الكويت الاخباري

ماذا يعني ضرب مطار بورتسودان بالمسيّرات؟ - الكويت الاخباري

السودان- أثار الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الجوية بمدينة بورتسودان بـ8 مسيرات "انتحارية وإستراتيجية" فجر الأحد 4 مايو/أيار العديد من التساؤلات حول ما يعنيه هذا التطوّر الجديد في مسار الحرب بالسودان على أكثر من صعيد.

ومع اشتعال النيران وتصاعد أعمدة الدخان من القاعدة الجوية التي أصابتها مسيّرة إستراتيجية قاصدة، قللت مصادر عسكرية رفيعة بالجيش السوداني، تحدثت للجزيرة نت، من أي تأثيرات عسكرية وسياسية لهجمات المسيرات على العاصمة الإدارية التي يقيم فيها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وانتقلت إليها معظم مؤسسات الحكم عقب اندلاع الحرب بالخرطوم في 15 أبريل/نيسان2023.

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (وكالة الأنباء السودانية)

"نحو عمق العدو"

قال اللواء الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي السابق لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان للجزيرة نت إن "استخدام المسيرات لضرب المرافق المدنية هو استمرار لصفة الجبن الذي ظل ملازما لمليشيا الدعم السريع ومسانديها ولن يوقف المسير نحو عمق العدو في مدينة نيالا وكل مواقع وجوده".

وأوضح اللواء أن ضرب سلاح الجو السوداني لمطار نيالا أمس كان موجعا "للمليشيا" وستتبعه ضربات أخرى بكل قوة.

إعلان

وأفاد بأنهم يعرفون خيوط التآمر، وأن السودان بإرادته القوية لن يكون لقمة سائغة. وأشار إلى ردود غير تقليدية على اعتداءات "المليشيا" في المرحلة القادمة.

وجزم اللواء أبو هاجة باستحالة أن تُجبر المسيّرات الجيش والحكومة السودانية على الجلوس والتفاوض مرة ثانية مع "مليشيا" الدعم السريع.

وكان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله قال في بيان مقتضب إن "العدو استهدف صباح اليوم 4 مايو 2025م بمسيرات انتحارية قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعا للبضائع وبعض المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان".

وأضاف أن المضادات الأرضية تمكنت من إسقاط عدد من المسيرات، بينما تسببت مسيرات أخرى في إحداث أضرار محدودة تمثلت في إصابة مخزن للذخائر بقاعدة عثمان دقنة الجوية أحدثت انفجارات متفرقة، ولا إصابات بين الأفراد.

هدف إستراتيجي

وقال العميد بالجيش السوداني عمر عبد الرحمن باشري، للجزيرة نت، إن الهجوم بالمسيرات على بورتسودان يُعد تطورا في مراحل الحرب الدائرة ضد السودان وليس "للمليشيا" قدرة على التخطيط والقيام بمثل هذا العمل وإنما هو عمل "مرتزقة" أجانب يتم مدُّهم من داعمي "المليشيا" بالمسيرات وكل الأسلحة الموجودة.

وأفاد بأن الهجوم هو رد فعل متوقع يوضّح مدى الخسارة والضربة الموجعة التي تلقتها المليشيا وداعموها في نيالا في الساعات الأولى من صبيحة يوم أمس السبت الموافق 3 مايو/أيار بعد اعتقادهم أنهم تمكنوا من تحييد الطيران الذي دمّر أمس طائرة بعد إفراغ حمولتها من الذخائر والمسيرات وتحميلها بالجرحى من معارك النهود الأخيرة.

وأشار إلى أن الهجوم بالمسيرات على بورتسودان ليس جديدا، فقد تم من قبل استهداف القائد العام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خلال تخريج الطلبة الحربيين في منطقة جبيت وتوالت المحاولات بعد ذلك في استهداف ميناء بشائر بالقرب من مدينة سواكن ولم تكن هناك خسائر حيث تم إسقاط بعض المسيرات.

إعلان

وأكد العميد باشري قدرة القوات المسلحة السودانية على امتصاص مثل هذه الأشياء وتحويلها لطاقة إيجابية وقوة دَفعٍ تسهم في القضاء على "المليشيا".

وأضاف "نحن نثق في قيادتنا وفي تخطيطها لإدارة المعركة للوصول للهدف الإستراتيجي وهو القضاء على الدعم السريع المتمردة التي نؤكد أنها إلى زوال".

قاعدة جوية ببورتسودان تعرضت لهجوم بالمسيرات فجر الأحد 4 مايو/أيار 2025 (الجزيرة)

تذمّر المواطنين

وفيما اعتبر البعض الهجوم بالمسيرات على مطار بورتسودان رسالة من الدعم السريع وداعميهم للحكومة السودانية مفادها أننا نستطيع الوصول وضرب أهداف في أي مكان، رأى محللون عسكريون أن الهجوم بالمسيرات لن يحقق للدعم السريع أي أهداف عسكرية أو سياسية في الواقع.

وقال العميد باشري للجزيرة نت إن الهجوم بالمسيرات القصد منه خلق حالة من التذمر وسط المواطنين خاصة باستهداف محطات الكهرباء والطاقة، لكن لن يكون له تأثير كبير على مجريات الحرب التي سيتم حسمها في النهاية على الأرض.

وفي المقابل، لم يستبعد البعض أن يؤثّر الهجوم بالمسيرات الذي جاء للحدّ من تقدم الجيش السوداني، على حركة الملاحة الجوية من وإلى بورتسودان ورفع تكلفة السفر للسودان، باعتبارها الميناء البحري الوحيد والمطار الدولي الأهم الذي يعمل في السودان منذ الحرب التي ألحقت دمارا كبيرا بمطار الخرطوم.

 دعم خارجي

وقال المحلل العسكري العميد المتقاعد إبراهيم عقيل مادبو، للجزيرة نت، إن استخدام الدعم السريع للمسيرات في حربها ضد السودان وتكثيف العمل بها مؤخرا يأتي تحت ظل الهزائم التي لحقت بها في الفترة الماضية وطردها من وسط السودان والخرطوم والتضييق عليها في أم درمان وكردفان.

إعلان

وأكد أن استهدافها لمطار بورتسودان يأتي في إطار رد الفعل نتيجة للخسارة الكبيرة التي مُنيت بها في نيالا.

وبشأن ما يعنيه استخدام الدعم السريع للمسيرات، يعتقد مادبو أنه قد يشير إلى تطور في الأساليب القتالية التي باتت تستخدمها الدعم السريع، وقد يكون ذلك نتيجة لدعم خارجي ووصول إمداد جديد، والحصول على تدريب لتشغيل المسيرات، مما يعني زيادة القدرة النارية وتعزيز قدراتهم على شن هجمات أكثر فعالية.

ولم يستبعد العميد مادبو أن يؤثر استخدام المسيرات على مسار الحرب ويغير من توازن القوى في مجريات الصراع، ما لم تتخذ القوات المسلحة السودانية إجراءات سريعة وفعالة لمواجهة هذا التهديد.

أخبار متعلقة :