادر منطقة التحميل بمعبر كرم أبو سالم، فيما يتم التواصل مع السلطات الأمنية الإسرائيلية بشأن طرق الخروج من منطقة التحميل.
ولفت المكتب الأممي إلى أن المساعدات العالقة عند معبر كرم أبو سالم، جنوب شرق قطاع غزة، التي دخلت خلال اليومين الماضيين، لا تكفي بأي حال من الأحوال لتلبية الاحتياجات "المهولة والهائلة" لسكان القطاع، كما أنها لم تتضمن مواد أساسية مثل مستلزمات النظافة والوقود.
ورغم دخول ما يقرب من مئة شاحنة إلى كرم أبو سالم، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عدم نقل أي من المساعدات إلى مستودعات الأمم المتحدة في القطاع، موضحا أنه حتى الليلة الماضية، لم تسمح السلطات الإسرائيلية لفرق الأمم المتحدة إلا بالمرور عبر منطقة واحدة مكتظة للغاية، وقدرت المنظمة أن الطريق المقترح "غير آمن، ومن المرجح جدا حدوث عمليات نهب نظرا للحرمان المطول في غزة منذ الإغلاق الذي فرضته السلطات الإسرائيلية لأكثر من 11 أسبوعا".
وقال دوجاريك إن المحادثات جارية مع الجانب الإسرائيلي وأن الفرق الأممية على اتصال بقادة المجتمع الفلسطيني لتأمين وصول الإمدادات إلى المحتاجين إليها من سكان القطاع، منبهًا إلى أن 80% من قطاع غزة صار الآن خاضعا لأوامر التهجير أو يقع في مناطق عمليات عسكرية إسرائيلية.
ووفقا لشركاء الأمم المتحدة، فرّ ما يقرب من نصف النازحين الجدد خلال الأيام القليلة الماضية "دون أي من ممتلكاتهم". وفي هذا السياق، شدد دوجاريك على ضرورة حماية المدنيين، وقال إن النزوح المستمر لسكان غزة "يضع ضغطا هائلا على الفرق الإنسانية، خاصة في ظل عدم السماح بدخول أي طعام أو أية مواد أساسية".
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى استمرار القصف الإسرائيلي على مرافق الرعاية الصحية، وكان آخرها اليوم على مستشفى العودة - وهو المستشفى الوحيد الذي يعمل جزئيا في محافظة شمال غزة، لافتا إلى أن وضع المياه والصرف الصحي "يتدهور يوما بعد يوم" وأن أكبر محطة لتحلية المياه في شمال غزة تقع في منطقة خاضعة لأوامر النزوح؛ مما أدى إلى انقطاع وصول مياه الشرب لنحو 150 ألف شخص.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي 57 طفلا، على الأقل، بسبب سوء التغذية، وفق ما أوردته السلطات الصحية المحلية. وتشير الأمم المتحدة إلى أن هذا الرقم "أقل من الواقع" ومن المرجح أن يرتفع في حال استمرار الحصار.
وفي تقرير حديث، حذّر خبراء أمن غذائي يعملون مع الأمم المتحدة من أن نحو 71 ألف طفل تحت سن الخامسة في غزة معرضون للإصابة بسوء تغذية حاد خلال الأشهر الـ11 المقبلة ما لم تتوفر لهم الرعاية الغذائية والصحية الكافية.
وجدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تأكيده على الحاجة الملحّة لمزيد من الإمدادات المنقذة للحياة، محذرًا من أن الوضع الإنساني لا يزال على حافة الانهيار.
0 تعليق