في جنوب النمسا لا توجد بحيرتان متشابهتان، فلك بحيرة طابعها الخاص وميزاتها الفريدة حتى وإن جمعت بينها المياه الفيروزية الصافية والمنظر الطبيعي لولاية كارينثيا وهو الجبال الشاهقة والتلال الخضراء.
فسواء أحاطت بها التلال الممتدة أو الجبال الشاهقة، ورغم صفاء مياهها المنعشة والصالحة للشرب والسباحة تحتفظ كل بحيرة بسرها الخاص الذي لا تطلع عليه سوى زائريها الذين يبحثون عن دفء الشمس والمياه الفيروزية المنعشة، قبل الجلوس في أحد المطاعم المطلة على البحيرة، وتذوق المأكولات الشهية من المطبخ الألبي الأدرياتيكي الخاص بمنطقة كارينثيا.
وورثرسي.. ملتقى اليوغا والتزلج
ففي بحيرة وورثرسي أكبر بحيرات كارينثيا التي تمتد على طول يتجاوز 16 كيلومترا، ترتبط أمواج البحيرة وحركتها الخفيفة بإيقاع الحياة وتنوعها في مدينة كلاغنفورت التي تنام على الضفاف، ويرتبط اسمها باسم البحيرة.
فالبعض يجد الراحة والهدوء والطمأنينة في ممارسة رياضة اليوغا على منصة رصيف البحيرة، حيث يتأمل زنابق الماء ويراقب الأمواج اللطيفة التي تظل تنكسر على الضفاف العشبية إلى ما لا نهاية، بينما يستعد البعض الآخر لممارسة أول تجربة له في التزلج على الماء.
وحتى بعد الغروب لا تهدأ الحياة عند وورثرسي، إذ تظل العائلات والأصدقاء على الشاطئ لقضاء أوقات ممتعة، أو يتوجهون إلى العديد من المقاهي والمطاعم المطلة على البحيرة.
فاكرسي.. مياه منعشة ومتجددة
تقع بحيرة فاكرسي في الجنوب الشرق لمدينة فيلاخ، ثاني مدن كارينثيا على وادي درافا وعند سفح سلسلة جبال كارافانكن التي تشكل بداية سلسلة الألب النمساوي الشهيرة، وهي تمتد على مساحة 2.2 كلم مربع، وبعمق يصل إلى 29.5 مترا.
وتشتهر البحيرة بلونها التركوازي النقي والمياه عالية الجودة والصالحة للشرب، وتبلغ درجة حرارة الماء صيفًا بين 24 و27 درجة مئوية، مما يجعل السباحة فيها أمرا ممتعا ومنعشا يمنح الإنسان طاقة متجددة.
إعلان
وتجري عديد الأنشطة الرياضية على ضفاف فاكرسي أهمها الرياضات المائية: مثل الإبحار وركوب الأمواج الشراعية، والكاياك، ركوب الألواح والكانو، فضلا عن السباحة والاستجمام وصيد الأسماك.
وعلى الضفاف توجد رياضات ركوب الدراجات والمشي بفضل العديد من المسارات التي أعدت حول البحيرة وحول التضاريس المجاورة، منها حلقة مشي لمسافة 11.4 كلم، وطرقات جبلية مخصصة لركوب الدراجات، كما يمكن زيارة قلعة فِينكينشتاين لحضور حفلات أو لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة.
وتتميز البحيرة ومحيطها بجودة عالية بفضل تجدد المياه كل 20 شهرا نتيجة للينابيع العديدة ولجريان الجداول والأنهار الصغيرة النازلة من المرتفعات الجبلية المجاورة، كما أدى حظر المحركات التقليدية على القوارب للحفاظ على نقاء البيئة.
ميلشتاترسي.. التقاء الطبيعة والثقافة
تُعد ميلشتاترسي ثاني أكبر بحيرة في ولاية كارينثيا، حيث يمتد طولها على مدى 12 كلم ويصل عمقها الأقصى إلى 142 مترا، وهي تتميز بطابعها الصيفي الدافئ، إذ ترتفع درجة الحرارة إلى ما بين 25 و27 مئوية، وهي محمية بشواطئ صخرية تخفي خلجانا هادئة ومياه صافية كالكريستال.
وتتعدد الأنشطة في البحيرة على غرار السباحة والرحلات البحرية والتجديف بالقوارب، ورياضة الدراجات على مسار طوله 28 كلم، بالإضافة إلى مسارات طبيعية ممتدة من البحيرة إلى القمم المحيطة حيث يتمتع الزائر بالمشاهد الطبيعية البانورامية.
ويمتاز محيط البحيرة بمشاهد فريدة بدءا من الخلجان المعزولة على الجانب الجنوبي التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالقوارب، وصولاً إلى المروج الألبية الهادئة على الهضبة في الشمال، كما تنشط الحياة الثقافية حيث يضفي دير بنيديكتين ومهرجانات الموسيقى والغيتار، بالإضافة إلى فيلات كلاسيكية، على البلدة نكهة تاريخية مميزة.
ومع الغروب يتمتع الزوار بمشهد بانورامي، يتميز بلعبة الألوان على سطح البحيرة وحدائقها، ويكون ذلك إيذانا ببدء السهرات المنعشة في المقاهي والمطاعم المحيطة، حيث يتمتع الزوار بألذ الأطباق المحلية التي تتسم بالتنوع والأصالة.
وبالإضافة إلى هذه البحيرات، توجد في ولاية كارينثيا بحيرات أخرى كثيرة لكل منها ميزاتها الخاصة، وعوامل تفردها سواء الطبيعية والبيئية أو على مستوى الأنشطة الممارسة على ضفافها، وعلى صفحة مياهها.
ومن أبرز هذه البحيرات بحيرة فايسنسي التي تقع على ارتفاع 930 مترا وبطول يبلغ 11.6 كلم وعمق يبلغ نحو 97 مترا، وهي تقدم أنشطة شاملة مثل السباحة والغوص والمشي (أكثر من 200 كلم من المسارات)، وركوب الدراجات الجبلية (أكثر من 100 كلم)، والقوارب الخشبية وركوب الخيل.
وأما بحيرة أوسياخ الواقعة في شمال فيلاخ فتُعد ثالث أكبر بحيرة في كارينثيا، وهي مثالية للإبحار وركوب الأمواج الشراعية، ومنها يمكنك مراقبة الطيور في مستنقع بلايستاتر مور، وحضور حفلات موسيقية في دير أوسياخ، أو زيارة القرود والنسور في قلعة لاندسكرون.
إعلان
وعلى بحيرة كلوباين تستطيع "استنشاق" أشعة الشمس وسط أجمات القصب والمشي الخفيف أو جولات ركوب الدراجات العابرة للحدود، أو إطلالة داخلية بانورامية على جبال كارافانكن، أو خارجية على الشاطئ، أو فوق المرعى الألبي.
أخبار متعلقة :