كتب يوسف الشايب:
أنجز خمسة وعشرون متطوعاً ومتطوعة من بينهم فنانات وفنانون، عبر إعادة التدوير، ركناً لـ"سفارة درب التبانة"، في إطار المشروع الفني "بيت درب التبانة"، الذي نظمه منتدى الفنون البصرية، في إحدى ساحات مجمع رام الله الترويحي، مؤخراً، بإشراف ومشاركة الفنان الإيطالي باولو غيزي، وعبر استوديو الثنائي "أنطونيلة غيزي".
جاء ذلك في إطار المشروع / المعرض التفاعلي، الذي يهدف كما أشار غيزي لـ"الأيام"، إلى الإعلان عن الوحدة الإنسانية كشعوب تدعم حرية الشعب الفلسطيني، وترفض ما يحدث من إبادة في قطاع غزة وعموم فلسطين، عبر "بيت درب التبانة"، التي تشكل دولة رمزية لها سفارة باتت الآن في فلسطين، بعد عديد الدول كالبيرو، ولبنان، والأرجنتين، وإيطاليا، وغيرها، ولها علم ارتفع في رام الله، وجواز سفر أيضاً، ونشيد وطني.
وشدد غيزي على أن إقامة هذا المشروع في فلسطين يكتسب خصوصية تحقق أهدافه في العيش بسلام وحرية، تحت سماء واحدة، خاصة في ظل الظروف المأساوية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هذه الأيام، فـ"بيت درب التبانة" عمل فني يقوم على تخيل العيش في كوكب يحمل اسم مجرّتنا، لا تطرف فيه، ولا عنصرية سياسية أو دينية أو اجتماعية أو غيرها، وهذا ما يحتاجه الفلسطينيون الشعب الوحيد الذي لا يزال يعيش تحت وطأة الاحتلال وتداعياته.. "نحن لا نقدم بياناً سياسياً، بل عملاً فنيّاً ذا أبعاد إنسانيّة"، لكنه في فلسطين يكتسب معنى تضامنياً أيضاً.
وبعد عزف طلاب معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، النشيد الوطني لـ"بيت درب التبانة"، وأعده المؤلف الموسيقار الفلسطيني يوسف سخيني المقيم في إسبانيا، تفاعل الجمهور مع المشروع، من خلال مكتب التسجيل في المعرض الذي لم تحده جدران، بحيث كان الفضاء الرحب، ما أضفى طابعاً أقرب إلى الرسمية بإعلان المواطنة في مجرة درب التبانة، حيث يكتب الواحد اسمه قبل الحصول على ختم المواطنة، في إعلان رمزي للانتماء إلى فضاء لا تحده الجغرافيا، فيما أتاح مكتب الأحلام المفقودة فرصة تدوين ومشاركة أحلام المشاركين "الضائعة"، فكان أن اشترك الجمهور مباشرة في "البيت" كمشروع فني ومعرض مغاير الشكل والتكوين، شكل وحدة على المستويين الفكري والعاطفي.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، فمن خلال أكبر تلسكوب في مدينة بولونيا الإيطالية، متصل بضوء يمثل الشهب، يتوهج عند مرور أي شهاب في مدينة رام الله، ليعكس بطريقة رمزية هذه التجارب السحرية في التحقيق السريالي المتخيل للأمنيات، فمن خلال سحر الضوء يقربنا الفنان الإيطالي من مشهد الشهب العابر، متيحاً للجمهور لحظة من التأمل أطلقوا فيها أمنياتهم إلى الفضاء كما لو كانوا يرونها بأمّ أعينهم.
ووصفت ديما إرشيد، مديرة منتدى الفنون البصرية، مشروع "بيت درب التبانة" بإقامة فنية متعددة الطبقات، بحيث ضمت مجموعة من الأعمال التركيبية والتفاعلية تم إنتاجها من قبل المتطوعين على مدار سبعة أيام من العمل المكثف، بإشراف غيزي، ومجاورة الفنانتين الفلسطينيتين مجد وريم مصري، وبدعم من مؤسسة "آنا ليند"، في رسالة تهدف إلى "رؤية بعضنا البعض دون حدود"، واستشعار "الوحدة في إنسانيتنا وفي وجودنا أيضاً".
ولفتت إرشيد الى أن المعرض حقق رسالته التي أطلقها الفنان الإيطالي، وآمن بها المنتدى، والفنانون والمتطوعون المشاركون فيه، وحتى جمهوره، وتقوم على فكرة كسر الحدود بين البشر بمختلف أنواعها، والتي هي السبب في الحروب على كوكب الأرض، لذا كان الاتجاه نحو هذا التعبير الرمزي في تحقيق الآمال بعالم أفضل خالٍ من الحروب، باللجوء إلى السماء كرمز للسلام.
أخبار متعلقة :