كاتب إسرائيلي: ميناء إيلات الخالي دليل على محدودية قوة إسرائيل - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

رسم الكاتب الإسرائيلي أمير أورين في مقال نشرته صحيفة هآرتس، صورة قاتمة لميناء إيلات، الذي كان سابقا رمزا للتوسع الإسرائيلي نحو الشرق، ليصبح اليوم شاهدا صامتا على أحد أكبر إخفاقات حكومة بنيامين نتنياهو، وعنوانا بارزا لمحدودية القوة التي طالما تباهت بها تل أبيب.

واستعرض الكاتب الأهمية التاريخية التي أولاها مؤسسو إسرائيل للبحر والموانئ، وكيف كان تأمين الإمدادات البحرية على رأس أولويات سلاح البحرية الناشئ، الذي كُلف بصد أي تهديد محتمل من الأساطيل العربية.

ولم تكن السيطرة على الممرات البحرية والموانئ مجرد ضرورة اقتصادية، بل كانت جزءا لا يتجزأ من العقيدة الأمنية الإسرائيلية، ومصدرا لصراعات سياسية داخلية على النفوذ والسيطرة على هذه الجائزة الكبرى.

صراع قديم

وأشار الكاتب إلى أن إيلات، على الرغم من صغرها مقارنة بموانئ البحر الأبيض المتوسط، كانت تمثل بوابة إسرائيل إلى آسيا وأفريقيا عبر البحر الأحمر.

غير أن هذا الميناء لم يكن آمنا على الدوام، فقد عانت الملاحة الإسرائيلية من تحديات من الدول العربية وخاصة مصر، بحيث لم تُفتح القناة بشكل كامل أمام السفن الإسرائيلية إلا بعد اتفاقية السلام مع مصر.

واستحضر الكاتب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 كعلامة فارقة، حيث كشفت تلك الحرب عن محدودية السيطرة الإسرائيلية في البحر الأحمر عندما تمكنت مصر من إغلاق الملاحة في باب المندب، لتجد إسرائيل نفسها عاجزة عن مواجهة هذا التحدي البعيد.

إعلان

ولم يُفتح الممر حينها إلا بتدخل سياسي أميركي مباشر، في إشارة مبكرة إلى الاعتماد الإسرائيلي على الحليف الأميركي.

واليوم، بعد نصف قرن، يعيد التاريخ نفسه بأدوات وأطراف مختلفة، فصواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة القادمة من اليمن لم تستهدف العمق الإسرائيلي فحسب، بل نجحت في فرض حصار بحري فعلي على ميناء إيلات.

ووصف الكاتب هذا الوضع بالقول: "هناك، منظر الميناء الفارغ هو الصورة السلبية القاتمة للطابور الطويل والمكلف الذي ينتظر على طول خليج حيفا"، إنها صورة تعبر عن عجز القوة العسكرية التقليدية أمام تكتيكات الحرب غير المتكافئة.

الدعم الأميركي

وعلق الكاتب على عقد ترامب اتفاقا مع الحوثيين بقوله إن الإدارة الأميركية تبدو وكأنها ترسل رسالة واضحة لإسرائيل مفادها: "إذا كنتم لا تريدون أن تفعلوا ما هو جيد لكم، فهذا شأنكم، أنتم ستدفعون الفاتورة، هل أنتم قادرون على فتح باب المندب؟ تفضلوا، الأسطول الخامس لن يفعل ذلك من أجلكم".

هذه الرسالة -يتابع أمير أورين- إن صحت تعني أن إسرائيل لم تعد تستطيع الاعتماد بشكل مطلق على الدعم العسكري الأميركي المباشر لفرض إرادتها في المنطقة، وأن عليها أن تعيد حساباتها الإستراتيجية.

ويرى الكاتب أن أي تسوية إقليمية مستقبلية لن تكون مفروضة بالقوة العظمى كما كان في الماضي، بل ستكون تسوية مطبوخة في البيت الأبيض، تُقدم لإسرائيل دون قدرة حقيقية على تغيير جوهرها.

ويؤكد أمير أورين في مقاله أنه في ميناء إيلات الفارغ، تتعلم إسرائيل مرة أخرى محدودية القوة، وليس أقل من ذلك محدودية عقل أولئك الذين يتمسكون بسلطتها، والذين يعانون من نقص حاد في النزاهة والكفاءة معا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق