ما الرسائل التي تحملها تصريحات ترامب حول قناة السويس؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كعادته في إثارة الجدل، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحات صادمة طالب فيها بمرور السفن الأميركية عبر قناة السويس من دون رسوم، مدعياً أن لأميركا الفضل في وجود هذا الشريان الملاحي العالمي.

لكن قراءة سريعة للتاريخ تكشف أن قناة السويس، التي بدأ حفرها عام 1859 تمت بأيادٍ مصرية خالصة، في وقت كانت أميركا تتمزق في الصراعات الداخلية.

القناة – كما يُسجل التاريخ – هي إنجاز مصري بامتياز سُقي بدماء ما يزيد على 120 ألف مصري، واليوم، تمثل أحد أهم الممرات البحرية عالمياً، تمر عبرها نحو 12 بالمئة من حركة التجارة الدولية، وتوفر لمصر نحو 9 مليارات دولار سنوياً.

قوبلت تصريحات الرئيس الأميركي برفض قاطع من المصريين، الذين أكدوا على سيادة مصر الكاملة على القناة وأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية. وأنه بينما كان نحو مليون مصري، يشاركون في حفر القناة الأهم في العالم، كانت الولايات المتحدة غارقة في صراعات داخلية، بما في ذلك الحرب الأهلية التي قسمت البلاد، بالإضافة إلى الصراعات الدامية مع السكان الأصليين، الهنود الحمر. كما رفضت أميركا الاكتتاب في أسهم الشركة الفرنسية التي أسست القناة، ما يؤكد بشكل قاطع عدم وجود أي دور أمريكي في إنشائها أو تمويلها.

افتُتحت القناة عام 1869، لتصبح شرياناً ملاحياً حيوياً يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، ويختصر المسافات البحرية بشكل كبير. وفي العام 1956، قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميمها، ما أدى إلى حرب العدوان الثلاثي في العام نفسه، التي شهدت تدخل قوى أجنبية في الشأن المصري، ومحاولة للسيطرة على هذا الممر الحيوي.

رفض قاطع لتصريحات ترامب

في هذا السياق، استعرض مدير شركة  Zenith Enterprise، الكابتن عمرو قطايا، في حلقة من برنامج "بزنس مع لبنى" على "سكاي نيوز عربية" دلالات هذه التصريحات، مؤكداً أن قناة السويس لطالما كانت وستبقى تحت السيادة المصرية الكاملة، محكومة بمعاهدات دولية لا تسمح بتمييز أية دولة على أخرى.

وأكد قطايا أن مصر نجحت، بجهود أبنائها، في تطوير القناة بشكل لافت رغم التحديات، مضيفاً أن مثل هذه التصريحات ما هي إلا محاولات يائسة للنيل من هذا الإنجاز المصري الخالص..  وأضاف:

تصريحات ترامب "عارية تماماً من الصحة"، ولا تستند إلى أي قوانين أو اتفاقيات دولية. الولايات المتحدة وقتها لم تكن كدولة فاعلة في النظام العالمي ومن ثم ليس لها أي علاقة بقناة السويس. حينما جرى الاكتتاب على شركة قناة السويس أثناء الافتتاح رفضت الولايات المتحدة الأميركية الاكتتاب مع الشركات الأوروبية. هذا يقودنا إلى أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي ترامب تؤكد أنه غير قارئ للتاريخ.. وأنه فقط يدلي بتصريحات مثيرة. الولايات المتحدة الأميركية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بقناه السويس سواء بإنشائها أو بحفرها أو تشغيلها.. وأيضًا لا علاقة لها بالقناة في الوقت الحالي.

