تعهد الملياردير الأمريكي بيل غيتس بالتبرع بمبلغ 200 مليار دولار عبر مؤسسته الخيرية بحلول عام 2045، معلنًا تسريع وتيرة توزيع ثروته وإغلاق مؤسسة بيل وميليندا غيتس في موعد أقصاه 31 ديسمبر من ذلك العام، أي قبل الموعد المحدد سابقًا بسنوات.
وقال غيتس، في تصريحات نقلتها صحيفتا "فايننشال تايمز" و"رويترز"، إن الأموال ستُستخدم لتحقيق أهداف إنسانية تشمل القضاء على أمراض مثل شلل الأطفال والملاريا، وتقليص وفيات الأطفال والنساء، والحد من الفقر عالميًا.
وانتقد غيتس بشدة رجل الأعمال إيلون ماسك، متهمًا إياه بأنه يساهم في "قتل أفقر أطفال العالم"، بسبب تقليص الميزانيات الأمريكية للمساعدات الخارجية، والتي أشرف عليها ماسك وإدارة الكفاءة الحكومية. وقال: "صورة أغنى رجل في العالم وهو يقتل أفقر أطفال العالم ليست جميلة".
وبحسب غيتس، فإن خفض المساعدات الأمريكية، التي بلغت 44 مليار دولار في 2023، يهدد عقودًا من التقدم في مجال الصحة العالمية، محذرًا من ارتفاع محتمل في معدلات الوفيات بالملايين خلال السنوات الأربع إلى الست المقبلة.
وأكد غيتس أن مؤسسته، رغم قوتها المالية، لا تستطيع سد الفجوة التي تخلّفها انسحابات الحكومات من تمويل برامج التنمية والمساعدات. وأضاف: "نأمل أن تعود الحكومات للاهتمام ببقاء الأطفال على قيد الحياة خلال العشرين سنة القادمة".
ومن المتوقع أن تصل الميزانية السنوية لمؤسسة غيتس إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2026، مع ارتفاعها لاحقًا إلى 10 مليارات سنويًا. وقدمت المؤسسة منذ تأسيسها عام 2000 أكثر من 100 مليار دولار، وأسهمت في إنقاذ ملايين الأرواح من خلال دعم برامج مثل "جافي" وتحالف مكافحة الإيدز والسل والملاريا.
وأكد غيتس أن المؤسسة ستُغلق بعد إنفاق نحو 99% من ثروته الشخصية، التي تُقدر حاليًا بنحو 108 مليارات دولار، مشيرًا إلى أن الرقم النهائي للإنفاق يعتمد على الأسواق والتضخم.
وفي حين وُجهت انتقادات للمؤسسة بسبب نفوذها الكبير في قطاع الصحة العالمية، شدد غيتس على أهمية مواصلة الجهود الحكومية، موضحًا أنه تحدث مؤخرًا مع الرئيس دونالد ترمب حول ضرورة الحفاظ على الاستثمار في الصحة العالمية.
وختم بالقول: "العالم له قيمة. هذا ما علمني إياه والداي".
أخبار متعلقة :