قالت صحيفة هآريتس إن وسائل الإعلام المؤيدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شنت حملة تشويه على الجندي الشاب عيدان ألكسندر، بدلا من الاحتفال بعودته من أسر حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لأن والدته شكرت الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولم تشكر نتنياهو.
وأوضحت الصحيفة في زاوية أمير تيبون- أن آلة الدعائية السامة بدأت، بعد أقل من 24 ساعة من إطلاق سراح عيدان ألكسندر، في مهاجمته وعائلته، رغم أن المجتمع الإسرائيلي رحب به كبطل، لكن أتباع نتنياهو المخلصين، نسوا كل ما مر به الشاب من الأسر في اللحظة التي اختارت فيها والدته الشجاعة يائيل أن تشكر ترامب على إطلاق سراح ابنها بدلا من مثلهم الأعلى.
وأشار الكاتب إلى أنه قد يبدو من المستغرب أن يصبح الشاب الذي ترك عائلته وحياة مريحة في نيوجيرسي للخدمة في الجيش الإسرائيلي، هدفا لهجمات شرسة من قبل أشخاص يتصرفون نيابة عن رئيس وزراء إسرائيل؟ إلا أن هذا ما حدث بالضبط، عبر الإنترنت وفي استوديوهات القناة 14 المؤيدة لنتنياهو.
وقد بدأت الهجمات بعد تصريح موجز لوسائل الإعلام، شكرت فيه يائيل الجنود الإسرائيليين الذين قاتلوا لإعادة ابنها إلى المنزل، والطاقم الطبي الذي يعالجه، وإدارة ترامب التي فاوضت حماس مباشرة لتأمين إطلاق سراحه، وتجاهلت حكومة نتنياهو التي لم يكن لها دور.
إعلان
والأدهى -حسب الكاتب- أن مسؤولي إدارة ترامب يشتبهون في أن نتنياهو وصديقه المقرب رون ديرمر حاولا تقويض جهد دبلوماسي أميركي سابق لإطلاق سراح ألكسندر، وذلك بتسريب معلومات للصحافة حول مفاوضات مباشرة مع حماس، وهو اتهام نفاه نتنياهو وديرمر.
هجوم شرس
غير أن الذي لم يكن مفاجئا لأحد -كما يقول أمير تيبون- هو أن يائيل ألكسندر لم تشكر نتنياهو، لأن صفقة إطلاق سراح عيدان أبرمت من وراء ظهره، وسلمت إليه كأمر واقع من قبل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ولكنها حثته على "الاستماع إلى صوت الشعب الذي يطالب بوضع إعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم فوق كل اعتبار".
وأشار الكاتب إلى أن بعض الإسرائيليين رأوا أن "عجز" يائيل عن التعبير عن امتنانها لنتنياهو الذي كان رئيسا للوزراء عندما اختطف الإرهابيون ابنها، والذي كان المهندس الرئيسي لسياسة إسرائيل تجاه غزة وحماس، كان كافيا لمهاجمتها هي وابنها بشراسة.
وقد بدأ ينون ماغال، مقدم برنامج "الوطنيون" الأكثر شعبية على القناة 14، والمعلق المؤيد لنتنياهو، هجومه مساء الثلاثاء بمنشور على منصة إيكس، قائلا "في عرض مثير للاشمئزاز من جحود الجميل وسوء الأخلاق، لم تقدم والدة عيدان ألكسندر شكرها لرئيس الوزراء. لا يمكن أن يحدث هذا إلا في ظل المناخ المسمم والمضطرب الذي خلقه اليسار ووسائل الإعلام".
وذكر الكاتب بأن مصطلح "آلة السم" الذي يمثل الشبكة الواسعة من المعلقين الإعلاميين وحسابات التواصل الاجتماعي التي تنشر الأكاذيب والكراهية ونظريات المؤامرة نيابة عن نتنياهو، معروف جيدا في إسرائيل، ولكنه أقل شيوعا لدى العديد من مؤيدي إسرائيل في الخارج.
وخلص الكاتب إلى أن عيدان ليس سوى الضحية الأخيرة لأساليب هذه الآلة، التي استهدفت ليري الباغ، وهي محتجزة مفرج عنها، بوحشية بعد أن قالت في مقابلة إذاعية إن نتنياهو يتحمل مسؤولية إخفاقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
إعلان
أخبار متعلقة :