عاجل

تايمز: سباق مع الزمن لتأمين سوريا من ماضيها الكيميائي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

سلط تقرير -نشرته صحيفة تايمز البريطانية- الضوء على ملف لم يغلق بعد في سوريا، حيث لا تزال العدالة غائبة، والمخزون القاتل من أسلحة الأسد الكيميائية يهدد أرواح الأبرياء في كل لحظة.

ويقول التقرير، الذي أعدته من بلدة خان شيخون مراسلة الصحيفة راشيل هاغان، إن سوريا لا تزال تعاني من آثار ترسانة قاتلة خلفها نظام بشار الأسد، رغم مرور 5 أشهر على سقوطه.

وأضافت أن سباقا خفيا أكثر خطورة يدور في الوقت الذي تنشغل فيه العواصم العالمية بإعادة رسم علاقتها مع دمشق، موضحة أن هذا السباق هو تحديد مكان الأسلحة الكيميائية المفقودة التي استخدمت في مجازر أودت بحياة مئات المدنيين، بينهم عائلات كاملة.

خان شيخون

وأعادت هاغان إلى الأذهان حادثة قصف بلدة خان شيخون في محافظة إدلب بغاز السارين السام في أبريل/نيسان 2017، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا، بينهم 25 شخصا من عائلة واحدة وعدد كبير من الأطفال.

وأشارت إلى أن أحد الناجين، واسمه عبد الحميد اليوسف ينتمي إلى العائلة التي فقدت هذا العدد الكبير من أفرادها، ظهر في فيديو آنذاك وهو يحتضن جثتي طفليه باكيا. وكان اليوسف قد فقد زوجته وتوأميه الرضيعين وأشقاءه وأبناء عمومته.

إعلان

وكان ذلك الفيديو تسبب في تحريك مشاعر الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، خلال فترته الرئاسية الأولى. وأمر ترامب، بعد 3 أيام، بشن ضربات صاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، في أول تدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة ضد نظام الأسد منذ بدء الحرب.

ترامب يفتح الباب مجددا

وذكر التقرير أن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، الذي أعلنه ترامب خلال جولته الخليجية، لاقى ترحيبا حذرا في الغرب. ففي حين خفّف كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعض العقوبات، فلا تزال الغالبية العظمى منها قائمة.

وقال منتقدون إن التسرع في رفع العقوبات قد يعرقل جهود نزع السلاح الكيميائي، خاصة في ظل غياب الشفافية الكافية من السلطات السورية الجديدة.

ترسانة هائلة لا أحد يعرف مكانها

وبعد أن سرد التقرير تاريخ إنتاج النظام السوري للسلاح الكيميائي، الذي قال إنه بدأ قبل 5 عقود، أشار إلى أن مسؤولين سوريين سابقين أبلغوا مفتشي الأسلحة بأن كميات من المواد الكيميائية "فُقدت في حوادث مرور"، وهو ادعاء وصفه خبراء بأنه مراوغة متعمدة.

ونقل عن غريغوري كوبلنتز، مدير دراسات الدفاع البيولوجي في جامعة جورج ماسون، قوله إن الأسلحة الأكثر إثارة للقلق هي تلك التي اختفت، مشيرا إلى أن "بعضها سام حتى قبل أن يُجهز للاستخدام العسكري"، مضيفا أن هناك خطرا أن يعثر مدنيون على هذه المواد، أو أن تستخدمها جماعات مسلحة في أعمال "إرهابية".

جهود بطيئة في ظروف معقدة

ومارس/آذار الماضي -يستمر التقرير- تمكن مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى 5 مواقع حول دمشق، بينها موقعان لم يسبق الإعلان عنهما.

وعثر المفتشون على فواتير وملاحظات وخرائط تخضع حاليا لتحليل جنائي، لكن التقدم بطيء، ولا تزال 19 قضية "خطيرة" لم تُحل، حسب المنظمة.

ووصف وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني البرنامج الكيميائي بأنه "من أحلك الفصول في تاريخ العالم"، متعهدا بالتعاون الكامل.

إعلان

ورغم ذلك، فإن الحكومة السورية لم تقدم أي تقارير شهرية للمنظمة في أبريل/نيسان، وهو ما عده بعض الخبراء مؤشرا مقلقا.

ويؤكد كوبلنتز أن "الحكومة الانتقالية تقول الأشياء الصحيحة، لكنهم ربما لا يعرفون حتى ما هو موجود لديهم. سوريا ليست دولة مستقرة تماما، ولا تمكن إدارة عمليات نزع السلاح وفق جداول زمنية عادية".

حرب أخرى على الناجين

وأدلى اليوسف (الناجي من مجزرة خان شيخون) بشهادته أمام الأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهيومن رايتس ووتش، موثقا تفاصيل المجزرة.

لكن الرواية الرسمية السورية من نظام الأسد أنكرت الهجوم، بل وصفت مقاطع الأطفال المختنقين بأنها "تلفيق بنسبة 100%". وشنت روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، حملات تضليل ضد الناجين، ونشر المتصيدون على وسائل التواصل الاجتماعي اسم عبد الحميد اليوسف وهددوه بالقتل.

"لقد خاطر بحياته لقول الحقيقة"، يقول أحد المحققين الدوليين. تحقيقات المخابرات الغربية أكدت رواية اليوسف، وربطت غاز السارين المستخدم بالمخزونات السورية. كما أظهرت صور موقع القصف بقايا ذخائر من الحقبة السوفياتية.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، غادر الأسد إلى موسكو قبيل سقوط نظامه. ومع ذلك، لم يُقدم للمحاكمة. "لماذا لم يُحاكم الأسد؟" يتساءل اليوسف. "لا يمكن أن نعيش في عالم يُسمح فيه بارتكاب هذه الجرائم دون عقاب".

الحرب مستمرة في ذاكرة اليوسف

رغم مرور سنوات، فلم تنته الحرب بالنسبة إلى اليوسف الذي ظل يتردد يوميا على المقبرة، لا ينسى أبناءه وزوجته. ورغم زواجه من جديد وإنجابه طفلة، فلا يزال يتذكر كل لحظة فقد فيها عائلته، قائلا: "كان لديهم مستقبل مشرق. أفكر فيهم كل يوم".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق