عبد الرحمن أبو زهرة تاريخ فني كبير محفور في وجدان الفن المصري والعربي مثله مثل عادل امام محمود يسن .. نور الشريف وغيرهم الكثير .. استطاع أن يكون واحدا من العائلة المصرية عند متابعتهم لـ “الجزيرة”، و”بحب السيما”، و”ملاك وشيطان”، ومسلسلات عديدة أطل فيها ولو بمشاهد قليلة لكنها تظل في الذاكرة.
أصيب بوعكة صحية ، الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسي اتصل به للاطمئنان عليه لأنه يعرف قدره .. في لفتة إنسانية تحمل كثيرًا من الدلالات، بأن رموز الفن والثقافة ليسوا بعيدين عن اهتمام الدولة، ولا يسقطون بالتقادم.
اليوم، في لحظة يحتاج فيها الفن إلى رموزه، يبقى عبد الرحمن أبو زهرة علامة في تاريخ الإبداع العربي، ليس فقط بما قدّمه من أدوار خالدة، بصوته المميز وأداءه الفريد الذي يجمع بين الصدق، والوقار والموهبة . واحد من القلائل الذين صنعوا للمسرح المصري هيبته، وللدراما عمقها، وللشخصية الفنية احترامها. وعلى مدار أكثر من خمسين عامًا، قدّم عشرات الأعمال التي تركت أثرها في القلوب والعقول.
"الملك لير" و"الكونت دي مونت كريستو"، وامتلك ناصية اللغة العربية الفصحى، ليمنحها على لسانه حياة جديدة.
عبد الرحمن أبو زهرة ليس مجرد فنان مرّ في تاريخ الدراما المصرية، بل هو واحد من أعمدتها الراسخة، وشاهد حي على زمن كانت تُصنع فيه الشخصيات بروح وحرفية. وأداءه علي المسرح، ووقوفه دائمًا في صف الكرامة والذوق الرفيع، يظل حاضرًا في الوعي كأيقونة لا تغيب.
فنان من الزمن الجميل، لم تستهلكه الشهرة، ولم تغرِه الأضواء، بل ظل مؤمنًا بأن الفن رسالة قبل أن يكون مهنة، وأن الكرامة هي أول شروط الإبداع.. اكتسب حب الجماهير بما يمثّله من قيم في الالتزام، والاحترام،
كان ولا زال أحد أفضل الوجوه التي تحدّثت باسم الفن، وعبرت عنه.
سلامتك يا أبو زهرة، وتعود لجمهورك قريبا بإذن الله فالمسرح لا يزال ينتظر خطواتك، والكاميرا ما زالت تعرف مكانك ومكانتك
0 تعليق