أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة المصرية للرعاية الصحية، أن التعاون بين مصر والصين في قطاع الرعاية الصحية يشهد مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية، ترتكز على الابتكار ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات البشرية، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون الدولي في المجال الصحي.

توقيع اتفاقية تفاهم 

جاء ذلك خلال كلمة السبكي في احتفالية التوقيع على مذكرة تفاهم جديدة بين الهيئة وشركة Snibe الصينية، إحدى الشركات الرائدة في مجال التشخيص والتقنيات الطبية، وذلك بحضور سفير جمهورية الصين الشعبية في القاهرة،  لياو لي تشيانغ، وعدد من كبار المسؤولين الصينيين والمصريين.

وأوضح السبكي أن الاتفاقية تشمل محورين رئيسيين: الأول هو إطلاق برامج تدريب شاملة لمهنيي الرعاية الصحية المصريين في مجالات التشخيص المتقدم وتقنيات المختبرات، والثاني تنظيم جولة دراسية ضمن برنامج "جسور الصحة العالمية (HUB)" لتمكين الفرق المصرية من الاطلاع المباشر على النظم الصحية الصينية المتقدمة.

وقال رئيس الهيئة: "نحن نؤمن بأن الاستثمار في رأس المال البشري هو أساس التقدم الحقيقي، وأن المعرفة لا تعترف بالحدود، فكلما تقاسمنا الخبرات، اقتربنا أكثر من بناء مستقبل صحي مشترك أكثر تطورًا وعدالة."

آفاق جديدة للتعاون

وأضاف السبكي، أن زيارته الأخيرة إلى الصين والمشاركة في النسخة الـ91 من معرض الصين الدولي للمعدات الطبية (CMEF) مثّلت نقطة انطلاق لفتح آفاق واسعة للتعاون، حيث أجرى مباحثات موسعة مع مؤسسات صينية كبرى من بينها هواوي، ميندراي، ومجموعة أنرات، بهدف توطين التكنولوجيا الطبية الحديثة في مصر.

وأشار السبكي إلى أن الهيئة تدرس حاليًا نقل تقنيات إنتاج الألبومين البشري المعاد تركيبه ومنتجات الدم المتطورة إلى مصر، ضمن خطة للتحول إلى مركز إقليمي للابتكار البيوتكنولوجي وتحقيق السيادة الصحية.

العلاقات المصرية الصينية في  الرعاية الصحية

واختتم رئيس الهيئة كلمته مؤكدًا أن العلاقات المصرية الصينية في مجال الرعاية الصحية لا تقتصر على التبادل التكنولوجي، بل تعكس فلسفة إنسانية أوسع تضع كرامة الإنسان والمساواة في صميم التنمية، مضيفًا: "أنا متفائل للغاية بالمستقبل، وهذه الشراكات تؤكد أن ما نبنيه اليوم هو أساس لتحول عميق ومستدام في منظومتنا الصحية."