صنف المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا -اليوم الجمعة- حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني كيانا متطرفا، وهي خطوة تمكن المكتب من مراقبة الحزب الذي ندد بالقرار، ووصفه بأنه "يعرض الديمقراطية للخطر"، كما ندّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بما وصفه بأنه "استبداد مقنّع" في ألمانيا.
وحزب البديل من أجل ألمانيا هو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، وحل ثانيا في الانتخابات الاتحادية التي جرت في فبراير/شباط.
وتوصل تقرير أعده خبراء في 1100 صفحة إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا هو منظمة عنصرية ومعادية للمسلمين. ومن شأن هذا التصنيف أن يسهل على السلطات استخدام أساليب سرية لمراقبة الحزب، مثل تجنيد مخبرين سريين واعتراض الاتصالات.
وذكر المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا، وهو أحد أجهزة المخابرات الداخلية في ألمانيا، في بيان "المفهوم السائد للشعب داخل الحزب، القائم على العرق والأصل.. يقلل من قيمة شرائح كاملة من السكان في ألمانيا وينتهك كرامتهم الإنسانية".
وأضاف المكتب "ينعكس هذا المفهوم في موقف الحزب العام المعادي للمهاجرين والمسلمين". وقال إن الحزب أثار "مخاوف وعداء غير منطقيين" تجاه أفراد وجماعات.
إعلان
تنديد
وندد حزب البديل من أجل ألمانيا بقرار اليوم الجمعة معتبرا إياه محاولة ذات دوافع سياسية لتشويه سمعته وتجريمه. وقال الزعيمان المشاركان للحزب أليس فايدل وتينو كوبالا في بيان "سيواصل حزب البديل من أجل ألمانيا اتخاذ إجراءات قانونية ضد هذه الهجمات التشهيرية التي تعرض الديمقراطية للخطر".
وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن هذا القرار ربما يعرض التمويل العام لحزب البديل لألمانيا للخطر، في حين يواجه الموظفون المدنيون الذين ينتمون إلى منظمة مصنفة على أنها "متطرفة" خطر الفصل، اعتمادا على دورهم داخل هذا الكيان.
وربما تعوق الوصمة المجتمعية، بالإضافة إلى قيود مفروضة على التوظيف في الخدمة المدنية، قدرة الحزب على استقطاب أعضاء.
يأتي هذا القرار قبل أيام من أداء المستشار الألماني المنتخب فريدريش ميرتس اليمين الدستورية مستشارا جديدا لألمانيا ووسط نقاش محتدم حول كيفية التعامل مع حزب البديل من أجل ألمانيا في البرلمان الجديد.
وفاز الحزب بعدد قياسي مرتفع من المقاعد، مما يتيح له من الناحية النظرية رئاسة عدد من اللجان البرلمانية الرئيسية، على الرغم من أنه سيظل بحاجة إلى دعم أحزاب أخرى.
انتقادات أميركية
وفي أول رد فعل خارجي على القرار، ندّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بما وصفه بأنه "استبداد مقنّع" في ألمانيا، وقال على منصة "إكس" "هذه ليست ديمقراطية، بل استبداد مقنّع"، داعيا السلطات الألمانية إلى "التراجع" عن القرار.
وقال روبيو "ما هو متطرف حقا ليس حزب البديل من أجل ألمانيا الذي جاء ثانيا في الانتخابات الأخيرة، بل سياسات الهجرة المفتوحة التي تنتهجها السلطات، ويعارضها حزب البديل من أجل ألمانيا".
وهذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السياسة الألمانية، مما يثير استياء برلين.
إعلان
كان نائب الرئيس جاي دي فانس قد أثار استياء الألمان، والأوروبيين بشكل عام، خلال خطاب ألقاه في ميونخ (جنوب) في منتصف فبراير/شباط اعتبر فيه أن حرية التعبير "تتراجع" في أوروبا، مشيرا خصوصا إلى ألمانيا.
كذلك ندّد بالنبذ الذي يواجه حزب البديل من أجل ألمانيا، ودعا إلى إنهاء "تطويقه"، كما تحدث مع زعيمة الحزب أليس فايدل.
أخبار متعلقة :