في كرة القدم هناك لحظات تحدد مسيرة اللاعبين، فترفع البعض إلى مرتبة الأسطورة، بينما يصبح البعض الآخر ذكرى مؤلمة لا تمحى وهو ما ينطبق على مدافع برشلونة السابق جيرارد بيكيه.
كان يوم 12 أكتوبر/تشرين الثاني 2022 بمثابة ليلة حفرت عميقا في كتاب مسيرة بيكيه وغيرت حياته ومستقبله.
في ذلك اليوم، تعادل برشلونة 3-3 مع إنتر ميلان في مباراة دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا مما أدى إلى إقصاء النادي الكتالوني من المنافسة، وكان قلب الدفاع بيكيه أحد أبرز أسباب توديع برشلونة للبطولة القارية.
كانت تلك المباراة -التي أقيمت على ملعب كامب نو بحضور جماهيري كبير في مرحلة المجموعات- في طريقها لأن تصبح نهائيا مبكرا.
كان برشلونة بقيادة تشافي هيرنانديز بحاجة للفوز للبقاء في دوري أبطال أوروبا، إذ بعد الهزيمة في ميونخ والنتيجة المثيرة للجدل 1-0 في ميلانو، كان النادي الكتالوني على وشك الانهيار، وأصبح الفوز ضرورة.
الخطأ الذي فتح الصدع
تقدم الفريق الكتالوني بهدف في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول عن طريق الفرنسي عثمان ديمبيلي (40)، لكن فرحتهم لم تدم طويلا.
في الدقيقة الخمسين مرت كرة هوائية فوق دفاع البلوغرانا وبشكل غير مفهوم سمح بيكيه للكرة بالذهاب إلى حارس المرمى في إشارة إلى عدم وجود أي خطورة.
إعلان
كان بيكيه يعتقد أن لا أحد سيأتي خلفه لكن نيكولو باريلا لاعب وسط إنتر، تسلل وخطف هدف التعادل الذي قلب موازين القوى في المواجهة وتم تداول مشهد النجم الإسباني وهو يعتقد أنه أحسن تطبيق الخطة.
كان هدف التعادل الذي أحرزه باريلا مجرد بداية لمهرجان من الأخطاء الدفاعية والافتقار إلى السيطرة، مما أدى إلى التعادل 3-3.
نجح ولاوتارو مارتينيز في إحراز هدف التقدم في الدقيقة 63 قبل أن يخطف روبرت ليفاندوفسكي هدف التعادل لبرشلونة في الدقيقة 82.
وتواصلت الإثارة في المباراة، بعدما أعاد روبن غوسينس التقدم لإنتر بتسجيله الهدف الثالث للفريق الإيطالي في الدقيقة 89، غير أن ليفاندوفسكي منح الأمل من جديد لبرشلونة في الصعود بتسجيله الهدف الثالث للفريق الإسباني في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
تصدر بايرن ميونخ بفارق 5 نقاط على أقرب ملاحقيه إنتر، فيما بقي برشلونة في المركز الثالث برصيد 4 نقاط.
نهاية حزينة
أدت هذه النتيجة إلى إقصاء برشلونة، كما تم أيضا إغلاق الفصل الأخير من مسيرة بيكيه كلاعب كرة قدم محترف.
وقع بيكيه تحت مقصلة هجوم الجماهير بعدما تسبب بمنتهى الرعونة في هدف غريب في مرمى فريقه ليطالب الكثير منهم باعتزاله كرة القدم فيما نشر آخرون صورا ساخرة منه على تويتر وفيسبوك.
وبعد انتقادات الصحافة وتهميشه من طرف الجهاز الفني أعلن المدافع الإسباني اعتزاله وهو يذرف الدموع خلال خطاب عاطفي في كامب نو.
أخبار متعلقة :