استأنفت عدة مخابز مدعومة من برنامج الأغذية العالمي، الخميس 22 مايو 2025، عملها في جنوب قطاع غزة، بعد إدخال كميات محدودة من الدقيق، وسط تفاقم المجاعة التي تضرب القطاع بفعل استمرار الحرب "الإسرائيلية" والحصار المشدد.
وقال أحمد البنا، صاحب أحد المخابز في جنوب غزة: "دخل الدقيق إلى غزة مساء الأربعاء، وباشرنا العمل فورًا نظرًا للمجاعة التي نعيشها".
وأوضح أن مخبزه كان قد توقف عن العمل منذ أكثر من شهرين بسبب انقطاع الدقيق نتيجة الحصار.
وأشار البنا إلى أن المخابز التي استأنفت العمل تتركز فقط في جنوب القطاع، في حين ما تزال المخابز في شمال غزة متوقفة بسبب عدم وصول الدقيق إليها، دون أن يحدد عدد المخابز التي عادت إلى العمل. ولفت إلى أن توزيع الخبز سيتم عبر برنامج الأغذية العالمي.
وكانت هذه المخابز تقدم الخبز بأسعار رمزية لا تتجاوز 2 شيكل للربطة الواحدة، التي تزن كيلوغرامين وتحتوي على نحو 23 إلى 24 رغيفًا متوسط الحجم، في وقت تشهد فيه الأسواق شحًا حادًا في السلع وارتفاعًا كبيرًا في الأسعار.
وساهمت هذه المخابز سابقًا في التخفيف من حدة المعاناة الإنسانية للنازحين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، وتحولوا إلى فقراء بحسب بيانات صادرة عن البنك المركزي الفلسطيني.
وخلال زيارة ميدانية، صرح أحد ممثلي برنامج الأغذية العالمي، أثناء تواجده في أحد المخابز: "الوضع الإنساني في غزة كارثي، وما نحتاج إليه هو إيصال المساعدات دون انقطاع، إضافة إلى دعم دولي ومناصرة لفتح المعابر وضمان وصول الغذاء لمن هم بأمس الحاجة إليه".
وأكد المسؤول الأممي أن تحقيق ذلك يتطلب تعاونًا من المجتمع الدولي، والمؤسسات المدنية في غزة، والمنظمات غير الحكومية والمحلية.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن في 6 نيسان/أبريل الماضي عن إغلاق جميع المخابز الـ25 التي يدعمها في القطاع، نتيجة نفاد الوقود والدقيق، في ظل تصاعد القيود الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
كما أوضح في بيان لاحق أنه استنفد آخر مخزوناته من المواد الغذائية لدعم مطابخ الوجبات الساخنة بحلول 25 أبريل، ما فاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، عن دخول 87 شاحنة محملة بالمساعدات المخصصة لعدد من المؤسسات الدولية والأهلية، للمرة الأولى منذ 81 يومًا من الإغلاق الإسرائيلي الكامل للمعابر.
وأشار المكتب في بيان سابق، إلى أن القطاع يحتاج يوميًا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة، إضافة إلى 50 شاحنة وقود كحد أدنى لإنقاذ حياة السكان، في ظل استمرار سياسة الحصار وتجويع نحو 2.4 مليون فلسطيني منذ 2 آذار/مارس الماضي، ما أدى إلى دخول غزة في مرحلة مجاعة تسببت بوفاة العديد من المدنيين.
0 تعليق