في أحد شوارع مركز أخميم بمحافظة سوهاج، لم يكن أحد يتوقع أن خلافًا عائليًا بسيطًا قد يتحول إلى مشهد مأساوي، تصرخ فيه النيران، ويعلو صوت الألم، وتتصاعد رائحة الاحتراق في الهواء.
كامل، رجل خمسيني بسيط، قضى حياته يعمل بيده، يكافح ليحيا بكرامة، لم يتخيل يومًا أن وقوفه أمام منزله سينتهي به محمولًا إلى مستشفى أخميم المركزي، وجسده يحمل آثار لهبٍ غادر، الخلاف بدأ بكلمات، وعتاب على المصاهرة بين العائلتين، لكنه سرعان ما خرج عن السيطرة.
أشرف، السائق الثلاثيني، لم يحتمل الغضب، فقادته نيرانه الداخلية إلى جريمة لا يقرّها عقل ولا قلب، عاد إلى سيارته، أخرج عبوة بنزين، وسكبها فوق جسد قريبه ثم أضرم النار.
صرخات كامل شقت سكون الحي، والنيران امتدت لتبتلع مقدمة السيارة، وهرع الجيران لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لحسن الحظ، تمكنوا من إخماد الحريق، لكن جسد كامل كان قد نال نصيبه من الجحيم.
تم ضبط السائق المتهم، وبدأت جهات التحقيق في فحص تفاصيل الحادث، الذي كشفت فيه النار عن أوجه خفية من الخصام والخصومة داخل البيوت.
تفاصيل الواقعة
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة أخميم، يفيد بورود بلاغ بوقوع مشاجرة بين طرفين، أحدهما مصاب بحروق خطيرة.
بالانتقال والفحص تبين أن طرفي المشاجرة هما: "الطرف الأول كامل ك. م. م، 58 عامًا، عامل، مصاب بحروق متفرقة بالجسم، وتم نقله إلى مستشفى أخميم المركزي، والطرف الثاني:" أشرف ف. ع. م، 34 عامًا، سائق، ويقيمان بذات الناحية".
وبسؤال الطرف الثاني عقب ضبطه، أفاد بحدوث مشادة كلامية بينه وبين الطرف الأول بسبب خلافات متعلقة بالمصاهرة، تطورت إلى مشاجرة أمام منزل المصاب.
وخلالها احضر السائق عبوة بلاستيكية (جركن) تحتوي على مادة بترولية "بنزين" من داخل سيارته الأجرة "تاكسي"، ثم رش بها الطرف الأول وأشعل النيران.
ما أدى إلى إصابته، وامتدت النيران إلى السيارة المذكورة، ما أسفر عن احتراق مقدمتها قبل أن يتمكن الأهالي من إطفائها.
وأكد المصاب صحة الواقعة، واتهم الطرف الثاني بإحداث إصابته عمدًا، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
أخبار متعلقة :