أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، اليوم الإثنين، تعليق جزئي للرسوم الجمركية المتبادلة بينهما لمدة 90 يومًا، في خطوة مفاجئة تهدف إلى احتواء التوترات التجارية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي وأربكت الأسواق المالية خلال السنوات الأخيرة.

تخفيضات جمركية حاسمة

في أعقاب محادثات رفيعة المستوى بين الجانبين في مدينة جنيف، أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الاتفاق يشمل خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية إلى 30% بدلاً من النسب المرتفعة السابقة، لمدة 90 يومًا.

من جانبها، أعلنت الصين خفض كبير في تعريفاتها الجمركية على السلع الأمريكية، من 125% إلى 10% خلال نفس الفترة، بما يعني تخفيضات تجاوزت 100 نقطة مئوية في بعض السلع.

آلية جديدة للحوار التجاري

تم الاتفاق أيضًا على إنشاء آلية رسمية لمواصلة المناقشات التجارية بين البلدين، بهدف الوصول إلى اتفاق شامل ودائم ينهي الحرب التجارية التي تسببت في تعطيل سلاسل الإمداد العالمية، وفرضت ضغوطًا على قطاعات التصنيع والتكنولوجيا والزراعة.

الأسواق تلتقط أنفاسها

تلقت الأسواق العالمية الخبر بارتياح واضح، حيث شهدت مؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة ارتفاعات فورية، مدفوعة بتراجع المخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية.

كما انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7%، نتيجة لتراجع الإقبال على الملاذات الآمنة، في حين شهدت أسواق العملات والسلع انتعاشًا ملحوظًا.

يتوقع محللون اقتصاديون أن يؤدي هذا الاتفاق المؤقت إلى زيادة تدريجية في حجم التبادل التجاري بين البلدين، مع تحسن ثقة المستثمرين وعودة تدفق السلع الأساسية بين الأسواق الكبرى.

نحو اتفاق شامل

ورغم أن الاتفاق لا يُنهي الحرب التجارية بشكل نهائي، إلا أنه يُعتبر خطوة تمهيدية مهمة نحو التوصل إلى اتفاق دائم وشامل يعيد الاستقرار للمنظومة التجارية العالمية ويُعيد التوازن إلى العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل