المنامة في 23 يونيو / بنا / أكد معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب رئيس اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تؤمن بأهمية الارتقاء بالعلاقات الوثيقة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول الاتحاد الأوروبي، وتنمية مجالات التعاون وتوطيد العمل المشترك في المجالات كافة بما يعزز الأهداف والمصالح المتبادلة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معاليه، ضمن الاجتماع الذي عقده أصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم (الأثنين) مع معالي السيدة روبيرتا ميتسولا رئيسة البرلمان الأوروبي، في العاصمة الإماراتية (أبو ظبي).
وأشار معاليه إلى أن تعزيز الحوار البرلماني بين برلمانات دول مجلس التعاون والبرلمان الأوروبي، من شأنه أن يساهم في بناء روابط أكثر فاعلية، ويحقق مستويات متقدمة من التفاهم المتبادل حول القضايا المختلفة، نظرا لما يمثله من ركيزة أساسية لتوفير البيئة المحفزة لنقل الشراكات القائمة إلى مراحل أرفع، سواء على مستوى تطوير التعاون التشريعي والسياسي والأمني، أو عبر توسيع التبادل التجاري والاستثمار، إلى جانب الدفع باتجاه مشاريع عصرية مشتركة في مجالات الرقمنة وسلاسل التوريد المستدامة، وتسخير الجهود من أجل تثبيت القواعد اللازمة لاتفاقية تجارة حرة فعالة ومتوازنة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.
وبيّن معالي رئيس مجلس النواب أن دول مجلس التعاون الخليجي أثبتت قدراتها على تحقيق إنجازات نوعية في مختلف المجالات، سواء في التنمية الاقتصادية، أو تعزيز الأمن الإقليمي ودعم الاستقرار العالمي، إلى جانب مواصلة العمل على ترسيخ قيم التسامح والتعايش واحترام حقوق الإنسان، وتمكين المرأة والشباب، مؤكداَ أنها قيم تنسجم مع المبادئ التي يؤمن بها الاتحاد الأوروبي، مما يفتح آفاقا أوسع للتعاون المشترك.
و نوّه معاليه – خلال كلمته – للقمة الأولى بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، التي انعقدت في بروكسل في أكتوبر العام الماضي، مؤكداً أنها تمثل محطة تاريخية في مسيرة العلاقات بين الجانبين، حيث أرست أسساً جديدة للحوار والتنسيق، وكانت بمثابة انطلاقة نوعية نحو بناء شراكة أكثر عمقاً.
وأضاف معاليه، قائلا : "إننا نجتمع اليوم لنواصل البناء على ما تحقق في القمة، مسترشدين بالمخرجات التي ثبّتتْ ضرورة تعزيز التعاون في المجالات الحيوية، وتكثيف الجهود المشتركة لمواجهة التحديات العالمية، إذ أن اجتماعنا اليوم يمثل امتدادا لهذه الرؤية، وفرصة لتمكين آليات العمل البرلماني، للإسهام في تحقيق الأهداف والتطلعات ذات الاهتمام المشترك".
وأكد رئيس مجلس النواب التطلع إلى أن يؤسس الاجتماع البرلماني المشترك لمرحلة أكثر تقدما لمسار العمل البرلماني بين منطقة الخليج وأوروبا، خاصة وأن العلاقات الخليجية الأوروبية تستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاهم، والمصالح الاستراتيجية والرؤى المتقاربة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وفي سياق آخر، ذكر معاليه أن الاجتماع ينعقد، في وقت تقف فيه منطقة الشرق الأوسط أمام محكٍ خطير يستدعي على نحو جاد وفوري لأن يمارس المجتمع الدولي دوره الفاعل من أجل حقن الدماء وحماية أرواح المدنيين، بدءاً من ضرورة وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني، عبر إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية لسكان القطاع للتخفيف من معاناتهم، وإيجاد أفق للسلام الدائم والشامل القائم على حل الدولتين بما يحفظ أمن المنطقة واستقرارها لصالح جميع شعوبها.
ولفت إلى أن الهجمات الإسرائيلية التي طالت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أشعلت فتيلَ حربٍ تضع المنطقة برمتها أمام تهديدات تنال من استقرارها، وتنذر بتداعيات خطيرة على الأمن الدولي والاستقرار السياسي والاقتصاد العالمي، وعلى نحو يهدد الملاحة البحرية، وأسواق الطاقة، مؤكداً أن تلك التطورات الراهنة تفرض على المجتمع الدولي مسؤولية عاجلة لاتخاذ خطوات لوقف التصعيد لضمان عدم تفاقم المواجهات العسكرية، بما يسهم في حماية الأمن والسلم الدوليين.
وشدد على أهمية الرجوع لنهج الحوار والتسويات عبر الجهود الدبلوماسية، مؤكداً أن تلك السبل يمكن أن تشكل ضمانات للتهدئة، وطرح الحلول السلمية القائمة على احترام سيادة الدول، والقوانين الدولية، مبيناً أن أي تصعيد عسكري في المنطقة لن يخدم مصالح أي طرف، بل سيؤدي إلى مزيد من التوتر والدمار.
وقد ضمّ وفد الشعبة البرلمانية المشارك في الاجتماع برئاسة معالي رئيس مجلس النواب، كلا من : النائب أحمد صباح السلوم، و العضو إجلال عيسى بوبشيت عضو مجلس الشورى، و المهندس محمد السيسي البوعينين الأمين العام لمجلس النواب أمين سر اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية.
ع.ذ, S.E
0 تعليق