أكد وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، أن العمل من أجل القضية الفلسطينية لا يتحقق عبر استهداف الاستقرار الوطني الأردني، بل بالتكاتف خلف القيادة الهاشمية، والجيش العربي، والأجهزة الأمنية، في إطار وحدة الموقف الأردني الثابت.
جاء ذلك خلال رعايته ندوة أقيمت، السبت، بمناسبة الذكرى الـ105 لاستشهاد كايد المفلح عبيدات، أول شهيد أردني ضحى بحياته دفاعاً عن فلسطين.
الموقف الأردني: ثبات في دعم فلسطين
شدد المومني على أن مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني راسخة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ودعم صموده في الضفة الغربية، القدس، وغزة، مستخدماً كافة الأدوات السياسية، الدبلوماسية، والإنسانية.
وأوضح أن الأردن، بقيادته الهاشمية، يمثل صوتاً عربياً حراً وصادقاً يرفض المساومة على الحقوق أو التنازل عن الثوابت الوطنية والقومية.
وأكد أن الموقف الأردني يقوم على دعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى أن هذا الهدف يمثل مصلحة عليا للأردن، ويستند إلى واجب ديني، أخلاقي، وإنساني.
إحياء ذكرى كايد عبيدات: رمز التضحية
خلال الندوة التي أقيمت لإحياء ذكرى استشهاد كايد المفلح عبيدات، أشار المومني إلى أن هذه المناسبة تعكس حضوراً قوياً في الوجدان الأردني، وفرصة لاستذكار تضحيات الأردنيين الذين آمنوا بالعروبة والحرية.
ووصف عبيدات بأنه رمز البسالة، كونه أول شهيد أردني روى بدمه ثرى فلسطين عام 1920، خلال معركة تلال الثعالب ضد المحتلين والمستوطنين اليهود والإنجليز.
وأضاف أن استذكار عبيدات بعد 105 أعوام ليس مجرد وفاء لشخص، بل تعبير عن التمسك بقيم الأردنيين وقيادتهم، وتأكيد على رفض المساومة على الأرض والمقدسات.
واعتبر أن دماء عبيدات شكلت بداية مسيرة طويلة من الكرامة والنضال العربي المشترك، مؤكداً أن الأردنيين ما زالوا على العهد في الدفاع عن الحق.
الوصاية الهاشمية: دعم مستمر لفلسطين
استحضر المومني المواقف التاريخية للقيادة الهاشمية، بدءاً من جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول، مروراً بالملك طلال، والملك الحسين بن طلال، وصولاً إلى جلالة الملك عبد الله الثاني، الذين كرسوا جهودهم لنصرة فلسطين ومقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، من خلال الوصاية الهاشمية التاريخية.
وأشاد بدور جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي يحمل راية المجد في الدفاع عن القدس وفلسطين، مدعوماً بعزم سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، ليظل الأردن قلعة ثبات في زمن التحديات.
معركة تلال الثعالب: ملحمة بطولية
تناول المتحدثون في الندوة، وهم النائب الأسبق رياض العزام، والمؤرخ بكر خازر المجالي، والدكتور محمد المناصير، والدكتور عبد الرؤوف حمادنة، ومدير التراث في وزارة الثقافة عاقل الخوالدة، سيرة الشهيد عبيدات، الذي قاد هجوماً باسلاً في معركة تلال الثعالب عام 1920.
وأشاروا إلى أن المجاهدين، بقيادة عبيدات، خاضوا معركة غير متكافئة، حيث استخدموا السيف والبندقية ضد رشاشات ومدافع وطيران المحتلين، ليسطروا ملحمة بطولية خلدت في الوجدان العربي.
وأكدوا أن عبيدات، المولود عام 1868، نشأ على الحكمة والشجاعة، وأصبح رمزاً للزعامات الأردنية، وبنى علاقات قوية مع شيوخ وزعامات بلاد الشام، مجسداً رؤيته الوطنية في مقاومة الحركة الصهيونية ومشاريعها الاستيطانية.
وفاء للشهيد ودعم لفلسطين
أعرب مشهور عبيدات، رئيس هيئة شباب كفر سوم وحفيد الشهيد، عن فخر الأردنيين بذكرى عبيدات، مؤكداً أنها تمثل استشرافاً لمستقبل واعد تحت القيادة الهاشمية.
ووجّه النظر نحو غزة، معبراً عن التضامن مع شعبها ودعم قضاياهم العادلة، ومؤكداً الالتفاف خلف جلالة الملك في نصرة فلسطين.
كما ألقى الشاعر محمد السواعير قصيدة جسدت معاني الشهادة والتضحية التي سطرها الأردنيون دفاعاً عن فلسطين والأمة العربية.
حضور رسمي وشعبي
حضر الندوة أمين وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، ومتصرف لواء بني كنانة خلدون العبادي، إلى جانب فاعليات سياسية وشعبية، في تأكيد على أهمية هذه المناسبة في تعزيز الوحدة الوطنية والتضامن مع فلسطين.
أخبار متعلقة :