كيف كانت علاقة بن لادن بالجماعات الجهادية خلال تواجده في السودان؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت فترة تواجد مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في السودان تحولا كبيرا في أفكاره حيث تحول عن مواجهة الحكومات، ورفض دعم الجماعات التي تمسكت بهذا النهج، كما يقول المفتي السابق للتنظيم محفوظ ولد الوالد.

ووفقا لما قاله ولد الوالد خلال حلقة 2025/5/10 من برنامج "مع تيسير"، فقد كان تنظيم "القاعدة" عندما انتقل من أفغانستان إلى السودان، يعاني تفاوتا في وجهات النظر بشأن كثير من القضايا، واختلافا في النظرة حتى لحكومة الخرطوم الإسلامية آنذاك.

وكان السبب الرئيسي في هذه الخلافات -حسب المتحدث- أن غالبية أعضاء التنظيم لم يكونوا يمتلكون العلم الشرعي الكافي، وكانوا يسارعون للتكفير رغم قلة علمهم.

ومن أبرز الخلافات التي تحدث عنها ولد الوالد، كان الموقف من حكومة الخرطوم الإسلامية آنذاك، ومدى التزامها بالمشروع الإسلامي، الذي لم يكن يطبق عمليا.

لكن المفتي السابق للقاعدة، يقول إن بن لادن كان يرى أن السودان هو القارب الوحيد الذي يقل كافة المجاهدين، وأن عليهم التعامل بواقعية لإنقاذ هذا القارب الذي أغرقته حكومة الخرطوم لاحقا، كما يقول ولد الوالد.

ولمعالجة هذا الأمر، قرر بن لادن وضع منهج جديد للتنظيم، وكلَّف ولد الوالد بهذه المهمة التي حاول من خلالها وضع القواعد التي ستحكم علاقات القاعدة بالحكومات والجماعات الإسلامية الأخرى وما سيستجد من قضايا الأمة.

إعادة النظر في العلاقات

وخلال هذه المرحلة، بدأ بن لادن يعيد النظر في علاقاته مع الجماعات الجهادية الأخرى بناء على تصوراته الجديدة ورؤيته لما يجب أن يكون عليه تنظيم القاعدة، والقضايا التي يلزمه التدخل فيها والطريقة التي سيتدخل بها.

إعلان

ومن هذا المنطلق، تراجع دعم بن لادن للجماعات الجهادية التي كانت تربطه بها علاقات وثيقة خلال فترة الجهاد الأفغاني، والتي وصلت إلى السودان لاحقا.

وكانت جماعة الجهاد في مقدمة الجماعات التي تراجع دعم بن لادن لها خلال تواجده في السودان، رغم العلاقة الوثيقة بين الجانبين حيث شارك بعض مؤسسي الجماعة في تأسيس القاعدة، وفق ولد الوالد.

تراجع عن مواجهة الحكومات

بل إن أبو عبيدة البنشيري كان هو المسؤول العسكري في الجهاد وفي القاعدة، كما كان المدربون العسكريون للقاعدة في أفغانستان كلهم من أعضاء جماعة الجهاد، حسب ولد الوالد، الذي قال إن بن لادن كان يقدم الجزء الأكبر من تمويل هذه الجماعة.

وأحدث هذا التراجع في الدعم نوعا من الجفاء بين بن لادن والجهاد التي كانت ترى أنها صاحبة فضل في تأسيس وتدريب القاعدة، حسب ولد الوالد.

وخلال هذه الفترة، شنت جماعة الجهاد هجمات ضد الحكومة المصرية وضربت سفارة القاهرة في إسلام آباد، لكن هذا كله لم يكن بعلم بن لادن، مما دفعه للابتعاد تماما عن هذه الجماعة والتوجه بشكل أكبر لدعم العمل السلمي المنضبط بدلا من مواجهة الحكومات.

ومع ذلك، فقد تعاون القاعدة مع جماعة الجهاد في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا سنة 1995، كما يقول ولد الوالد.

ورغم أن حكومة السودان كانت قد وافقت على اغتيال مبارك عام 1993 لكنه لم يذهب إلى المكان المقرر للعملية، إلا أن المحاولة الفاشلة التي جرت بعد عامين كانت سببا في إخراج كافة الجماعات الجهادية من السودان.

والسبب في ذلك، كما يقول ولد الوالد، أن محاولة اغتيال مبارك سنة 1995 جرت دون علم الحكومة السودانية التي كانت قد بدأت في تغيير مواقفها من الجماعات الجهادية.

وفيما يتعلق بالجماعة الإسلامية الليبية، يقول ولد الوالد إنها كانت على علاقة جيدة بالقاعدة خلال فترة القتال في أفغانستان، وعندما وصلت السودان عام 1994، نصحهم بن لادن بعدم الدخول في مواجهة مسلحة مع الرئيس الراحل معمر القذافي، لأنه كان واثقا من أنها ستفشل كما فشلت مواجهة مبارك في مصر وحافظ الأسد في سوريا.

إعلان

لكن الجماعة الليبية لم تعمل بهذه النصيحة، وأعلنوا الجهاد المسلح ضد القذافي ثم انتهى بهم الحال إلى الفشل والفرار إلى أفغانستان لاحقا، كما يقول ولد الوالد.

دعم الجماعة الإسلامية بالجزائر

وعن موقف القاعدة من الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر (الجيا)، يقول ولد الوالد إن بن لادن دعم الجماعة عندما قررت مواجهة الحكومة التي سعت للتآمر على فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات عام 1991.

وعندما أعلنت الجماعة بقيادة أبي عبد الله أحمد، المواجهة عام 1993، دعمهم بن لادن وأرسل إليهم سفينة محملة بالسلاح لكنهم لم يتمكنوا من تسلمها بسبب اختلاف في مكان التسلم.

ووفقا لولد الوالد، فلم يكن أحد من أعضاء التنظيم يعرف بطبيعة العلاقة بين بن لادن وبقية جماعات الجهاد حول العالم ولا ما يقدمه لها من دعم، لأن هذا الأمر كان حكرا على مؤسس التنظيم وكبار نوابه.

لكن بن لادن أوقف هذا الدعم بعد اغتيال زعيم الجماعة الإسلامية في الجزائر "أبو عبد الله" بداية 1995 في ظروف غامضة وخلفه في القيادة "أبو عبد الرحمن أمين"، الذي يقول ولد الوالد إنه أسرف في الغلو والتكفير وقتل المدنيين بطريقة بشعة، واستحلوا حتى نساء المسلمين وقتل بعضهم بعضا.

وكان دعم بن لادن للجماعة الإسلامية في الجزائر، مرده إلى أنها كانت حركة واسعة التأييد ولم تكن ضعيفة كما هي حال الجماعات الجهادية في مصر أو سوريا أو ليبيا، كما يقول ولد الوالد.

أخبار ذات صلة

0 تعليق