وحول نظام المحاسبة على عبور القناة المعمول به في مصر والذي لا يتم التمييز فيه بين الدول في المعاملة بالمرور عبر القناة، وهل يمكن أن تحدث استثناءات أو معاملة خاصة لأميركا بعد التصريحات الأخيرة لترامب، نفى قطايا إمكانية حدوث ذلك قائلا:

إدارة القناة لا تضع استثناءات أو أي تمييز على عبور السفن التي ترفع علم الولايات المتحدة الأميركية؛ لأن القوانين المحددة لعمليات تشغيل القناة وعمليات رسوم العبور تحكمها معاهدات دولية، بالإضافة إلى القوانين المصرية المحددة لهذا العبور دون أي استثناءات. لا يحق لجمهورية مصر العربية منح استثناء لسفن أي دولة أياً كانت، وإذا قامت القناة بتخفيض رسوم العبور فإنها تطبق ذلك على جميع السفن العابرة. لا يحق لأي سفينة أياً كان العلم الذي ترفعه أن تمر من القناة بدون رسوم عبور. السفن الوحيدة التي تعبر القناة من دون رسوم عبور هي سفن القوات البحرية المصريه فقط لا غير.

قدرة على التحدي ومواجهة الأزمات

وحول الرسالة التي ترسلها مصر للعالم بعد قيامها خلال السنوات الأخيرة بتطوير القناة في وقت قياسي وبتمويل شعبي خالص. قال رئيس شركة Zenith Enterprise - الكابتن عمرو قطايا:

التطوير الأخير لقناه السويس سواء في عملية ازدواج القناة، أو التطوير المتواصل للقناة خاصة في القطاع الجنوبي حالياً، وأيضًا عمليات التعميق والحفر وعمليات الأتمتة التي تحدث للقناة وعمليات التشغيل.. كلها عمليات كبيرة بجهود مصرية خالصة تعكس التطوير الهائل للممر المائي الأهم في العالم. تصريحات ترامب محاولة للحد من هذا التطوير الهائل الذي تشهده القناة باستمرار.. والجميع يذكرون حادث سفينة الحاويات الضخمة إيفر جيفن (Ever Given) التي علقت في القناة بتاريخ (23 مارس 2021) وقتها خرجت تصريحات من الولايات المتحدة الأميركية تقول إن هذه السفينة لن يتم تعويمها قبل شهرين أو ثلاثة ويجب تدخل أميركا.. لكن ما حدث أنه تم تعويم السفينة بعد 6 أيام فقط بأيد وأفكار مصرية خالصة، ما أثبت للعالم قدرة مصر على إدارة هذا الممر الحيوي بكفاءة واقتدار.

ترامب يتحدى القواعد الدولية ويتجاهل الاتفاقيات

وأضاف قطايالدى حديثه في برنامج "بزنس مع لبنى" على "سكاي نيوز عربية":

ترامب لا يتعامل كرجل سياسة ولا حتى كرجل أعمال كما يقولون، إنما يتعامل كـ "تاجر"، ومن ثم فمن الطبيعي جداً ألا يلتزم بقوانين أو معاهدات أو اتفاقات أو نظام. الرئيس الأميركي يدلي بتصريحات تأخذ شكل الأوامر لكنه سرعان ما يتراجع عنها كما حدث بخصوص التعريفات الجمركية للصين وكندا والنرويج. مصر كدولة ذات سيادة على أراضيها وممراتها الملاحية وموانيها لن تخضع لمثل هذا التصريحات غير المنطقية. مصر ليست بحاجة إلى دعم دولي لتعريف العالم بماهية قناة السويس؛ لأن جميع دول العالم خاصة الغرب وشرق آسيا يعلمون تمامًا ما هي قناة السويس وما أهميتها للتجارة البحرية.

 شريان حيوي للاقتصاد العالمي ورمز للسيادة المصرية

وأكد رئيس شركة Zenith Enterprise  الكابتن عمرو قطايا: إن إدارة قناة السويس مصرية خالصة ويجب أن تبقى كذلك، نظراً لاحترافية العاملين المصريين في تشغيلها وتأمينها.

وجدد التأكيد على أنها قناة مصرية خالصة وستظل كذلك، تم حفرها وتشغيلها وتطويرها بأيد مصرية، وستبقى تحت السيادة المصرية الكاملة، ولن تتهاون مصر في حماية هذا الممر الحيوي، الذي يمثل شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي، ورمزًا للسيادة المصرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق