تتعالى الأصوات داخل قطاع النقل العام في الأردن، مطالبة بضرورة وضع نظام جديد وشامل لسيارات "التاكسي الأصفر"، يهدف إلى تحديث القطاع، وإنقاذه من التحديات التي تواجهه، ومواكبته للتطورات التي أحدثتها التطبيقات الذكية.
ويرى أصحاب شركات وسائقو سيارات التاكسي الأصفر أن النظام الحالي أصبح قديماً ولا يلبي متطلبات المرحلة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة من شركات التطبيقات الذكية التي تعمل ضمن إطار تنظيمي أكثر مرونة وحداثة.
فجوة تنظيمية بين التقليدي والحديث
تكمن المشكلة الجوهرية، بحسب مصادر في نقابة أصحاب سيارات التاكسي، في "الفجوة التنظيمية" بين النظام الذي يحكم التاكسي الأصفر، والأنظمة التي تحكم شركات التطبيقات الذكية.
فبينما تخضع سيارات التاكسي الأصفر لتعرفة ثابتة محددة بالعداد، وقوانين صارمة تتعلق بأماكن التحميل والتنزيل، تتمتع التطبيقات الذكية بمرونة أكبر في تحديد الأسعار بناءً على العرض والطلب ( التسعير الديناميكي)، واستخدام التكنولوجيا للوصول إلى الركاب بكفاءة أعلى.
وقد أدى هذا التباين إلى تراجع كبير في إيرادات سائقي التاكسي الأصفر، ودفع الكثيرين منهم إلى حافة الإفلاس، مما يهدد استدامة قطاع حيوي يوفر آلاف فرص العمل.
أبرز المطالب لـ"نظام جديد"
تتلخص المطالب الرئيسية التي ينادي بها العاملون في قطاع التاكسي الأصفر في عدة نقاط أساسية، تهدف إلى تحقيق "عدالة تنظيمية" ومنافسة متكافئة:
السماح باستخدام التطبيقات الذكية: المطلب الرئيسي هو السماح لسيارات التاكسي الأصفر بالعمل من خلال تطبيقات ذكية خاصة بها أو الانضمام إلى التطبيقات القائمة، مما يمنحها القدرة على الوصول إلى شريحة أوسع من الركاب.
تحديث نظام التعرفة: المطالبة بإعادة النظر في نظام العدادات الحالي، والسماح بتسعير أكثر مرونة يعكس أوقات الذروة والمسافات الطويلة، أسوة بالتطبيقات الذكية.
تطبيق وطني موحد: يطرح البعض فكرة إنشاء تطبيق وطني موحد تشرف عليه هيئة تنظيم النقل البري، يضم جميع سيارات التاكسي الأصفر، لتوحيد الخدمة وضمان جودتها.
رفع مستوى الخدمة: يؤكد المطالبون بالتحديث على ضرورة ربط أي نظام جديد بمعايير جودة صارمة، تشمل تدريب السائقين، وتحديث المركبات، وضمان أعلى مستويات الأمان للركاب.
الحاجة إلى استجابة رسمية
ينظر العاملون في قطاع التاكسي الأصفر إلى التعديلات التي تدرسها الحكومة حالياً على نظام التطبيقات الذكية، كفرصة ذهبية لمعالجة هذا الخلل. ويأملون أن تتضمن التعديلات الجديدة بنوداً تفتح الباب أمام تحديث قطاعهم، ووضع إطار تنظيمي موحد وعادل يضمن بقاء "التاكسي الأصفر" جزءاً حيوياً من منظومة النقل العام في الأردن، بدلاً من تركه يواجه مستقبلاً غامضاً.
أخبار متعلقة :