ما إن أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الضربة الأميركية لمنشأة فوردو النووية الإيرانية "ستغير التاريخ"، حتى دوّت صفارات الإنذار في عموم إسرائيل بفعل ضربة صاروخية عنيفة، تصدّرها صاروخ "خيبر شكن"، في أول استخدام له داخل العمق الإسرائيلي.
ومع إطلاق إيران صباح اليوم الأحد الموجة العشرين من الرد على الهجوم الإسرائيلي ضمن عملية "الوعد الصادق"، كشف الحرس الثوري الإيراني عن استخدامه صاروخ "خيبر شكن" الباليستي من الجيل الثالث المزود برؤوس حربية متعددة.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن هذه الموجة استهدفت مطار بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية، إضافة إلى مراكز للقيادة والسيطرة، في حين تفرض السلطات الإسرائيلية رقابة مشددة على نشر الصور والمعلومات المتعلقة بالمواقع الدقيقة التي تصيبها الصواريخ الإيرانية.
وبالنسبة للإسرائيليين، هذه حرب جديدة كليا، حيث تحوّلت صفارات الإنذار إلى إيقاع يومي يصاحبه هلع الفرار نحو الملاجئ وسط انفجارات تتردد في كل مكان.
"كل شيء اهتز بلحظة"
ويبدو أن الموجة الصاروخية الأخيرة اتبعت تكتيكات جديدة ومفاجئة، مما تسبب في دمار واسع بعدة مواقع داخل إسرائيل، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى فتح تحقيق حول انخفاض نسبة نجاح أنظمة الاعتراض.
ففي تل أبيب ورمات غان ونيس تسيونا وحيفا، تحوّلت العديد من المباني إلى ركام، وارتفعت أعمدة الدخان في السماء، وانتشرت السيارات المحترقة في الطرقات، في وقت أسفر فيه الهجوم عن إصابة 27 شخصا، بينهم مصابان في حالة حرجة.
ووصف أحد الإسرائيليين لصحيفة هآرتس اللحظات الأولى لما شهده هذا الصباح، قائلا إن كل شيء اهتز دفعة واحدة، ثم انقطع التيار الكهربائي، ففرّ إلى الملجأ حيث احتمى مع الجيران.
وقال آخر إن الهزة كانت عنيفة للغاية، معربا عن صدمته، فرغم سلامته الجسدية، فإنه اعتبر أن ما رآه لا يُصدق، "إذ اختفى صف كامل من المنازل في لحظة واحدة".
إعلان
خيبر شكن
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن حسن جوني إن صاروخ "خيبر شكن" المستخدم اليوم هو الأول من نوعه ويتميز بمستوى متقدم مقارنة بالصواريخ التي استُخدمت سابقا.
وأوضح، جوني في مقابلة مع الجزيرة نت، أن الهدف من استخدام هذا الصاروخ هو الاستفادة من قدرته التدميرية الكبيرة، حيث يحمل رأسا حربيا قادرا على إحداث دمار هائل، وغالبا ما يُستخدم لاستهداف مواقع إستراتيجية.
وأضاف أن صاروخ "خيبر" يعمل بالوقود السائل، مما يتيح التحكم في مساره وإعادة توجيهه أثناء الطيران، ويمنحه قدرة على المناورة لتفادي الصواريخ الاعتراضية عند الهبوط. لكنه أشار إلى أن الوقود السائل يتطلب وقتا أطول للتحضير قبل الإطلاق مقارنة بالصواريخ العاملة بالوقود الصلب، التي يمكن تجهيزها بسرعة أكبر.
ويرى جوني أن هذا الأمر يعكس شعور الإيرانيين براحة نسبية داخل أراضيهم، مما يمنحهم القدرة على تخصيص الوقت الكافي للتحضير والإطلاق، رغم المتابعة الإسرائيلية المكثفة للأجواء لرصد أي تحركات محتملة.
وختم جوني بالقول إن إدخال صاروخ "خيبر" إلى المعركة شكّل زخما جديدا في الحرب على إسرائيل، واصفا إياه بأنه من "العيار الثقيل".
وتأتي الدفعة الصاروخية الإيرانية الأخيرة في وقت دخلت فيه الولايات المتحدة رسميا على خط الحرب بين إسرائيل وإيران بإعلان الرئيس دونالد ترامب تنفيذ هجوم استهدف 3 من أبرز المواقع النووية الإيرانية، وهي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
أخبار متعلقة :