نفت فرقة الراب الإيرلندية "Kneecap" الاتهامات الموجهة إلى أحد أعضائها بـ"دعم جماعات محظورة"، بعد توجيه تهمة الإرهاب إلى ليام أوهانا، المعروف باسمه الفني "مو تشارا"، على خلفية رفعه علم "حزب الله" اللبناني خلال حفل موسيقي أقيم في لندن في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وقالت شرطة العاصمة البريطانية إن التهمة جاءت بعد تحقيق أجرته وحدة مكافحة الإرهاب، إثر تداول مقطع فيديو من الحفل على الإنترنت في أبريل الماضي، أظهر أوهانا يحمل الراية "بطريقة تثير شكوكًا منطقية بأنه من مؤيدي منظمة محظورة"، في إشارة إلى "حزب الله" المصنف جماعة إرهابية في المملكة المتحدة، إلى جانب "حماس".
ومن المقرر أن يمثل أوهانا (27 عامًا) أمام محكمة ويستمنستر الجزئية في 18 حزيران/يونيو المقبل.
وفي بيان رسمي، أكدت فرقة "Kneecap" رفضها التام للتهم الموجهة، ووصفتها بأنها "محاولة لقمع الفنانين المعارضين لسياسات الحكومات"، متهمة السلطات البريطانية باستخدام قانون مكافحة الإرهاب لأغراض سياسية.
وقالت: "نُنكر هذه التهمة وسندافع عن أنفسنا بقوة. هذه حملة ممنهجة لتشويهنا بسبب مواقفنا المؤيدة لفلسطين ومعارضتنا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي".
وتشتهر الفرقة، التي تأسست عام 2017، بمواقفها القومية الإيرلندية ولهجتها السياسية الصريحة، خاصة دعمها للقضية الفلسطينية وانتقادها الاحتلال الإسرائيلي.
وأثارت الفرقة جدلًا واسعًا مؤخرًا بعد ظهور لافت لها في مهرجان "كوتشيلا" الموسيقي في كاليفورنيا، حيث عرضت عبارة: "اللعنة على إسرائيل، حرّروا فلسطين" على المسرح، مما أثار انتقادات حادة من وسائل إعلام ومنظمات داعمة للاحتلال.
وفي وقت لاحق، تداولت وسائل الإعلام مقاطع مصورة يظهر فيها أعضاء من الفرقة وهم يهتفون "تحيا حماس، تحيا حزب الله"، وأخرى يُزعم أنهم دعوا فيها إلى قتل نواب بريطانيين.
وقدّمت الفرقة لاحقًا اعتذارًا لعائلات النائبين جو كوكس وديفيد أميس، اللذين قُتلا في هجمات منفصلة.
ردًا على ذلك، شددت الفرقة على أنها لم تدعم أي جماعة محظورة ولم تدعُ إلى العنف، مؤكدة أن بعض التصريحات "أُخرجت من سياقها"، ومعلنة أنها بصدد اتخاذ إجراءات قانونية ضد ما وصفته بـ"محاولات تشويه متعمّدة".
وأضافت في بيان مطوّل: "نحن نقول الحقيقة، وهذا ما يزعجهم. جمهورنا في تزايد مستمر، وأولئك الذين يهاجموننا يسعون إلى إسكات أي صوت ينتقد المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. نحن نواجه حملة إعلامية هدفها التعتيم على الإبادة الجماعية في غزة".
وذكرت الفرقة أنها فقدت دعم شركة الحجز "Independent Artist Group"، كما ألغيت عدة حفلات لها في ألمانيا والمملكة المتحدة، وسط دعوات من مسؤولين حكوميين إلى إعادة النظر في مشاركتها في مهرجان "غلاستونبري" الشهر المقبل.
في المقابل، تلقّت "Kneecap" دعمًا من شخصيات موسيقية وفنية بارزة، مثل بول ويلر، وبريان إينو، وفرقة "ماسيف أتاك"، الذين وقّعوا رسالة تضامن تدين ما وصفوه بـ"محاولة منظمة لإسكات الأصوات المعارضة".
ويُشار إلى أن فرقة "Kneecap" كانت قد حظيت بشهرة دولية واسعة العام الماضي بعد إطلاق فيلم سينمائي شبه روائي مستوحى من قصة صعودها، من بطولة مايكل فاسبندر، والذي حاز جائزة "بافتا" في فبراير/شباط 2025.
خلفية قانونية
تُصنّف المملكة المتحدة "حزب الله" و"حماس" ضمن المنظمات الإرهابية، ويُعدّ التعبير عن دعمهما جريمة جنائية يعاقب عليها القانون بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
ترقب للمحاكمة
يُنتظر أن يثير مثول أوهانا أمام المحكمة في 18 يونيو المقبل جدلًا واسعًا، لا سيما في ظل تصاعد النقاشات حول حرية التعبير والحدود الفاصلة بينها وبين قوانين مكافحة الإرهاب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواقف السياسية تجاه قضايا دولية مثل العدوان على غزة.
0 تعليق