جاء ذلك في كلمة رئيس المجلس خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية، المنعقد تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي ينظمه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع منظمة المرأة العربية، تحت عنوان "التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني والعنف الناتج عن وسائل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، وتترأس مصر هذا المؤتمر بصفتها دولة رئاسة المنظمة بدورتها الحالية، ويستمر على مدار يومين.
وأكدت المستشارة أمل عمار أن المؤتمر يمثل منصة هامة لمناقشة قضية العنف السيبراني ضد النساء والفتيات، والذي بات يمثل أحد أخطر التحديات في العصر الرقمي، لما له من تأثير مباشر على أمن وسلامة المرأة النفسية والجسدية، مشيرة إلى أن التكنولوجيا رغم كونها وسيلة تمكين وتواصل، إلا أنها أصبحت في كثير من الأحيان أداة لانتهاك الخصوصية والتحرش والابتزاز الإلكتروني.
وأوضحت أن مصر اهتمت مبكرًا بهذه القضية، حيث وضعت استراتيجية وطنية للأمن السيبراني تم تحديثها، واحتلت مصر المرتبة الأولى عالميًا في تنافسية الرقمية، كما تم سن وتعديل عدد من القوانين، منها قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، بالإضافة إلى تعديلات بقانون العقوبات لتشديد العقوبات على جرائم التحرش وانتهاك الخصوصية عبر الوسائل الإلكترونية.
وشددت على أن حماية المرأة من العنف السيبراني مدعومة أيضًا بإطار دستوري قوي يضمن حرمة الحياة الخاصة وسرية المراسلات ويحظر الاعتداء عليها إلا بإذن قضائي، كما أن مصر تعمل على التعاون الدولي لمواجهة الجرائم السيبرانية، وتشارك بفاعلية بالمؤتمرات الدولية المتعلقة بهذا الشأن، وقد نجحت الأجهزة المعنية في ضبط العديد من الجناة وتقديمهم للعدالة.
وأشارت إلى أن المجلس القومي للمرأة يلعب دورًا بارزًا بهذا المجال، من خلال الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، التي تضم محور الحماية، ويتضمن تقديم دعم قانوني ونفسي عبر مكاتب الشكاوى المنتشرة في المحافظات، وخط ساخن (15115) لتلقي الشكاوى والإحالة للنيابة العامة، بالإضافة إلى التعاون مع الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية.
ولفتت إلى أن المجلس استحدث لجنة مختصة بالبحث العلمي والتنمية التكنولوجية والأمن السيبراني برئاسة الدكتورة ماريان عازر، تضم خبراء ومتخصصين في صياغة سياسات الحماية، كما نظم حملات توعية واسعة النطاق مثل "اتكلمي" و"حاسبوا على كلامكوا" بالتعاون مع تطبيق إنستجرام ومبادرة "تمكين النساء للشعور بالأمان على الإنترنت" مع "فيسبوك"، بالإضافة إلى إصدار "دليل سلامة المرأة" بالشراكة مع المنصة ذاتها، وتنظيم دورات تدريبية بالتعاون مع وزارة الاتصالات حول المواطنة الرقمية والابتزاز الإلكتروني.
وأشارت إلى مبادرتي "دووي" و"نورة" تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، واللتين تهدفان إلى رفع الوعي بين الفتيات بالجرائم الإلكترونية وسبل الوقاية منها.
وأكدت - في ختام كلمتها - على أن حماية النساء والفتيات من العنف السيبراني مسؤولية وطنية ومجتمعية تشاركية تتطلب تضافر جهود الجميع من مؤسسات وأفراد، داعية إلى بناء فضاء رقمي آمن يحمي الحقوق ويعزز المشاركة والعدالة.
وسلطت الضوء على معاناة المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال، مؤكدة أن دعمها مسؤولية وطنية وتاريخية وإنسانية، داعية إلى تعزيز حضورها في المحافل الدولية والدفاع عن حقوقها المشروعة.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :