الكويت الاخباري

خدعة نتنياهو لاحتواء الضغط وهذه حاجة قطاع غزة اليومية من شاحنات المساعدات الإنسانية - الكويت الاخباري

الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة: القطاع يحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً

عبدالله المومني - يواجه قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتفاقم الحاجة إلى المساعدات الإنسانية نتيجة الصراع المستمر، الحصار المفروض، والدمار الواسع في البنية التحتية.

تشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى أن القطاع يحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً على الأقل لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكانه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة، بما في ذلك الغذاء، الماء، الأدوية، الوقود، ومواد الإيواء.


الوضع الحالي لتدفق المساعدات

قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، كان يدخل غزة حوالي 500 شاحنة يومياً تحمل مساعدات إنسانية وسلعاً تجارية، مما كان يكفي بالكاد لتلبية الاحتياجات الأساسية في ظل الحصار المفروض منذ 2007.

ومع ذلك، انخفضت أعداد الشاحنات بشكل كبير خلال الصراع، حيث سجلت فترات لم يدخل خلالها سوى 12 شاحنة يومياً في بعض المناطق، مثل شمال غزة، خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2024.

خلال فترة الهدنة التي بدأت في 19 يناير/ كانون ثان 2025، تحسن تدفق المساعدات مؤقتاً، حيث دخل أكثر من 10,000 شاحنة حتى أوائل فبراير /شباط 2025، بمعدل يصل إلى 600 شاحنة يومياً في بعض الأيام. 

ومع ذلك، عادت الأعداد للانخفاض مجدداً بعد استئناف عدوان الاحتلال على قطاع غزة  وتوقف دخولها بشكل كامل في 2 مارس /آذار 2025 ، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

وشهدت الساعات الماضية تصريحات متباينة من حكومة الاحتلال بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري مستمر ضمن عملية "عربات جدعون"، ومفاوضات جارية في الدوحة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.

 تكشف هذه التصريحات عن انقسام داخلي واضح بين المستويين السياسي والأمني في حكومة الاحتلال، مع تأثير الضغوط الأمريكية على القرارات.

تصريحات نتنياهو

أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع المجلس السياسي والأمني المصغر الكابينت الأحد، أن المساعدات الإنسانية ستُسمح بدخولها إلى قطاع غزة، رغم معارضة عدد من الوزراء. 

وجاء هذا القرار دون إجراء تصويت رسمي، مما أثار جدلاً داخل الحكومة.

 وتشير مصادر إعلامية إلى أن القرار يأتي استجابة لضغوط أمريكية، خاصة من الرئيس دونالد ترمب، الذي يدفع نحو إحراز تقدم في المفاوضات.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال نقلاً عن مصادر مطلعة، الإثنين، أن أول قافلة مساعدات إنسانية ستدخل غزة اليوم، محملة بمواد غذائية وأدوية، في خطوة تُعد استجابة مباشرة للضغوط الأمريكية.

 ونقلت القناة 12 العبرية عن مصادر أن نتنياهو "استسلم لضغوط ترامب"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف الانتقادات الدولية حول الأزمة الإنسانية في غزة.

معارضة اليمين المتطرف

على النقيض، عارض وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير قرار إدخال المساعدات بشدة، معتبراً أن "أي مساعدة إنسانية تدخل القطاع ستغذي حماس وتزودها بالقوة، بينما يقبع أسراهم في الأنفاق."

وطالب بن غفير بإجراء تصويت رسمي على القرار خلال اجتماع الكابينت، لكنه قوبل بانتقاد من رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، الذي وصفه بـ"المتمرد".

كما علق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عبر منصات التواصل، رافضاً القرار ومعتبراً أن إدخال المساعدات "سيطيل أمد الحرب ويعزز سيطرة حماس"، مشيرا إلى أن القرار يعكس "ضعفاً سياسياً" في مواجهة الضغوط الخارجية.

آلية توزيع المساعدات

تشير التقارير إلى أن حكومة الاحتلال تخطط لتوزيع المساعدات عبر آلية تحت إشرافها العسكري المباشر، بهدف منع وصولها إلى حركة حماس.

وأكدت مصادر عسكرية أن هذه الآلية تشمل تفتيشاً صارماً للشاحنات، مع إنشاء مراكز توزيع مؤقتة في مناطق محددة من القطاع. 

ومع ذلك، أثارت هذه الخطة انتقادات من منظمات أممية، التي وصفتها بـ"خرق للمبادئ الإنسانية"، معتبرة أنها تحول المساعدات إلى أداة ضغط سياسي.

ويأتي قرار السماح بدخول المساعدات في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث يواجه القطاع شبح المجاعة وانهيار النظام الصحي.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن غزة تحتاج إلى 500-600 شاحنة مساعدات يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية، بينما لم يتجاوز المعدل اليومي خلال الأشهر الأخيرة 57 شاحنة في أحسن الأحوال.

وتتزامن هذه التصريحات مع مفاوضات حاسمة في الدوحة، حيث تضغط الولايات المتحدة لإحراز تقدم في صفقة تبادل أسرى تشمل إدخال المساعدات كجزء من الهدنة.

وأشارت مصادر  إلى أن قرار إدخال المساعدات قد يكون جزءاً من خطة أمريكية-"إسرائيلية" لتجنب انهيار الحكومة في ظل معارضة اليمين المتطرف.

أخبار متعلقة :