نظم المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الأحد، مؤتمر «علم الآثار والهندسة المعمارية بين التكنولوجيا الحديثة والهوية الوطنية» في فندق كراون بلازا لمناقشة استراتيجيات صون التراث.
وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.محمد الجسار في كلمته إن المؤتمر يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على المواقع التاريخية والأثرية بطريقة صحيحة.
وأضاف الجسار «إننا في الكويت في صدد عملية تطوير هذه المواقع لتكون وجهة سياحية ثقافية جاذبة ونعمل على تنميتها تنمية صحيحة ومستدامة وعلى مستوى عال لنتمكن من تسجيلها في قائمة التراث العالمي وضمن المواقع التراثية العالمية بما يحقق مردودا ماديا وثقافيا مستداما».
من جانبه أعرب السفير الفرنسي أوليفييه غوفان في كلمته عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي مؤكداً أن التعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمؤسسات الفرنسية يعكس عمق الصداقة بين البلدين.
وأشار غوفان إلى الشراكة مع المجلس الوطني للثقافة والفنون في مشاريع أثرية عديدة منها تنقيبات جزيرة فيلكا والحفاظ على القلعة الهلنستية.
ونوه ببرنامج تدريبي متخصص في دراسة المباني الأثرية تم افتتاحه بدعم مشترك وتوقيع مذكرة تفاهم مع صندوق التراث العالمي استعدادا لترشيح مواقع كويتية لقائمة التراث العالمي.
وأكد استمرار التعاون وتطوره في مجالات البحث والحفاظ على التراث مشيدا بجهود جميع الفرق العاملة في هذا المجال.
بدوره قال مدير المركز الفرنسي لأبحاث شبه الجزيرة العربية د.مكرم عباس في كلمته إن المؤتمر يتأتي بالتزامن مع اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025 مما يضفي عليه بعداً رمزياً وثقافياً.
وبين عباس أن التعاون مع المجلس الوطني يشمل مجالات متعددة مثل الحفريات الأثرية وصون التراث والنشر العلمي وتدريب المتخصصين وقياس البيانات إلى جانب المبادرات الثقافية ومنها العمل على ترشيح موقع (فيلكا) لادراجه ضمن قائمة التراث العالمي.
وأضاف أن التعاون يشمل أيضاً العلوم الإنسانية ودراسة تراث المخطوطات وما يتعلق بها من قضايا الحفظ والمعالجة وإتاحة المعرفة مؤكدا أن هذه الجهود تمهد لتوسيع الأنشطة الثقافية بشكل أعمق.
من ناحيتها قالت الأستاذ المشارك ومساعد عميد التخطيط والاستشارات والتدريب في كلية العمارة رئيس المؤتمر د.أسيل الرقم في كلمتها إن الحفاظ على التراث المعماري في الكويت والمنطقة يتطلب تعاوناً بين تخصصات متعددة لاسيما وسط التحولات الحضرية السريعة.
وأكدت الرقم أن العمارة في الخليج كانت دائما وسيلة للتعبير عن الهوية والانتماء وليست فقط مشروعاً فنياً مبينة أن التراث ليس مجرد ما نحتفظ به من الماضي بل ما نعيد تنشيطه وقراءته في ضوء الحاضر والمستقبل.
ودعت إلى تجاوز المفهوم التقليدي للحفظ نحو مقاربات نقدية تدمج بين الذاكرة والمعنى والشكل مؤكدة أن علماء الآثار ومهندسي العمارة وخبراء التراث يمكنهم معا إعادة تصور المستقبل بشكل مستدام وشامل.
ويشمل برنامج المؤتمر خمس جلسات على مدار ثلاثة أيام.
0 تعليق