“كذب إعلامي فاضح”.. ترامب يقصف وسائل الإعلام الأمريكية إثر تسربات نووية
بعد أيام قليلة من إعلان الولايات المتحدة عن عملية جوية وصفت بـ "التاريخية"، تواصل الاحتكاك الإعلامي والدبلوماسي حول مدى نجاحها. فالأميركيون و"بعض الحلفاء" يقولون إنها "دمرت" منشآت نووية إيرانية، بينما تقارير استخباراتية داخلية وتنسيقية مع إسرائيل والوكالة الدولية للطاقة الذرية تضعف هذه الرواية، وتطرح سؤالًا كبيرًا: هل ضربت المنشآت بالفعل؟ أم أن الضربة كانت مجرد دعاية عسكرية للعودة إلى طاولة المفاوضات؟
ترامب يشن هجومًا ناريًا على الإعلام الأمريكي
تفجّرت أزمة إعلامية جديدة من قلب البيت الأبيض، بعد إعلان تقارير استخباراتية بأن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية لم تُدمّر البرنامج بشكل كامل. وقد ردّ الرئيس دونالد ترامب بقسوة على هذه التسريبات، متهـمًا الإعلام بتشويه الحقيقة وإهانة جهود الجيش.
???? 1. ماذا كشفت التقارير الاستخبارية الداخلية؟
شبكة CNN نقلت عن تقرير الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA) أن الضربة لم تحقق "تدميرًا شاملًا"، بل أرجأت البرنامج النووي الإيراني “لشهور فقط”، ولم تستهدف المنشآت تحت الأرض بنجاح.
تقرير يورونيوز أشار إلى أن إيران سحبت كميات من اليورانيوم قبل الهجمات، ما قلل من تأثير الضربة.
????️♂️ 2. تصريحات إسرائيل والوكالة الدولية للطاقة الذرية
السلطات الإسرائيلية أكدت أن الضربة قضت على مفاعلات فوردو تحت الأرض وأعاقت البرنامج النووي لعامين، حسب تحليلهم الاستخباري.
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، غروسي، وصف الحالة بأنها "مختلفة تمامًا"، وأكد أن عملية التقييم لا تزال جارية، وأن مفتشي الوكالة لم يتمكنوا من الوصول للتأكد من حجم الأضرار.
????️ 3. الحرب الكلامية.. رد ترامب العنيف
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من هولندا، هاجم الإعلام الأميركي بشراسة، واصفًا كل من CNN وMSNBC وNew York Times بـ "القمامة" و"سقطة فاشلة"، واتهمهم بمحاولة تقويض ضربته العسكرية.
وصف التقرير الاستخباري المُسرّب بأنه "كذب تمامًا"، واعتبره مظاهرة من "المؤامرة السياسية" ضد إنجازاته.
البيت الأبيض وصف المُبلغ عنه بـ "الخائن الصغير"، وفقًا لتصريحات المتحدثة كارولين ليفت.
⚔️ 4. تحليل ميداني: لماذا تتباين التقييمات؟
أ‑ الغارات الجوية
استخدمت القنابل الضخمة الموجهة ضد الملاجئ وأعطيت معلومات لجيوش أميركية وإسرائيلية ليلًا 21 يونيو، أُعلن أنها ضربت فوردو، ونطنز، وأصفهان.
ب‑ بعد الضربة
الإدارة الأميركية المبدئية أعلنت نجاح الضربات "على سطح الأرض" حتى قبل ورود تحليل دقيق.
التقرير يُظهر أن المنشآت تحت الأرض نجت، وأن إيران ربما نقلت اليورانيوم قبل الضربات، مما قلل من فعاليتها.
5. ما الذي بين المتوسطين؟
6. تداعيات استراتيجية ودبلوماسية
داخل البيت الأبيض، تصاعد الغضب ضد الإعلام وتسريبات خبراء الأجهزة الاستخبارية المتحفّظين، تم فتح تحقيق بمشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لمعاقبة المُبلّغين.
ساحة الصراع دخلت عصر "الضربة الإعلامية" قبل الضربة العسكرية؛ مما خفّض من المصداقية العامة، وأثار جدلًا حول الوقوع في "فخ العرض الإعلامي" بدلًا من تحقيق نصر عسكري موثّق.
قد يُجبر الغموض إيران على العودة لطاولة المفاوضات، لكن دون ضمان دبلوماسي قوي، وقد يعتبر البعض الضربة رمزية فقط.
ترامب أمام الصحفيين لقمة الناتو في لاهاي:
"عندما أرى CNN طوال الليل، يحاولون القول 'ربما لم تُدمّر المنشآت كما ظننا'، لقد دُمّرت فعلًا، يجب أن يعتذروا للطيّارين."
اتهامات بالتحامل والكذب:
"CNN وMSNBC أعداء، خاسرون جبناء، بطولة مقاتلينا تُشَوه بذرائع زائفة."
اتهام بالتسريبات المريبة:
"التقرير الاستخباراتي فرّغ من الدقة... تسريباته نابعة من عميل صغير في الوسط الاستخباراتي."
مطالبة رسمية بالتحقيق:
المتحدثة كارولين ليفت: "التسريب خيانة ويجب معاقبة المُبلّغ"، في تصريح علني، متوعدة بـ "رد حاسم".
???? الرئيس والإعلام
لماذا الحرب الكلامية؟
المواجهة تكشف التوتر بين المعلومة الاستخباراتية والمشهد السياسي: الإدارة رهنت مصداقيتها بانتصار عسكري، ونكسة تطوير الحقيقة ضربت في العمق.
الضغط السياسي الداخلي: ترامب يدافع عن صورته ويسعى لتظهير "انتصار كامل"، فيما التسريبات تحط من هيبة القرار العسكري.
السؤال المركزي: هل تصحيح الإعلام لنقل الحقيقة أم دليل إضافي على التوتر السياسي بين المؤسسات؟
ثنائية "ضربة فعلية مقابل تراجع جزئي"، أشعلت حربًا كلامية عنيفة بين الرئيس وإعلامه. ترامب شنّ هجومًا ملفتًا، لكن السؤال يبقى: هل سينتصر في هذه المعركة الإعلامية، أم ستظل الحقيقة مثار شكوك متواصلة.
أخبار متعلقة :