كشف مدير المركز الوطني للطب الشرعي في وزارة الصحة، د. ماجد الشمايلة، عن دور المركز في اكتشاف قضية وفاة 9 أشخاص، بينهم سيدة ستينية، بعد تناولهم مشروبات كحولية تحتوي على "الميثانول" في الزرقاء، مع إبلاغ الجهات الأمنية والقضائية والصحية للتحرك على الفور وإجراء تحقيقاتها حول ذلك.
وقال د. الشمايلة في تصريح خاص لـ"رؤيا أخبار" إن نتيجة تشريح الجثة التي وصلت إلى طب شرعي الزرقاء، الخميس، وتعود لرجل أربعيني، كان يعاني من نزف في البنكرياس، وأظهر تشريحه نتيجة سلبية (أي لا يوجد سبب واضح للوفاة، كما لا توجد مؤشرات لشبهة جنائية).
وفي اليوم التالي، وصلت جثة أخرى لرجل أربعيني آخر، أظهر تشريحه ذات النتيجة (سلبي).
وأوضح د. الشمايلة أن التشابه بين نتيجة الوفاة للمتوفى الأول والمتوفى الثاني دفع الطبيب الشرعي إلى أخذ عينات للسمّية من الوفاتين، وهذا إجراء معمول به في حالات التشريح السلبي، وحسب الحالة.
وقال د. الشمايلة إن ارتفاع عدد الوفيات إلى 9 مع تشابه الأعراض، وظهور بعض نتائج العينات، تبين من خلالها وجود ارتفاع في مادة الميثانول بنسب متفاوتة في عينات الجثث السبع.
وقال د. الشمايلة إنه تم إخطار الجهات القضائية والصحية بنتائج العينات الأولية بعد الكشف عن التسمم بـ"الميثانول"، وعلى إثر ذلك تم فتح تحقيق شرطي من قبل مديرية الأمن العام، وأُعلن عن نتائجه في بيان أمني صادر عنها.
من جهته، أعلن مدير إدارة الشؤون الفنية في وزارة الصحة، ورئيس اختصاص طب الطوارئ، الدكتور عماد أبو يقين، عن تسجيل 10 حالات تسمم خطيرة إثر تناول مادة كحولية تحتوي على الميثانول، نُقلت من محافظات الزرقاء وعمّان والبلقاء.
وأوضح أبو يقين لـ"رؤيا أخبار" أن جميع الحالات (17) التي وصلت إلى المستشفيات كانت في وضع صحي حرج، نتيجة التسمم بمركب الميثانول، وقد خضع من استدعت حالته لعمليات غسيل دم (ديلزة) عند تقييمه من قبل الأطباء، وذلك لتقليل الحموضة في الدم.
وأشار إلى أن بعض المرضى ممن وصلوا في حالة فقدان وعي، تم وضعهم على أجهزة التنفس الاصطناعي، وجميع الحالات تخضع للعلاج في قسم العناية الحثيثة.
وأكد أبو يقين أن مادة الميثانول شديدة السمية وخطرة على صحة الإنسان، ومن غير الصحيح استخدامها من قبل الإنسان، وفور دخولها الجسم تتحول من ميثانول إلى حمض النمليك، وتتحول إلى مادة سامة تؤثر على مكونات الدم وعمل الخلايا.
وقال إن الميثانول يؤدي إلى رفع حموضة الدم، وارتفاعها خطير جداً على الصحة، منوهاً إلى أن جميع الحالات التي تخضع للعلاج تم التعامل معها وفق بروتوكول طبي.
وقال إن الحالات التي وصلت إلى المستشفيات في 3 محافظات: الزرقاء، والبلقاء، والعاصمة، كانوا يعانون من فقدان للوعي واضطرابات في العلامات الحيوية.
وكانت مديرية الأمن العام قد أعلنت في وقت سابق، في بيان رسمي صادر باسمها، عن تسجيل 9 وفيات وإصابة 17 بتسمم الكحول الميثيلي "الميثانول"، وأن متابعة التحقيق بقضية وفيات الزرقاء نتيجة تناول مادة الكحول الميثيلي (الميثانول) تمكّنت من تحديد مصدر تلك المادة من أحد مصانع المشروبات الكحولية المرخّصة.
وأفاد البيان الأمني أن فريق التحقيق عمل منذ لحظة تلقي البلاغات والتقاط العينات من مسرح الحادث، وظهور نتائج الفحوصات المخبرية، على جمع عدد كبير من العينات من محال بيع المشروبات الكحولية في مدينة الزرقاء، حيث عُثر على مادة الكحول الميثيلي (الميثانول) في عدد من المنتجات الكحولية التي تم الاستدلال على أنها تُنتَج في ذلك المصنع وبأسماء تجارية مختلفة، وجرى على الفور التوجه إلى المصنع المنتج لتلك المشروبات، وأخذ عينات متنوعة من داخله، لتظهر آثار لتلك المادة داخل إحدى خزانات خطوط الإنتاج والتعبئة بعد إجراء الفحوصات المخبرية.
وأضاف أنه جرى، وبالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء، إغلاق المصنع والتحفّظ على محتوياته، وإلقاء القبض على المسؤولين عن تشغيله، وبوشر التحقيق معهم تمهيداً لإحالتهم للقضاء.
ولفت إلى التنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء لجمع الكميات المنتجة والمباعة من المصنع لمحال بيع المشروبات الكحولية، سواء بشكل مباشر أو عن طريق الموزعين.
أخبار متعلقة :