عاجل

هل يفضي إفراج حماس عن الجندي "الأميركي" إلى مفاوضات أوسع؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

مراسلو الجزيرة نت

غزة- أجمعت مصادر مطلعة في فصائل المقاومة الفلسطينية على أن الاتصالات -التي أجرتها حركة حماس مع الإدارة الأميركية وأفضت للاتفاق على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر– تأتي ضمن الخطوات التي حددتها المقاومة الفلسطينية سابقا للوصول إلى اتفاق يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات لقطاع غزة.

وأفادت المصادر -التي تحدث إليها الجزيرة نت- بأن هناك إجماعا بين فصائل المقاومة الفلسطينية على أن أي تفاوض حول ملف أسرى الاحتلال لديها يجب أن يكون متسلسلا ومترابطا بما لا يحقق ما يريده الاحتلال من وقف مؤقت لإطلاق النار لحين إطلاق سراح جنوده ومن ثم العودة للحرب مرة أخرى.

وأعلن الدكتور خليل الحية رئيس وفد حركة حماس المفاوض مساء أمس استعداد حماس للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار.

إطار تفاوضي شامل

تنظر المصادر المطلعة في فصائل المقاومة الفلسطينية إلى أن التفاهم المفاجئ -الذي جرى حول إطلاق ألكسندر- يعد كسرًا مهمًّا لحاجز الصمت الأميركي، وانفتاحًا غير مباشر على مسار تفاوضي أوسع، حتى وإن بدأ بعنوان إنساني.

إعلان

وترى أن فصائل المقاومة تدرك جيدا أن مثل هذا التفاهم المحدود لا ينفصل عن سياقه السياسي والأمني الأشمل، وأنه يُستخدم غالبًا لاختبار النوايا، واستكشاف قنوات التواصل.

وتشير المصادر إلى أن أي تفاهم حول إطلاق الجندي الأميركي يأتي ضمن إطار تفاوضي شامل، يشمل وقف إطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وبدء الإعمار، وفتح المعابر، وصولا إلى ملف تبادل الأسرى بما يضمن إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن "المقاومة لا ترى في الإفراج عن جندي أميركي الجنسية صفقة نهائية بحد ذاتها، بل مؤشراً على أن واشنطن بدأت تُدرك ضرورة الحوار مع الفاعلين الحقيقيين على الأرض، وأولهم المقاومة".

ولم يستبعد عفيفة -في حديثه للجزيرة نت- أن يكون هذا التفاهم مقدّمة لمسار تفاوضي أوسع يشمل قضايا أكبر مثل: وقف العدوان، ورفع الحصار، وإبرام صفقة تبادل شاملة. لكن الأمر يتوقف على مدى استعداد الإدارة الأميركية لتجاوز انحيازها الكامل للجانب الإسرائيلي، والتعامل مع غزة كطرف له حقوق، وليس فقط كأزمة إنسانية.

وشدد على أن "المقاومة الفلسطينية تنطلق من معادلة ثابتة، تقوم على أنه لا إطلاق مجانيا لأي أسير، سواء كان أميركياً أو إسرائيلياً، وأن كل ملف مرتبط بثمنه السياسي والإنساني، وما جرى مع ألكسندر لم يكن استثناءً من ذلك، بل خضع لحسابات دقيقة تم فيها تحقيق أكثر من هدف في اللحظة المناسبة".

إيجابية حذرة

وفي الإطار ذاته، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن فصائل المقاومة في غزة تنظر بإيجابية حذرة إلى التفاهم الجاري بشأن الجندي الإسرائيلي الأميركي، باعتباره جزءًا من تحرك تفاوضي أوسع، لا صفقة جزئية قائمة بذاتها.

وأوضح في حديث للجزيرة نت أن "التفاهم الحالي لا يُعد مجرد بادرة حسن نية، بل يأتي في سياق متكامل من الاتصالات السياسية الجارية عبر وسطاء إقليميين ودوليين، خاصة بعد أن طرأت تحولات مهمة على الموقف الأميركي خلال الأسابيع الأخيرة".

إعلان

ولفت القرا إلى أن المقاومة تدرك أن واشنطن باتت تمارس ضغطًا ملموسًا على حكومة الاحتلال، بعد أن تعمّق خلافها الداخلي، خصوصًا بين ترامب وبعض دوائر القرار الإسرائيلي، بسبب محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السابقة تخريب المسار الأميركي الإيراني، وعرقلة قنوات الاتصال الأميركية بشأن غزة.

وأضاف أن "حضور المقاومة في الميدان، ومواصلة عملياتها ضد القوات الإسرائيلية، يُسهم في تعطيل أي محاولة لفرض وقائع عسكرية، مثل خطة عربات غدعون، ويدل على أن المقاومة متمسكة بثوابتها، ولن تُقدّم تنازلات خارج معادلة متكافئة تحقق العدالة لشعبنا وأسرانا".

وبحسب القرا فإن محاولة نتنياهو الترويج بأن إطلاق سراح الجندي دون مقابل يعد بمثابة "ادّعاء تضليلي" يهدف لاستخدام الحدث لتسجيل مكاسب سياسية داخلية، وتقديم صورة زائفة لليمين المتطرف.

وأكد أن أي خطوة تتعلق بملف الأسرى تُناقَش ضمن مقترحات متكاملة، وليس بشكل منفصل أو خاضع لمزاج إعلامي، وبالتالي "تعتقد المقاومة أن أي تحرك بشأن إطلاق الأسرى، أو التفاهمات الجارية، لن يُقرأ بمعزل عن العنوان الأوسع: إنهاء الحرب، ورفع الحصار، واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق