مسئولة دولية: الحرب على غزة أصابت الأطفال باضطرابات نفسية لجانب حالتهم الصحية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

أعربت راشيل كومينجز، مديرة الشؤون الإنسانية فى منظمة "أنقذوا الأطفال" فى قطاع غزة، عن قلقها إزاء الظروف المعيشية المأساوية التى يعيش فيها الأطفال منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أنهم يواجهون القنابل وسوء التغذية والأمراض وانعدام الوصول الدائم إلى التعليم.

وقالت كومينجز ـ في حوار مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليوم الثلاثاء، حول الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أمس مدرسة فهمي الجرجاوي في غزة، التي تؤوي فلسطينيين نزحوا بسبب الحرب وتسبب باستشهاد 36 شخصًا على الأقل بينهم 18 طفلا ـ إن ما حدث تكرر مئات المرات منذ بداية الحرب، حيث يتم استهداف مدرسة بشكل مباشر والتي كانت بمثابة مأوى، لكنها كانت في الأساس مبنى تعليميا.

وأضافت أن المدارس، شأنها شأن المستشفيات والبنية التحتية المدنية الأخرى، تتعرض لضغوط مستمرة بسبب القصف، مشيرة إلى تدمير ما لا يقل عن 80% من المدارس في قطاع غزة منذ بداية الحرب وهو ما يشكل كارثة للتعليم، بطبيعة الحال، ولكن أيضًا مأساة إنسانية.

وأوضحت أنه تم تحويل المدارس فى القطاع إلى ملاجئ للعائلات النازحة قسرا، معتبرة أنها من بين الأماكن القليلة التي يمكن للمدنيين أن يجدوا فيها ملجأ، ولكنها ليست أماكن آمنة.

وأشارت إلى أن هذه الأماكن مكتظة وغير صحية وخطيرة، حيث يعيش الناس هناك في ظروف غير إنسانية.

وأكدت أنه لم يعد هناك تعليم رسمي في غزة، فمنذ أكثر من عام ونصف لم يتمكن الأطفال من الوصول إلى المدراس بشكل حقيقي، موضحة أن تعاون منظمة "أنقذوا الأطفال" مع شركائها من أجل إنشاء مساحات تعليمية مؤقتة، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، لمساعدة الأطفال على الحفاظ على مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، والبقاء أطفالا، لكن الأمر أصبح أكثر صعوبة، وقد اضطرت المنظمة إلى إغلاق بعض هذه الأماكن لأنها قريبة جدًا من مناطق الصراع.

وحول أوضاع أطفال غزة المعيشية، قالت إنهم يعيشون في ظروف يائسة للغاية، حيث تحدث كل يوم تفجيرات، وكل يوم تكافح الأسر من أجل توفير الطعام والشراب لأطفالها.. ومنذ بداية شهر مارس ومع منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، أصبح الوضع أسوأ، ويعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد، وبسبب عدم وجود كمية كافية من المياه، يصاب العديد من الناس بأمراض جلدية، مثل الجرب، ولأنهم يعيشون في أماكن مكتظة، دون صابون أو مياه شرب، فإنهم يعانون أيضًا من الالتهاب الرئوي والإسهال.

وأكدت كومينجز، أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ويصابون بالإسهال يمكن أن يصابوا بأمراض خطيرة للغاية، وبسرعة كبيرة، وللتأكيد على حجم معاناة هؤلاء الأطفال، أشارت إلى أنه خلال أحد الأنشطة مع الأطفال التي نظمتها المنظمة في الأيام الأخيرة، طلب من الأطفال كتابة أمنية يودون تحقيقها وكانت المفاجاة أن معظمهم كتبوا "أريد أن آكل الخبز".

وحول تأثير الحرب المستمرة منذ تسعة عشر شهرا على نمو الأطفال، أشارت إلى ظهور اضطرابات نفسية، مع تغير عميق في سلوكهم، كما يواجه الأطفال صعوبة في التفاعل ولم يعد بمقدورهم تنظيم عواطفهم كما تأثر نموهم المعرفي، واصبح البعض عدوانيين للغاية.

وقالت "لقد انقلبت كل جوانب حياتهم رأسا على عقب: فإلى جانب تعرضهم للقصف وعمليات الإجلاء المنتظمة، تمزق النسيج الاجتماعي والعائلي تماما".
وأشارت إلى أن تأثير الحرب على الأطفال سواء على المدى المتوسط أ​​و الطويل ستكون وخيمة، موضحة أن الأمر لا يتعلق بحالات معزولة، بل عن جيل كامل، سيظل إلى الأبد موسوما بهذه الحرب، لاسيما أن نصف سكان غزة من الأطفال.

وأضافت أن هؤلاء الأطفال يكبرون دون إطار مستقر، ودون تفاعلات اجتماعية طبيعية، ودون تعليم منتظم.

ودعت كومينجز، إسرائيل للتوقف عن قصف الأطفال فى غزة قائلة: "إننا بحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري ونهائي"، داعية أيضا إلى إدخال المساعدات إلى غزة.

وأعربت عن سعادتها لأن المساعدات بدأت تتدفق عبر الحدود مرة أخرى في الآونة الأخيرة، لكنها أشارت إلى أن حجم المساعدات أقل بكثير مما يحتاج إليه سكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة.

يذكر أنه وفقًا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسف) فقد استشهد أكثر من 15600 طفل منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
 

أخبار ذات صلة

0 تعليق