أعلنت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية السابقة للرئيس الأميركي جو بايدن، عن مغادرتها للحزب الديمقراطي، بالتزامن مع إطلاق كتابها الجديد، ما فجّر موجة من الاستياء والانتقادات في أوساط زملائها السابقين في إدارة بايدن، والذين اتهموها بالسعي وراء الشهرة على حساب مهمتها الرسمية.
ووفقا لتقارير إعلامية نقلت عن 7 من مسؤولي إدارة بايدن السابقين — تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم — فإن الإعلان المفاجئ عن مغادرة جان بيير للحزب الديمقراطي أُعتبر بمثابة خطوة استعراضية تهدف إلى الترويج لكتابها الجديد بعنوان "مستقلة: نظرة من داخل بيت أبيض محطم، خارج خطوط الحزب".
وقال أحد المسؤولين السابقين: "الجميع يعتقد أن هذا مجرد مشروع ربحي"، في إشارة إلى الكتاب الذي يتناول ما وصفته جان بيير بأسابيع الفوضى التي أعقبت أداء بايدن السيئ في مناظرة صيف العام الماضي، والتي انتهت بانسحابه من سباق إعادة الترشح للرئاسة.
ويحمّل الكتاب الحزب الديمقراطي جزءا من المسؤولية عمّا حدث، واصفًا الأمر بـ"خيانة".
وتكشف شهادات من داخل البيت الأبيض أن جان بيير كانت تُظهر، حتى أثناء عملها كناطقة باسم بايدن، ميولًا للابتعاد عن الحزب الديمقراطي.
وقال مسؤول سابق إنها كانت تمزح بشأن كونها "مستقلة"، في حين ذكر آخر أنها عملت بشكل غير رسمي مع شركة علاقات عامة مقرها نيويورك.
وانتقد مسؤولون سابقون أداء جان بيير خلال إحاطاتها الصحفية، واعتبروه ضعيفا ويفتقر إلى الكفاءة، مما وفر مادة سهلة لحسابات الحزب الجمهوري على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أعربوا عن انزعاجهم من تركيزها على تلميع صورتها الإعلامية، على حساب إدارة العلاقات الصحفية للبيت الأبيض.
وفي سياق متصل، قالت كايتلين ليغاكي، مستشارة إعلامية عملت في وزارة التجارة خلال فترة بايدن: "قام كامالا هاريس وفريق حملة بايدن/هاريس بجهد بطولي لتجنب خسارة كارثية كان يمكن أن تمنح الجمهوريين أغلبية ساحقة. من الأجدر أن نركز على هذا الإنجاز، بدلًا من تصوير ما حدث كخيانة".
ويُعتقد أن جان بيير كانت تأمل في الحصول على وظيفة إعلامية بعد مغادرتها البيت الأبيض، ربما كمقدمة مشاركة في برنامج The View، على غرار سابقتها جين ساكي التي انتقلت إلى قناة MSNBC، لكن ذلك لم يتحقق، ما دفعها على الأرجح للجوء إلى مشروع الكتاب، حسب تقدير ثلاثة من زملائها السابقين.
جدير بالذكر أن جان بيير ظهرت خلال عملها في البيت الأبيض في عدد من البرامج والمنشورات الإعلامية البارزة، منها Vogue وWomen’s Health، كما حضرت فعاليات عامة كثيرة، ما أثار تساؤلات حول تعارض المصالح تم طرحها على مكتب المستشار القانوني للبيت الأبيض آنذاك.
ويختتم أحد مسؤولي البيت الأبيض السابقين حديثه بالقول: "هي كانت الوجه الإعلامي الذي يخبرنا بأن البيت الأبيض يعمل بكفاءة، وأن بايدن رائع، والآن لم تعد حتى تعتبر نفسها ديمقراطية؟ إنها تحاول أن تضع نفسها كحل وسط، بينما الجمهوريون يكرهونها، وهي ليست في موقع يؤهلها للعب هذا الدور".
0 تعليق