عاجل

اعرف نبيك تعذيب وحصار وهجرة للحبشة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

بعد أن جهر الرسول صلي الله عليه وسلم بالدعوة تعرَّض الصحابة رضوان الله عليهم للاضطهاد والتعذيب الشديد علي يد أئمة الكفر من قريش ولاقوا أشد أصناف العذاب. ورغم شدة الإيذاء والتعذيب الذي تعرض له الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم. فقد ظلوا صابرين ثابتين علي عقيدتهم ودينهم. والأمثلة علي ذلك كثيرة. ومنها: بلالپرضي الله عنه وآل ياسر وغيرهم الكثير..

ومع تربيته صلوات الله وسلامه عليه لأصحابه علي الصبر والثبات عند الابتلاء كان يبث التفاؤل والثقة في قلوبهم. ويفيض عليهم مما أفاض الله عز وجل عليه مِنْ أمل مشرق في انتصار الإسلام وانتشاره. فمن ذلك قوله صلي الله عليه وسلم: "والله ليتمن هذا الأمر. حتي يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب علي غنمه. ولكنكم تستعجلون".. ولقد كانت الفترة المَكِّيَة بمثابة الأساس المتين للصرح الإسلامي الهائل. من خلال التربية علي العقيدة. والصبر علي الأذي والثبات علي الدين. والتي كانت من أهم سمات التربية النبوية للصحابة في المرحلة المكية.

ولما رأي النبي صلي الله عليه وسلم استمرار كفار قريش في إيذاء وتعذيب أصحابه. أشار عليهم بالهجرة إلي الحبشة. وقال لهم: "إنَّ بأرض الحبشة ملِكاً لا يُظلَمُ أحدى عنده. فالحقوا ببلاده حتي يجعل الله لكم فرَجاً ومَخْرجاً مما أنتم فيه".. وقد قالپابن كثير في تفسيره لقول الله تعالي: "وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".. يخبر تعالي عن جزائه للمهاجرين في سبيله ابتغاء مرضاته. الذين فارقوا الدار والإخوان والخِلان. رجاء ثواب الله وجزائه. ويحتمل أن يكون سبب نزول هذه الآية الكريمة في مهاجرة الحبشة الذي اشتد أذي قومهم لهم بمكة. حتي خرجوا من بين أظهرهم إلي بلاد الحبشة. ليتمكنوا مِن عبادة ربهم.

والثابت من صحيح الأحاديث والسيرة النبوية أن المسلمين هاجروا إلي الحبشة مرتين. وكانت الهجرة الأولي في شهر رجب من السنة الخامسة من البعثة النبوية. وكان عدد المهاجرين فيها عشرة رجال وأربع نسوة.. وبعد وصولهم ومقامهم بالحبشة سمعوا أن أهل مكة أسلموا. فعاد بعضهم إلي مكة. فلم يجدوا ما أُخْبِرَوا به صحيحاً فرجعوا ومعهم مجموعة أخري إلي الحبشة فهاجر حينها من الرجال ثلاثة وثمانون رجلاً. وثماني عشرة أو تسع عشرة امرأة.. وهي الهجرة الثانية.. وقد رجع مهاجروا الحبشة حين فتح الله عز وجل علي المسلمين خيبر. ففرح وسُرَّ النبي صلي الله عليه وسلم بهم وقال: "ما أدري بأيِّهما أفرح: بفتح خيبر أم بقدوم جعفر".

أما عن حصار أهل مكة الجائر للنبي صلي الله عليه وسلم ومن معه من بني هاشم وبني المطلب في بداية المحرم سنة سبع من البعثة النبوية والذي استمر نحو ثلاث سنين. فقد قالپابن القيم في زاد المعاد: لما رأت قريش أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم يعلو والأمور تتزايد أجمعوا أن يتعاقدوا علي بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف ألا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتي يسلموا إليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم. وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة.. فانحازت بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم» إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريشاً علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب. وحبس رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن معه في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة. وبقوا محصورين مضيقاً عليهم جداً مقطوعاً عنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين حتي بلغ بهم الجهد.. ثم أطلع الله رسوله علي أمر صحيفتهم وأنه أرسل إليها الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم» إلا ذكر الله عز وجل. فأخبر بذلك عمه فخرج إليهم فأخبرهم أن ابن أخيه قال كذا وكذا. فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه. وإن كان صادقاً رجعتم عن ظلمنا. قالوا: أنصفت... فأنزلوا الصحيفة فلما رأوا الأمر كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم ازدادوا كفراً وعناداً.. وخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن معه من الشعب.


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق