نشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، بيانًا، يوضح ما ينبغي على الحاج القيام به خلال أيام التشريق، المعروفة أيضًا بأيام منى، والتي تأتي بعد يوم النحر.
وأوضحت الإفتاء، أن من أبرز الأعمال في هذه الأيام، هو رمي الجمرات الثلاث، كل واحدة بـ 7 حصيات متتابعة، مع التكبير عند كل حصاة.
ويبدأ الحاج برمي الجمرة الصغرى، وهي الأبعد عن مكة، ثم الوسطى، وأخيرًا الكبرى، المعروفة بجمرة العقبة. ويُسن الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى مستقبلًا القبلة، ولا يُسن الوقوف بعد الجمرة الأخيرة.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنه من الجائز رمي الجمرات قبل الزوال أو بعده، وفقًا لرأي عدد من السلف والخلف.
وأضافت أنه في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، أي ثاني أيام التشريق، يجوز للحاج أن يتعجل ويغادر منى قبل غروب الشمس، أما من اختار البقاء؛ فيستحب له أن يرمي الجمرات في اليوم الثالث عشر أيضًا، واستشهدت الإفتاء بقول الله- تعالى-: ﴿واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه﴾ [البقرة: 203].
سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم
في سياق متصل، تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في خواطره عن سورة البقرة سبب تسمية هذه الأيام بـ"أيام التشريق".
وأوضح أن الذكر ملازم لكل شعائر الحج، وأن أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر.
وبيّن الشعراوي أن التسمية تعود إلى ما كان يفعله الحجاج قديمًا، حيث كانوا يُشرقون لحوم الأضاحي في الشمس لتجفيفها، أي ينشرونها لتجف تحت أشعة الشمس، ومن هنا جاءت التسمية المرتبطة بالشروق.
وأكد الشعراوي أن المقصود بـ"الأيام المعدودات" هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، موضحًا أن قول الله- تعالى-: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى}، يعني أن الله- سبحانه وتعالى- جعل الخيار للحاج بين أن يغادر بعد يومين أو يبقى لليوم الثالث، بشرط التقوى.
وختم الشعراوي تفسيره بالتأكيد أن العبرة ليست بعدد الأيام، بل بالنية والإخلاص في العبادة، قائلاً إن الله ختم الآية بقوله: {واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون}، ليذكّر الحاج أن من لبّى هذا الحشد العظيم في الدنيا بإرادته، فالله قادر على أن يحشره في الآخرة بغير اختياره.
0 تعليق