ماذا قال روبرت دريفوس وإن كيد وهيرمان إيلتس وجيفرسون كافرى وروبرت بير وبرنارد لويس عن غدر جماعة الظلام؟
ما سبب اجتماع حسن البنا مع رجل المخابرات الأمريكية فى منزل الشيخ محمد سرور بميناء جده فى بداية الأربعينيات
بقلم/ أحمد سليمان
[email protected]
هناك حقائق لابد أن يعرفها الشعب المصرى عن جماعة الظلام التى حكمت مصر لمدة عام ، كان أسوأ الأعوام التى مرت فى تاريخها ، وبالعودة سريعا إلى تاريخ نشأة جماعة إخوان الشياطين نكتشف أن الخيانة والغدر والتآمر فى دمائهم والغاية عندهم تبرر الوسيلة، ولا يعترفون بالوطن كما قال كبيرهم من قبل "طظ فى مصر".
وفى كتابه الخطير "لعبة الشيطان"،أو (Divel,s Game) أورد الكاتب الأمريكى روبرت دريفوس ما قاله "إن كيد" رجل الاستخبارات الأمريكية فى الخمسينيات:
"لقد أسست الولايات المتحدة التطرف الاسلامى ليكون شريكا لها خلال فترات تنفيذ مشروع الامبراطورية الامريكية فى الشرق الاوسط منذ دخولها المبكر فى المنطقة وحتى سيطرتها العسكرية التدريجية، وانتهاء بتوسعها بالوجود العسكرى على أرض المنطقة، وأخيرا تحول الولايات المتحدة إلى ذراع احتلال عسكرى فى العراق وافغانستان.
لم تكن موسكو هى العدو الوحيد للولايات المتحدة، بل القوميون الجدد مثل الرئيس جمال عبد الناصر فى مصر ومحمد مصدق رئيس وزراء إيران، واستغلت الولايات المتحدة وبريطانيا الاخوان المسلمين ضد جمال عبد الناصر حتى لا يتحول إلى زعيم القومية العربية.
وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر فى بداية السبعينيات وتراجع القومية العربية أصبح الاخوان المسلمون قوة مهمة وأقامت الولايات المتحدة وبريطانيا تحالفا مع الاخوان المسلمين، ويقول الكاتب الأمريكى روبرت دريفوس فى الكتاب: ليس من المبالغة التأكيد على أهمية الأثر الذى خلفه حسن البنا إلى الحد الذى يمكن معه القول إن الحرب على الإرهاب التى ستأتى فى القرن الواحد والعشرين ستمثل حربا على سلالة حسن البنا وإخوانه.
ويقول هيرمان إيلتس الدبلوماسى الأمريكى فى جده ورجل المخابرات السابق فى شهادته التى وردت بالكتاب نفسه إنه التقى حسن البنا لأول مرة فى السعودية فى بداية الاربعينيات حيث اعتاد حسن البنا السفر إلى السعودية للحصول على المال ، وكان ذلك فى منزل الشيخ محمد سرور الصبان نائب وزير المالية السعودى وقتها والذى كان مسؤولا عن الأمور المالية لجماعة الإخوان المسلمين، ودار حديث طويل عن الدور المطلوب من جماعة الإخوان خلال الفترة التالية.
أضاف ايلتس: لقد كانت جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها لديها ذراع عسكرية سرية تقوم بالأعمال الارهابية للتخلص من خصومها السياسيين، وكان حسن البنا يلتقى بانتظام مع أحد زملائى بالسفارة الأمريكية بالقاهرة لأن الإخوان المسلمين كانوا من العناصر المهمة سياسياً للولايات المتحدة التى كانت حريصة على استمرار التواصل معهم.
يؤكد إيلتس أن حسن البنا كان عميلاً للاستخبارات الأمريكية منذ لقاء جدة والقاهرة لأن الأهداف مشتركة وهى الوصول لحكم مصر.
ويقول مؤلف الكتاب دريفوس: فى أواخر صيف عام 1953 كان المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض مسرحا لمقابلة بين الرئيس الأمريكى دوايت إيزنهاور وسعيد رمضان ذى ال 27 عاماً والذى تزوج وفاء البنا ابنة حسن البنا وكان سعيد رمضان يبدو مسالما على الرغم من أن المشهور عن الاخوان المسلمين منذ نهاية الاربعينيات أنها منظمة من المتطرفين والارهابيين وقام اتباعها بقتل العديد من المسؤولين المصريين وعلى راسهم رئيس الوزراء المصرى محمود فهمى النقراشى واصبح سعيد رمضان فيما بعد المنظم الدولى الرئيسي لجماعة الاخوان حتى وفاته عام 1995.
اضاف مؤلف الكتاب: لم يكن وجود سعيد رمضان فى المكتب البيضاوى بمحض الصدفة ولكن كان السبب الرئيسى لوجود رمضان هو حضور منتدى عن الثقافة الاسلامية بجامعة برينستون وهذا المنتدى كان من تنظيم الحكومة الأمريكية التى اختارت المشاركين فيه بعناية ودقة ليكونوا متعاونين معها على نحو يعود بالفائدة على الولايات المتحدة ، ولم تكن الحكومة الامريكية غافلة عن من هو سعيد رمضان.
يقول المؤلف : وفى حوار مع السفير الأمريكى جيفرسون كافرى ـ الذى كان قد أوصى بحضور سعيد رمضان منتدى جامعة برنستون ويزور البيت الابيض ـ إنه سوف يكون سعيدا إذا تم اقصاء العديد من الضباط الأحرار فى مصر، وفى الوقت نفسه عقد تريفور ايفانز الدبلوماسى البريطانى بالقاهرة وضابط الاستخبارات البريطانية السابق اجتماعا على الاقل مع حسن الهضيبى مرشد الاخوان وهو الاجتماع الذى اعتبره جمال عبد الناصر خيانة وسببا كافيا لضرب صفوف الاخوان فى مصر.
وفى بداية عام 1954 بدأت حرب الاخوان ضد الطلاب الوطنيين المؤيدين للرئيس عبد الناصر بجامعة القاهرة وكتب انور السادات مقالاً وقتها هاجم فيه جماعة الاخوان وقال انها تتخفى وراء الدين ، وبعد يومين أصدر الرئيس جمال عبد الناصر مرسوما أعلن فيه الاخوان جماعة ارهابية واتهمهم بانهم مخلب بريطانيا وقال المرسوم ان ثورة يوليو لن تسمح بعودة الفساد متخفيا فى ثوب الدين.
ويقول روبرت بير ضابط الاستخبارات الأمريكية السرى إن المخابرات تبنت فكرة استغلال الاخوان ضد عبد الناصر ، ووصف بير فى كتابه ( النوم مع الشيطان) الخطوط العريضة للمؤامرة الأمريكية فقال:
" البيت الأبيض يعتبر الاخوان المسلمين حليفا ساكنا وسلاحا سريا ضد الشيوعية وبدأت تلك الجهود السرية فى الخمسينيات على يد الاخوين دالاس .. "آلان" فى المخابرات ، و"جون فوستر" فى الخارجية، وذلك عندما وافقوا على تمويل السعودية للاخوان فى مصر ضد عبد الناصر فى ضوء قلق واشنطن".
يضيف روبرت بير رجل المخابرات الأمريكية فى كتابه :" وبينما كانت كل من بريطانيا وامريكا تلعبان بالنار لتهيئة فرق الاغتيال من الاخوان المسلمين ضد عبد الناصر كانت هناك أدلة على أن الاخوان يتعاونون مع جماعة ارهابية فى ايران تسمى "مريدى الاسلام" وكان أحد مؤسسيها زعيم دينى ايرانى تعاون مع المخابرات الامريكية لاقالة محمد مصدق رئيس وزراء ايران.
وقال ضابط المخابرات البريطانى السابق برنارد لويس إن قرار الاخوان المسلمين بالجهاد ضد عبد الناصر يرتبط فى جزء كبير منه بعلاقاتهم مع الجماعة الاسلامية فى ايران التى بدا انهما يشتركان فى الخط نفسه من العنف والمثالية والورع والارهاب.
كل هذه الشهادات من رجال المخابرات البريطانية والامريكية تؤكد أن جماعة الإخوان لا تستطيع العيش دون علاقات حميمية مع المخابرات الأمريكية والبريطانية لتحقيق أغراضها فهى تطبق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت الخسائر لمصر والمصريين.
هذه هى جماعة الإرهاب التى كانت تحكم مصر وكانت ستقودها إلى الدمار والخراب والانهيار بعد بيعها بأبخس الاثمان لأعداء الوطن، لولا التدخل الإلهى لإنقاذ مصر على يدى أحد أبنائها المخلصين الأوفياء الذى اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون سبباً من أسباب حفظها وأمانها وقوتها.
اللهم احفظ مصر بحفظك، وأكرمها بكرمك، وأعزها بعزتك، وقوها بقوتك، وآمنها بأمنك، واكتب لها الخير من واسع فضلك وكرمك.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :