قالت صحيفة هآرتس إن على إسرائيل استغلال الزخم الذي أحدثته الغارات الأميركية على إيران لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وإعادة الأسرى الإسرائيليين.
ولفتت الصحيفة في افتتاحية لها إلى أن الغارات التي شنتها الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان مساء السبت الماضي، قد تكون خطوة تاريخية تساعد على التغيير، لكنها قد تؤدي أيضا إلى تفاقم خطير للأوضاع في المنطقة من شأنه أن يجر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، والعالم بأسره إلى صراع كبير.
وحذرت في افتتاحيتها من تداعيات الانجرار إلى حرب لا نهاية لها على إسرائيل، مشيرة إلى أن من شأن ذلك أن يُضعف جبهتها الداخلية، ويوقف اقتصادها، ويوسع الفجوة في ميزانيتها، ويُنهك مجتمعها.
وشددت على عدم الانجراف وراء أفكار وصفتها بالخطيرة بشأن إسقاط النظام في إيران، واستخلاص العبر من تدخلات سابقة مماثلة في الشرق الأوسط.
وأوضحت أن القتل في غزة مستمر دون هوادة، ناقلة عن بيانات لوزارة الصحة الفلسطينية أن 55 ألفا و908 أشخاص لقوا حتفهم في القطاع منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأبرزت الصحيفة أن قرار الجيش الإسرائيلي تحديد أكثر من 82% من أراضي غزة مناطق مغلقة أدت إلى تكدس سكان القطاع في مخيمات نزوح لا تُطاق، مضيفة أن 242 ألف شخص أُجبروا خلال الشهر الماضي وحده على إخلاء منازلهم مرة أخرى وأصبحوا يعيشون الآن ظروفا صعبة وواقعا يوميا قاسيا، على حد تعبيرها.
وزادت أن إسرائيل هي الأخرى تدفع ثمنا باهظا، إذ لا يزال 50 أسيرا محتجزين في غزة بينما أُعلن عن وفاة 28 آخرين منهم.
وأكدت الافتتاحية على ضرورة أن تمضي إسرائيل قدما من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يضع حداً للحرب ويسفر عن تحرير الأسرى في إطار عملية تطبيع في المنطقة.
إعلان
وأردفت القول أن على إسرائيل أيضا أن ترحب بالمبادرات الدبلوماسية، وأن تمتنع عن الاعتراض على الجهود الدولية لإعادة إيران إلى طريق الدبلوماسية.
واختتمت الصحيفة مقالها الافتتاحي بالتأكيد على أن العمل العسكري دون غيره لن يكون كافيا كما بدا واضحا، وحده التحرك الدبلوماسي على نطاق واسع هو الذي يمكن عبره وقف البرنامج النووي الإيراني ويضمن الاستقرار على الأمد الطويل.
أخبار متعلقة :