الكويت الاخباري

البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخوارزميات - الكويت الاخباري

يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الاختراعات في العصر الحديث، إذ لم يعد فكرة خيالية، بل أصبح واقعا يدخل في تفاصيل حياتنا اليومية، ومن هنا جاء الحوار مع البروفيسور الهندي عبد الغفور الهدوي كوناتودي، حول ورقته "الاستشراق والثورة الرقمية"، التي قدمها في مؤتمر الاستشراق الدولي بالدوحة، والمنعقد في الفترة بين 24 و28 أبريل/نيسان 2025. والتي أثارت العديد من الأسئلة.

وكوناتودي، ولد عام (1989)، في بونمالا، مقاطعة مالابورم، ولاية كيرالا، الهند. يحمل دكتوراه في علم اللغة العربية، وشهادة ما قبل الدكتوراه في علم العروض العربي، من مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو، نيودلهي، الهند، وحامل شهادة الماجستير في اللغة الإنجليزية وآدابها، جامعة أنديرا غاندي الوطنية المفتوحة، الهند (2016)، وشهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية مع المرتبة الأولى، جامعة دار الهدى الإسلامية، كيرالا، الهند (2010)، أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية بكلية الجامعة الحكومية التابعة لجامعة كيرالا بالهند.

يقول الهدوي "عندما دخلنا العصر الرقمي، أعاد الاستشراق تشكيل نفسه بأدوات رقمية جديدة". ويضيف "فالاستشراق الرقمي هو في الحقيقة امتداد حديث للاستشراق الكلاسيكي"، ويبين في حديثه للجزيرة نت أن "الأفكار الاستشراقية في هذه الأيام لا تنحصر في كتب الرحالة أو مقالات الباحثين، بل صارت تنساب في صمت من خلال الخوارزميات، ومحركات البحث، وأنظمة التوصية، وحتى في النصوص التي تنتجها تطبيقات الذكاء الاصطناعي".

مؤكدا على أن نماذج الذكاء الاصطناعي "لا شك أنها تعيد إنتاج الصور النمطية التي طالما رسخها المستشرقون عن الإسلام والعرب"، فإلى الحوار:

نماذج الذكاء الاصطناعي هي مرايا تعكس ما تغذى به من بيانات (شترستوك)

الاستشراق الرقمي، ماذا عن هذا المصطلح؟

إعلان

الاستشراق لطالما استخدم الوسائل الإعلامية والمعرفية المتاحة في كل عصر لبناء صور معينة عن الشرق. وعندما دخلنا العصر الرقمي، أعاد الاستشراق تشكيل نفسه بأدوات رقمية جديدة.

فالاستشراق الرقمي هو في الحقيقة امتداد حديث للاستشراق الكلاسيكي، لأن الأفكار الاستشراقية في هذه الأيام لا تنحصر في كتب الرحالة أو مقالات الباحثين، بل صارت تنساب في صمت من خلال الخوارزميات، ومحركات البحث، وأنظمة التوصية، وحتى في النصوص التي تنتجها تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

فالصور النمطية القديمة التي أشاعها الغرب عن الشرق قد استعارت في هذه الأيام لغات التقنية، فباتت تستعاد دون وعي منا عبر شاشاتنا اليومية ومنصاتنا الرقمية.

كيف يتم تمثيل الإسلام والعرب في أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي الغربية والشرقية؟

نماذج الذكاء الاصطناعي إن هي إلا مرايا تعكس ما تغذى به من بيانات. وهذه البيانات عندما تأتي من فضاءات رقمية تهيمن عليها سرديات غربية، لا شك أنها تعيد إنتاج الصور النمطية التي طالما رسخها المستشرقون عن الإسلام والعرب.

لذا نلمس في النماذج الغربية مثل "شات جي بي تي"، "غوغل جيميني" و"جروك"، وغيرها ميلا إلى تصوير الإسلام من منظور ضيق، يربطه بالعنف أو التطرف، وتعريف الهوية العربية ضمن سياقات النفط والصراعات والتقاليد الجامدة.

أما في النماذج الشرقية، فنجدها تقدم سرديات تصور المجتمعات العربية كصور تراثية ساكنة، أو كيانات بعيدة عن الحداثة، وغير فاعلة في المشهد العالمي المعاصر.

إلى أي مدى تظهر التصورات النمطية، التي خلقها الاستشراق الكلاسيكي عن الإسلام والعرب، في أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي "شات بي جي تي"، الذي يعد نتاجا لبيئة تقنية أميركية، و"ديب سيك" الذي ينتمي إلى السياق الصيني؟

تظهر التصورات النمطية التي رسخها الاستشراق الكلاسيكي في مخرجات نماذج الذكاء الاصطناعي بطرق متباينة، إذ تتلون بحسب السياق الثقافي والتقني الذي نشأت فيه كل منظومة.

ففي حالة "شات جي بي تي"، باعتباره وليد بيئة أميركية ليبرالية، نلحظ ميلا إلى إعادة إنتاج سرديات مألوفة في الغرب، لا سيما تلك التي تضع الإسلام في ارتباط دائم مع قضايا العنف أو حقوق المرأة أو الحريات، حتى وإن غلفت هذه الطروحات بخطاب معتدل يخضع لتوازنات السياسة الثقافية السائدة.

بالمقابل، يبدو "ديب سيك"، النموذج الصيني، أكثر تحفظا. فهو يعكس توجه دولة مركزية تتوجس كثيرا من قضايا الهوية والدين، فيقدم تمثيلا مختزلا ومسطحا للعرب والمسلمين، خاصة حين يتعلق الأمر بالشأن الداخلي المرتبط بالأقليات الدينية.

الإشكاليات الأخلاقية والفلسفية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ليست طارئة عليه، بل تنبع من صميم بنيته (شترستوك)

أصبح الذكاء الاصطناعي يشكل ركيزة أساسية في مختلف المجالات العلمية والصناعية، ما أبرز إسهامات الذكاء الصناعي؟

يمثل نمو الذكاء الاصطناعي وانتشاره ثورة كبرى في تاريخ التقنية الحديثة. قد أسهمت هذه الثورة في إعادة تعريف علاقة الإنسان بالتقنية، حيث طورت أنظمة ذكية قادرة على التفاعل واتخاذ قرارات معقدة في ميادين مختلفة مثل الطب والتعليم والاقتصاد والأمن.

إعلان

ففي مجال الطب مثلا، يستخدم الذكاء الاصطناعي في التشخيص الدقيق، والتنبؤ بالأمراض، وتسريع اكتشاف الأدوية. وفي قطاع التعليم، يتيح بيئات تعلم تفاعلية تتكيف مع احتياجات المتعلمين.

أما في القطاع الصناعي، قد تغير منطق الإنتاج بفضل الأتمتة الذكية، والصيانة التنبؤية، والتصميم القائم على المحاكاة. وحتى المركبات ذاتية القيادة التي كانت مجرد حلم، أصبحت اليوم جزءا من واقع تقني يومي. وحقا، هذه ثورة صامتة تعيد تعريف علاقتنا بالمعرفة والعمل والزمن.

هل تحدثنا عن فروع الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو مظلة واسعة تضم عدة فروع متخصصة. من أبرز هذه الفروع "التعلم الآلي"، وهو الذي يمنح الأنظمة قدرة على تحليل البيانات والتعلم منها من دون تدخل بشري مباشر. إلى جانبه، ترد "معالجة اللغة الطبيعية"، التي تمكن الحواسيب من فهم النصوص والكلام والتفاعل مع الإنسان، كما يظهر في تطبيقات الترجمة والمساعدات الرقمية.

أما "الرؤية الحاسوبية"، فهي تكسب الآلة القدرة على تحليل الصور والفيديوهات، وتستخدم في مجالات الأمن والطب والصناعة. ومن فروعها أيضا "الروبوتات الذكية"، التي تدخل اليوم مجالات دقيقة كالجراحة والرعاية والخدمات.

ولكن الأكثر حضورا من فروع الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية هو "الذكاء الاصطناعي التوليدي"، الذي نراه في النماذج القادرة على إنتاج نصوص وصور وموسيقى وحتى رموز برمجية جديدة.

هل هناك إشكاليات أخلاقية وفلسفية رافقت الذكاء الاصطناعي؟

الإشكاليات الأخلاقية والفلسفية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ليست طارئة عليه، بل تنبع من صميم بنيته. فحين تبدأ الآلة في تقليد العقل البشري، تنشأ أسئلة ملحة، مثل: من يملك سلطة القرار؟ ومن يحاسب حين تخطئ الخوارزميات في قراراتها؟

ومن منظور فلسفي، يعيد ذلك إحياء سؤال قديم: هل يمكن للمنطق الرياضي أن ينتج حسا أخلاقيا أو قيما إنسانية؟ وبحسب تقارير حقوقية وأخبار دولية، يشتبه في توظيف أنظمة الذكاء الاصطناعي في عمليات عسكرية تستهدف مناطق مدنية، كما في استخدام إسرائيل لهذه الأنظمة في قطاع غزة لقتل آلاف الأطفال والمدنيين الأبرياء.

كل ذلك يثبت أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقدم تكنولوجي، بل اختبار أخلاقي عميق لقدرتنا على إبقاء "الإنسان" في قلب كل قرار.

التحيز في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خلل تقني، بل إشكالية أخلاقية ومجتمعية تستوجب تدخلا عاجلا (شترستوك)

برأيكم هل هناك تحيز بالنسبة للذكاء الاصطناعي؟

نعم! إن التحيز في الذكاء الاصطناعي قضية شائكة تتطلب اهتماما عاجلا. تبدأ قصة التحيز فيه من البيانات. فالبيانات -كما نعرف- هي المادة الخام التي تبنى عليها نماذج الذكاء الاصطناعي. فإذا كانت مشبعة بتمييزات قائمة في الواقع -على أساس العرق أو الدين أو النوع أو الوضع الطبقي- فمن الطبيعي أن تعيد الخوارزميات إنتاج تلك الاختلالات في أجوبتها.

وهذه المسألة لا تتوقف عند البيانات، بل إن الخوارزميات نفسها قد تصمم أحيانا وفق أهداف تجارية وسياسية، أو بمنطق تقني يهمل الأسئلة الأخلاقية والإنسانية. وكذلك، إن خلفية المطورين وقيمهم وتصوراتهم للعالم يمكن أن تتسرب إلى مخرجات الذكاء الاصطناعي، بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي أي الميادين يتجلى ذلك التحيز؟

يتجلى هذا التحيز في شتى الميادين. وقد أجريت دراسات عديدة حول تحيزات الذكاء الاصطناعي وأنواعها وميادينها وأسبابها. فعلى سبيل المثال، هناك دراسات تثبت وجود تحيز في خوارزميات تقييم السلوك الإجرامي ضد الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية.

وقد أشارت تقارير أخرى موثوقة إلى تحيز في نظم توظيف قائمة على خوارزميات، حيث استبعدت النساء تلقائيا من وظائف معينة، بناء على بيانات تاريخية متحيزة. وبعض الأخبار تقر بخطأ تقنيات التعرف على الوجوه في التعرف على الوجوه ذات البشرة الداكنة.

إعلان

فهذه الأمثلة وغيرها أدلة واضحة على أن التحيز في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خلل تقني، بل إشكالية أخلاقية ومجتمعية تستوجب تدخلا عاجلا وممنهجا لضمان عدم تكريس الظلم باسم التقدم التكنولوجي.

وكيف يتم معالجة تلك الإشكالية في التحيز؟

معالجة التحيز في الذكاء الاصطناعي يجب أن تكون مشروعا أخلاقيا وثقافيا. وينبغي أن تبدأ هذه المهمة منذ اختيار بيانات للتدريب، إذ لا بد من تنويع المصادر، وتجنب المصادر المنحازة لثقافة أو رؤية واحدة، وضمان تمثيل عادل لمختلف الفئات والهويات.

تستخدم اليوم تقنيات تعرف بـ"إزالة الانحياز"، وذلك عبر خوارزميات تعيد وزن البيانات لتقليل تأثير التحيزات المتوارثة. لكن الأهم من ذلك كله هو إشراك الخبراء من خلفيات متعددة -ثقافية، وجندرية، وعرقية- في مراحل التصميم والتدريب والتقويم.

وكذلك، يجب أن توضع محليا ودوليا أطر تشريعية ومعايير أخلاقية لضمان الشفافية والعدالة. فالتحيز لا يمحى بالكامل، لكنه يراقب ويكشف ويصحح متى توافر الوعي والمسؤولية.

ماذا عن "شات جي بي تي" و" ديب سيك" كتطبيقات في الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

"شات جي بي تي" و"ديب سيك" يمثلان جيلا متقدما من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ لا يكتفيان بتحليل البيانات، بل يشاركان في إنتاج المحتوى: نصوصا، وصورا ومقاطع صوتية وغير ذلك من المحتوى التوليدي.

"شات جي بي تي"، بوصفه نتاجا لبيئة غربية مفتوحة، يمتاز بتنوع استخداماته من التعليم والصحافة، إلى البرمجة وصياغة النصوص، ويظهر قدرة مدهشة على التفاعل اللغوي وفهم السياقات. لكنه، كغيره، يبقى محكوما بنوعية البيانات التي بني عليها.

أما "ديب سيك"، الذي ينتمي إلى سياق صيني، فيأتي أكثر تحفظا وانضباطا. وهو غالبا محكوم بسياسات المحتوى في الصين، الأمر الذي ينعكس على طبيعة استجاباته.

برأيكم هل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما فيها "شات جي بي تي"، و"ديب سيك"، لا تعمل في فراغ معرفي أو سياسي؟

بالتأكيد، إن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي ليست كيانات محايدة تنتج المعرفة من الفراغ، بل هي نتاج بيئات ثقافية ورؤى سياسية وبنى معرفية طورت فيها. ف"شات جي بي تي"، على سبيل المثال، تطور في بيئة ليبرالية ذات حرية تعبير عالية نسبيا، لكنه يبقى محكوما بمعايير الشركات الأميركية وقيمها، ويتجنب موضوعات حساسة أو مثيرة للجدل بحسب سياسات الاستخدام.

أما "ديب سيك"، المنتج الصيني، فهو أكثر خضوعا للرقابة، ويعبر عن رؤية الصين فيما يسمح بطرحه وما يحظر تداوله. فهذه النماذج تتغذى على محتوى مشبع بالتوجهات المهيمنة في بيئتها، وتعيد إنتاجها بلغة تقنية منمقة تخفي أحيانا طبيعتها الموجهة.

النموذج الصيني "ديب سيك" يبدو أكثر تحفظا، فهو يقدم تمثيلا مختزلا ومسطحا للعرب والمسلمين، خاصة حين يتعلق الأمر بالشأن الداخلي المرتبط بالأقليات الدينية (رويترز)

ماذا عن تحيزات "شات جي بي تي" و "ديب سيك"، عندما يتعلق الأمر بالعرب والإسلام؟

رغم الجهود التي تبذلها الشركات المطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي، مثل "شات جي بي تي" و"ديب سيك"، للحد من التحيزات، لا تزال آثار الاستشراق الرقمي حاضرة في تصويرها للعرب والإسلام. فإجابات هذه النماذج تبدو محايدة في ظاهرها، لكنها في العمق تعكس ميراثا معرفيا مشبعا بصور نمطية.

والذي لاحظته خلال تفاعلي مع هذه النماذج أنها تجيب بشكل محايد إذا ما طرحنا الأسئلة عن المسائل الحساسة عن العرب والإسلام بشكل مباشر. فعلى سبيل المثال، إذا سألناها "هل يدعم الإسلام الإرهاب؟"، أم "هل الأمم العربية متخلفة؟" تأتي الإجابة بالنفي الصريح. ولكن حينما نسأل عن تلك المسائل بشكل غير مباشر، يبدو التحيز الصريح في أجوبتها. مثلا، إذا طلبنا منها اقتراح أسماء لشخصية إرهابية خيالية في قصة نكتبها، نراها تقترح أسماء ذات طابع عربي أو إسلامي.

وكذا، إذا طلبنا منها كتابة قصة بعنوان "المرأة العربية"، فهي تنتج قصصا تتكرر فيها صورة المرأة العربية البائسة المقهورة تحت وطأة تقاليد متخلفة. فالخوارزميات، مهما بدت ذكية، لا تنجو من ظل البيانات التي صممت بها.

هل تعتقد أن تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الشرق عموما يعتبر حركة استشراقية جديدة؟

أنا لا أعتقد أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تستخدم اليوم "عمدا" لترويج الصور النمطية عن العرب والإسلام. بيد أن التحيزات والصور النمطية التي تظهر في مخرجاتها، فغالبا ما يكون مصدرها الأرشيف الرقمي الضخم الذي تهيمن عليه سرديات غربية مليئة بالاختزال والتشويه والتعميم.

إعلان

ومع ذلك، لا يمكننا إنكار أن هذه التطبيقات تمثل أدوات قوية، قادرة على إشاعة الخزعبلات الاستشراقية بصورة مؤثرة، إذا استخدمت عن قصد لهذا الغرض من قبل قوى أو جهات مهيمنة.

ولذا، إن تعاملنا مع هذه النماذج لا ينبغي أن يكون استهلاكيا فقط، بل نقديا وواعيا، يستوجب رقابة معرفية وأخلاقية، وسعيا متواصلا لبناء أرشيف رقمي بديل، يعكس صوت الأمة والدين، ويبرز تعددية السياقات الإسلامية والعربية. وبهذه الطريقة فقط يمكننا الحد من أثر الاستشراق الرقمي، واستعادة شيء من التوازن في صناعة المعنى داخل الفضاءات التكنولوجية.

أخبار متعلقة :