عقد مجلس وزراء الصحة العرب دورته العادية الثانية والستين يوم 19 مايو 2025، بمقر الأمم المتحدة في جنيف، برئاسة جمهورية العراق، وبمشاركة واسعة من الدول الأعضاء، باستثناء جيبوتي وجزر القمر.

تناولت الدورة جملة من القضايا الصحية الملحة في المنطقة العربية، وسط تطورات إنسانية وصحية متسارعة، خاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن المجلس شدد على التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، ورفض تهجيره من قطاع غزة، وقرر تقديم دعم عاجل يشمل تزويد القطاع بسيارات إسعاف وتعزيز قدرات المستشفيات الميدانية بالمعدات الحديثة، بما يضمن استمرار عملها في ظل الظروف الطارئة.

وتطرقت القرارات إلى أهمية استمرار عمل اللجنة العربية الصحية للتأهب والاستجابة للطوارئ، وتعزيز جاهزية الأنظمة الصحية في مواجهة الأزمات، مع التركيز على الرصد والتقييم والوقاية.

كما اعتمد المجلس مشروع الاستراتيجية العربية لتعزيز استخدام اقتصاديات الصحة في تحديد الأولويات للفترة (2025-2030).

وفي إطار دعم الكفاءات الطبية، أُعلنت أسماء الفائزين بجوائز “الطبيب العربي” و”العمل المميز في مهنتي التمريض والقبالة” لعام 2025، والتي شملت مصر، السعودية، والمغرب، مع اختيار مملكة البحرين عاصمة للتمريض العربي لعام 2026.

كما أعلن المجلس موافقته على إنشاء “الوكالة العربية للدواء – وعد”، تمهيدًا لعرض الاتفاقية على المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وأكد أهمية التقدم نحو الاكتفاء الذاتي العربي في صناعة الأدوية واللقاحات، مثمنًا استضافة البحرين للمنتدى العربي للهيئات الدوائية ومصنعي الأدوية.

وفي مداخلتها خلال اجتماع اللجنة “ب” في الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية، أدانت السفيرة هيفاء أبو غزالة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية، لا سيما استهداف القطاع الصحي، معتبرة استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين “جريمة تتجاوز كل القوانين والأعراف”.

وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وضمان إدخال المساعدات إلى غزة ورفض كل محاولات التهجير القسري.

وعلى هامش الاجتماع، شاركت أبو غزالة في الحدث الجانبي حول سرطان المرأة، مؤكدة أهمية الوقاية والكشف المبكر، وتعزيز الوعي في هذا المجال بالتعاون مع مختلف القطاعات الصحية.

اختُتمت الدورة بتأكيد وزراء الصحة العرب على أهمية العمل الجماعي لتطوير السياسات الصحية العربية وتعزيز العدالة الصحية، وتحقيق الأمن الصحي المستدام في الدول العربية.