عاجل

أفقر رئيس في العالم خوسيه موخيكا يرحل بعد صراع مع السرطان - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

توفي خوسيه موخيكا، الرئيس الأسبق لجمهورية أوروجواي، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد صراع مرير مع سرطان المريء بدأ في ربيع عام 2024.

وأعلن الرئيس الحالي ياماندو أورسي نبأ الوفاة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قائلاً: "رحل الرئيس والناشط والمرشد... وداعًا موخيكا".

رجل من الشعب

يُلقب خوسيه موخيكا عالميًا بـ"أفقر رئيس في العالم"، ليس لفقر مادي بل لتواضعه الشديد ونمط حياته البسيط. فرغم شغله أعلى منصب في الدولة من 2010 إلى 2015، كان يعيش في مزرعة ريفية صغيرة، ويقود سيارة فولكس فاغن قديمة، ويتبرع بمعظم راتبه لصالح الأعمال الخيرية. أصبح بذلك رمزًا عالميًا للزهد السياسي ورفض الامتيازات، في وقت كانت فيه السياسات تغرق في الفساد والمظاهر.

ولد موخيكا عام 1935، وكان ناشطًا يساريًا منذ شبابه، حيث انضم إلى حركة "توباماروس" الثورية المسلحة في ستينيات القرن الماضي، وقضى نحو 13 عامًا في السجن، معظمها في الحبس الانفرادي، خلال الحكم العسكري. لكن بدلاً من أن تنكسر روحه، خرج من السجن ليتحول إلى رجل دولة، يؤمن بالحوار والعدالة الاجتماعية، متبنّيًا مسيرة سياسية معتدلة داخل حزب الجبهة الواسعة اليساري.

معركة أخيرة بروح لا تنكسر

في ربيع عام 2024، أعلن موخيكا إصابته بسرطان المريء، وخضع لاحقًا للعلاج الإشعاعي، الذي أظهر نتائج إيجابية جزئية في سبتمبر من نفس العام. ورغم ضعفه البدني، لم يتراجع عن ممارسة السياسة، بل دعم بقوة ائتلافه اليساري في الانتخابات العامة التي أُجريت في 2024، وأسهم بدوره الرمزي والشعبي في فوز تلميذه السياسي ياماندو أورسي برئاسة البلاد.

لكن فرحة الانتصار السياسي لم تطل، إذ عاد السرطان للظهور مطلع 2025 وانتشر إلى الكبد، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، لينتهي المشهد الأخير من حياة رجل واجه الحياة والموت بالكرامة ذاتها.

إرث يتجاوز الحدود

موخيكا لم يكن مجرد رئيس، بل حالة إنسانية وسياسية فريدة ألهمت العالم. دعوته الدائمة إلى القناعة وتقليل الاستهلاك، وانتقاداته اللاذعة لنظام السوق المتوحش، جعلت منه صوتًا نادرًا في السياسة العالمية. وقد ألقى خطابات مؤثرة في محافل دولية مثل الأمم المتحدة، تحدث فيها عن البيئة والعدالة الاجتماعية بأسلوب صادق وبعيد عن الدبلوماسية التقليدية.

برحيل موخيكا، لا تفقد أوروجواي رئيسًا سابقًا فقط، بل يخسر العالم أحد أبرز الأصوات الأخلاقية في السياسة الحديثة. رحل الرجل الذي عاش كمزارع ومات كرمز.

نقلا عن القاهرة الاخبارية


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق